إن عادة تناولنا الطعام والإفراط فيه لأسباب أخرى ، سيؤديان بالضرورة إلى السمنة ، من هنا ضرورة التعرف إلى هذه الأسباب وإيجاد حلول لها .
يرى اختصاصيو التغذية أن هناك خمسة أسباب رئيسة تدفعنا إلى الإفراط في الأكل وهي :
1– الأكل بسبب التعب : إن تناول الطعام عندما نكون متعبين ليس خطأ ، لكن يجب اختيار أطعمة تمنحنا طاقة ، تدوم أطول ، مثل كعكة من دقيق القمح الكامل ، أو موزة مع شريحتي خبز من دقيق القمح الكامل ، ولا يجب أن ننسى إدخال هذه الأطعمة ضمن مجمل الوحدات الحرارية التي نتناولها يومياً .
من ناحية ثانية ، يمكننا القيام بنشاط بدني ، أو ممارسة التمارين الرياضية بدلاً من تناول الطعام ، فهي تمنحنا الطاقة التي نحتاج إليها ، ويكفي في بعض الأحيان القيام بنزهة قصيرة مشياً على الأقدام ، للشعور بالتيقظ وزوال التعب .موقع طرطوس
2- الأكل بسبب الضجر والانزعاج :
يؤكد اختصاصيو التغذية وعلماء النفس ، أن الإفراط في الطعام في حالات الانزعاج أو السأم ، لا يحسن حالتنا أبداً . بل إن الكيلوغرامات التي ستتراكم في أجسامنا ، نتيجة هذه العادة ، ستجعلنا بمزيد من الاستياء والتذمر ، كذلك يمكن أن يجعلنا ذلك نشعر وكأن كل شيء في حياتنا قد خرج عن سيطرتنا .
ولتفادي هذه المشكلة يجب أن نتعلم أننا نملك القدرة على الاختيار ، فعندما نرغب في تناول علبة كبيرة من الآيس كريم ، لأننا منزعجون ، يمكننا أن نأكلها لكن علينا أن نعي ونقبل بأننا اخترنا تناولها وأننا يمكن أن نندم على ذلك لاحقاً ، بسبب ما تحويه من وحدات حرارية ، إن اتخاذنا القرارات الخاصة بالطعام بشكل أكثر وعياً ، سيساعدنا على البدء في التحرر من عادات الأكل عند الانزعاج ، وعلى الفصل بين الأكل والمشاعر والانفعالات .موقع طرطوس
من جهة ثانية علينا أن نعترف ونقبل بأننا مستاؤون ولسنا جائعين ، فعندما نسارع إلى تناول قطعة جاتوه أو شوكولاتة ، علينا أن نتوقف قليلاً ونسأل أنفسنا ، ما إذا كان ما سنأكله سيساعدنا حقاً على الخروج من حالتنا النفسية السلبية ، ويجعلنا نشعر بالارتياح ، ومن المفيد أيضاً تحديد الأشياء التي تزعجنا أو أسباب السأم الذي نشعر به ، ونتخذ الخطوات الكفيلة بإزالتها ، فإذا كنا مثلاً نشعر بالسأم بسبب بقائنا وحيدين في المنزل طوال النهار لا شيء نفعله إلا الأكل ، علينا البحث عن هواية جديدة تشغلنا ، أو أي نشاط آخر يملأ أوقات فراغنا .
3– الإفراط في الطعام بسبب النقرشة طوال النهار :
لا تترك مشاغل الحياة اليومية للكثيرين منا وقتاً يسمح بتناول وجبة غذائية فعلية ، فإذا كنا نعمل في وظائف مكتبية ، نجد أنفسنا نتناول أي طعام ونحن جالسون وراء جهاز الكمبيوتر ، وكذلك يختصر الأهل الوقت بتناول شطيرة أو أي طعام سريع ، وهم منهكون في شؤون المنزل أو في إحضار الأولاد من المدرسة ، وهذا يعني أن الناس أكلون من دون أن يفكروا فعلياً في ما يأكلون ، ويؤدي ذلك إلى زيادة إمكانية ،إفراطهم في الطعام .موقع طرطوس
ويميل الناس إلى الإفراط في الطعام أيضاً ، ومن دون تفكير أثناء إعدادهم وجبات الطعام في المطبخ ، فوجودهم خلال وقت الطبخ على مقربة من محتويات البراد وخزانات الطعام ، يزيد من إمكانية تناولهم الطعام دون أن يكونوا جائعين حقاً ، كذلك يميل الكثير من الأهل إلى أكل ما يتبقى من أطباق أطفالهم من طعام ، بعد انتهاء الوجبة ، لأنهم لا يريدون هدر الطعام ، فينتهي بهم الأمر إلى تناول وحدات حرارية إضافية لا يحتاجونها ، من دون أي تفكير .
إن تناول الطعام بهذا الشكل ، أي من دون وعي وتفكير ، ولأسباب أخرى غير الجوع الفعلي هو عادة سيئة ، ولو كنا نلجأ إلى الفواكه أو الخضار أو السلطة في عادتنا هذه لما أسفر الأمر عن أي ضرر ، لكن المشكلة تبرز عندما نبدأ في اختيار الأطعمة السكرية ، والمعروف أننا بتناول هذه الأنواع من الأطعمة الضارة ، ننمي لدينا ميلاً وشغفاً بطعمها ، ونصبح أقل رغبة في اختيار الأطعمة السكرية ، والمعروف أننا بتناول هذه الأنواع من الأطعمة الضارة ، ننمي لدينا ميلاً وشغفاً بطعمها ونصبح أقل رغبة في اختيار أي نوع صحي آخر من الطعام .موقع طرطوس
وتناول الطعام وقوفاً ليس بالفكرة الجيدة ، لأننا لا نأخذ بعين الاعتبار كل تلك الوحدات الحرارية ، التي نتناولها خارج الوجبات الفعلية التي نجلس إلى المائدة أثناءها .
