تمكن طبيب الأعصاب البلجيكي ستيفن لاوريس من جامعة لييج من اكتشاف جزء من الدماغ الذي يربط بين “هذا ” العالم “وذاك”.
ويقال إن العالم المذكور كان يهتم منذ فترة طويلة بما يسمى ظاهرة ” تجربة ما حول الموت”. والمقصود هنا قصص وأحاديث الناس الذين تعرضوا للموت السريري وشاهدوا “ضوء العالم الآخر في نهاية النفق”.
وذكر الطبيب أن هذا النوع من الرؤيا كان يظهر ليس فقط عند من توقف قلبه عن النبض بل وعند الذين وقفوا على مسافة خطوة عن الموت ولكنهم صمدوا ونجوا بجلدهم، على سبيل المثال من سقط في الهاوية من متسلقي الجبال، أو سائق السيارة لحظة الاصطدام، وقائد الطائرة وهو يقع في حالة طوارئ وغيرها.
ونفذ العالم عددا ضخم من التجارب والاختبارات وفي نتيجتها تمكن من إثبات أن دماغنا مسؤولة عن هذه الرؤيا من العالم الآخر. والقسم المسؤول في المخ عن ذلك هو التقاطع الصدغي الجداري Temporoparietal junction وبالذات المنطقة التي تربط بين “هذا” العالم “وذاك”.
وخلال حياة الإنسان يكون هذا الجزء من الدماغ مسؤولا عن معالجة الإشارات البصرية واللمسية، ويحدد موضع الجسم في المكان المحيط وكذلك توضع أطراف الإنسان.
ويرى الطبيب أنه في حالة الحمل الزائد والشديد للدماغ خلال الحالات الطارئة والخارقة للعادة يقوم هذا الجزء من الدماغ بإرسال إشارات خاطئة، لأنه يعجز عن معالجة “كل” المعلومات التي يتلقاها. وهذا يفسر الرؤيا الغربية عند الذين يقعون في حالات الصدمة أو الكرب الشديد.
أما بالنسبة للرؤيا في لحظة الموت السريري، فإن التفسير هنا يبدو أكثر تعقيدا.
لقد بين التصوير بالمسح الضوئي Scanning لدماغ المرضى وهم في حالة الغيبوبة السريرية أن التقاطع الصدغي الجداري يبقى نشيطا حتى في حالة الغيبوبة وحتى لحظة توقف القلب. وهذا يعني أنه المسؤول عن كل ما يرى الإنسان وهو عند حافة الموت عندما يكون في حالة فقدان الوعي.
ولكن هذا الطبيب الفذ لم يتمكن من الرد على السؤال المحير، لماذا تبقى منطقة محددة منفصلة من المخ نشطة وتعمل حتى عندما تتوقف عن العمل كل أعضاء الجسم الأخرى.