شهد معهد الحرارة العالية في مدينة شاتورة بضواحي موسكو أول تجربة لما يسمى بـ”ريلغان” أو بالأحرى المُعجّل الكهرومغناطيسي القادر على تسريع المادة حتى السرعة الفضائية الأولى .
وقال رئيس أكاديمية العلوم الروسية فلاديمير فورتوف في حديث أدلى به للصحفيين الروس: “من الصعب جدا الحصول على سرعات عالية. وتنحصر مهمتنا في اختراع أنظمة عاملة بالضغط المفرط ودراسة الكون بواسطتها. أما مهمتنا الأخرى فهي حماية الأرض من الأجرام الفضائية الطائرة بسرعة هائلة والتي تشكل خطورة علينا. ومن ضمنها النفايات الفضائية والكويكبات ما إلى ذلك”.
الريلغان أو المدفع الكهرومغناطيسي عبارة عن جهاز خاص قادر على تسريع الأجسام حتى سرعات عالية جدا. وذلك بفضل قوة الكهرباء والحقول المغناطيسية. وهناك مجموعة من النواقل الكهربائية المتوازية أو ما يسمى بـ القضبان التي يمر بها تيار كهربائي ذو قوة شديدة جدا. وفي حال لمس هذه القضبان بأي ناقل كهربائي فإن القوة الكهربائية (قوة لورينز) تدفع به وتسرّعه حتى سرعة عالية جدا ليس بوسع سلاح البارود بلوغها.
وتعد تلك الأجهزة في الوقت الراهن أساسا لتصميم أنظمة جديدة من الأسلحة والوسائل التي تحمل الشحنات إلى المدار حول الأرض. فالولايات المتحدة على سبيل المثال تعمل على تصميم هذا السلاح منذ أعوام الـ 2000 حيث تم الكشف عن نماذج أولى لأنظمة (ريلغان) الكهرومغناطيسية التي قد تنصب في المدمرات من الجيل الجديد. ويقوم العلماء الروس هم أيضا بتصميم أنظمة (ريلغان).
وقال رئيس الأكاديمية الروسية إن العلماء الروس تمكنوا من بلوغ سرعة 11 كيلومترا في الثانية. وذلك عند تسارع القذيفة داخل الريلغان. وإنها كافية لتجاوز جاذبية الأرض والوصول إلى المدار حول الأرض وربما إلى خارجه.
وأشار رئيس الأكاديمية إلى أن بلوغ مثل هذه السرعة يتطلب طاقات كهربائية عالية إلى درجة أن مكونات (قضبان) الريلغان تتردى بسرعة وتتعطل. واستطرد فورتوف قائلا إن “مهمتنا تكمن حاليا في إيجاد مواد بمقدورها تحمل طاقات كهربائية عالية وحماية تلك المواد من التردي السريع”. وشهدت التجربة الاستعراضية لـ الريلغان الروسي بلوغ سرعة 3.2 كيلومترات في الثانية ، ما اعتبره فورتوف إنجازا جيدا.