أما إذا فشلنا في تفادي النقرشة وقرض الطعام خارج الوجبات ، فعلينا أن نحسن الاختيار هذا الطعام ، فنأكل الفواكه أو الخضار النيئة ، كذلك يجب الانتباه إلى ما نأكله خارج الوجبات ، كي نسحبه ضمن مخصصاتنا اليومية من وحدات حرارية ، والأفضل أن نخطط له مسبقاً ، ومن المفيد لتلافي الأكل من دون وعي ، وضع شيء في الفم أثناء تحضير الطعام ، فهو سيساعدنا على مقاومة تذوق الأطعمة وقضمها . والعلكة أفضل حل لذلك ، أما بشأن ما يتبقى من طعام في أطباق الأولاد ، فلا بد من رميه فوراً لتفادي أكله ، وإذا كانت الكمية كبيرة يمكن حفظها في علبة بلاستيكية داخل البراد .موقع طرطوس
4– عدم التوقف عن الأكل حتى بعد الشبع :
يستمر الناس في تناول الطعام حتى بعد الشبع ، لأسباب عدة ، فهناك أشخاص نشأوا في عائلات تعودوا فيها أن يملئوا أطباقهم مرتين أو ثلاث مرات في كل وجبة ، وأصبح ذلك عادة لديهم . وهناك أشخاص آخرون لا يزالون ، على الرغم من أن أولادهم كبروا وغادروا المنزل ، يحضرون نفس كمية الطعام السابقة ، ويأكلونها وحدهم ، كذلك فإننا نميل إلى أكل كميات أكبر من حاجتنا ، عندما نكون مدعوين ، ومع مجموعة من الناس ، وذلك بمجرد كون الآخرين يأكلون .
وغني عن الذكر أن مواصلة الطعام بعد الشبع تؤدي إلى الانزعاج والنفخة ، وإلى زيادة عدد الوحدات الحرارية ، التي نتناولها ، وهذا لا يتناسب أبداً مع محاولات تخفيف الوزن ، أو حتى الحيلولة دون زيادة ، والأفضل بالطبع هو توفير حصتنا من الوحدات الحرارية ، لتناولها في الأوقات التي نكون فيها جائعين فعلاً .موقع طرطوس
أما أفضل السبل لتفادي هذا الشكل من الإفراط في الطعام ، فهو تحديد كمية الطعام ، التي نريد أن نأكلها قبل الجلوس إلى المائدة ، وعندما ننهيها يمكن أن نفكر في أننا قادرون على تناول المزيد ، ولكن إذا تمهلنا وسألنا أنفسنا عما إذا كنا فعلاً لانزال جائعين ، فسنجد أنه في مقدورنا أن نتوقف عن الأكل .
ومن المفيد جداً ، تحضير كمية إضافية من الخضار الجانبية المطبوخة والسلطات ، وذلك لتفادي ملء الطبق مرة ثانية بمزيد من الطعام الرئيسي ، فإذا أنهينا الكمية التي حددناها من الطبق الرئيسي ، ولا نزال نشعر بالجوع يمكننا ملء طبقنا مرة ثانية بالخضار أو السلطة ، وعلينا دائماً الإصغاء إلى معدتنا ، والتذكر أن دماغنا يحتاج إلى 20 دقيقة ، لتسجيل حقيقة امتلاء معدتنا بالطعام . لذلك إذا تمهلنا أثناء الأكل وانتظرنا قليلاً بعد إنهاء طبقنا ، فالأرجح أننا لن نشعر بالحاجة إلى مثله مرة ثانية ، وهنا يفيد مضغ كل لقمة على مهل ، لأنه يطيل وقت الوجبة ، ويسمح لنا بمزيد من الاستمتاع بمذاق الطعام ، وإلى جانب ذلك علينا أن نتعود الرد بالنفي على محاولات الآخرين تقديم المزيد من الطعام إلينا ، ويكفي في هذه الحالة أن نشرح لهم بلطف ، أننا نحاول اتباع نظام غذائي صحي .موقع طرطوس
5– الإفراط في الطعام نتيجة عدم التنظيم :
إن تناول الأطعمة غير الصحية بسبب غياب التنظيم وفقدان الوقت ، يؤدي إلى شعورنا بالضيق والانزعاج ، خاصة لأن ذلك يعني أن اهتمامنا بصحتنا يحتل مرتبة متدنية على لائحة أولوياتنا ، وهذا يضر بتقييمنا أنفسنا ، كذلك فإن الاعتماد على الوجبات الجاهزة يكلفنا ، مع الوقت ، الكثير من النقود التي كان يمكننا استخدامها في مجالات أفضل غير الطعام .موقع طرطوس
من هنا تأتي ضرورة الاحتفاظ بكمية كبيرة من الأطعمة خفيفة الدهون ، في المنزل ، وأفضل الحلول هي الأطعمة المجمدة ، مثل الخضار والأطباق الأخرى المجمدة ، التي يمكن الاحتفاظ بها وقتاً طويلاً في قسم التجميد ، في الثلاجة فهي توفر لنا دوماً المواد الأساسية اللازمة لتحضير وجبة صحية ، ويمكننا في الأيام التي نجد فيها متسعاً من الوقت لتحضير طعام من مواد طازجة أن نطبخ كمية كبيرة ونجمد جزءاً منها للأيام التي لا نرغب فيها في تحضير الطعام .