للتجاعيد الواضحة والعميقة هل التقشير أو ال Deeling المرتكز على الفينول ( حامض كربوليك ) هو الحل المناسب ؟ ال Deeling كلمة إنجليزية وتعني ( تنضير أو تقشير) ، وهي عملية علاجية فعالة في الطب التجميلي لعلاج مظاهر الشيخوخة والتقدم بالعمر ، حيث إنها تسمح بإزالة التجاعيد من الوجه وتحرض على توسف البشرة عندما يكون الوجه كثير التجاعيد ، ولا سيما في منطقة ما حول الفم والخدود .
إن التقشير العميق المرتكز على الفينول ( حامض كربوليك ) يمثل في وقتنا الحاضر مداخلة مهمة في الجراحة التجميلية .
الفينول يدخل في تركيب عدة مستحضرات ومنتجات علاجية جلدية وتجميلية ( صابون – شامبو ) ، حيث يكون تركيزه محدداً ب ( 1 % ) . ولكن في النظام المتبع في التقشير العميق يكون التركيز للفينول أكثر أهمية بكثير ، ولا يكون موضوعاً لأي تصريح قانوني .
هذا التقشير يبقى حصراً على الطب التجميلي ومطبقاً تحت مسؤولية الطبيب نفسه أما النتائج تكون فعلاً غير اعتيادية إذا ما تم التقيد ببعض الشروط والقواعد .
ما هي ؟
عند وضع مستحضر التجميل على الوجه فإن الطبيب الممارس يكون قد قام بتحريض عملية هدم وتخريب مسيطر عليها للبشرة ، وكذلك للطبقة السطحية من الأدمة ( باطن الجلد تحت البشرة ) . وهذه العملية تحرض على عملية تجديد وإحياء للجلد من جديد ، فالبشرة والأدمة تتم إعادة بناؤها كما لو أنهما جديدتان تماماً .
وفي نفس الوقت نلاحظ وجود ازدياد في الألياف المرنة للجلد ، وفي الكولاجين ( مادة بروتينية في البشرة ) الذي يضمن نضارة وصلابة البشرة . كما ونلاحظ انكماش وتقلص البشرة المعرضة لتأثير المقشرات .
لمن ؟
هذه العملية يمكن إجراؤها على البشرة الفاتحة والغامقة ولكن باستثاء البشرة الداكنة والسوداء ، حيث يتداخل احتمال تشكل تصبغات على هذا النوع من البشرة ( بقع فاتحة بشكل أكبر من التصبغات الطبيعية )
كما أن المختص يتجنب أيضاً استعمال هذه المركبات ( المقشر المرتكز على الفينول ) لدى الأشخاص المعنيين بالحالات التالية :
حالة وجود مشكلة سابقة لالتئام سيىء للجروح أو غيرها .
حالة وجود مشكلة حب الشباب أو قوباء نشطة ( مرض جلدي ) .
حالة وجود سكري متطور .
التقدم الكبير في السن ( لدى الأشخاص المعمرين ) حيث لا يمكن للجلد معاودة حيويته من جديد .
كما أن هذا العلاج غير منصوح به لدى الحوامل في الخمسينيات ، كما لاحظ الأطباء أن تطبيق بعض المستحضرات المركبة من الفينول عالي التركيز كانت تحدث مشاكل قلبية لدى الشخص الخاضع لهذا المستحضر خلال عملية وضعه .
لهذا فإن الطبيب الذي سيقوم بعملية التقشير يطلب الآن فحص القلب وإجراء عملية تخطيط كهربائي للقلب لاسيما إذا تجاوز عمر المريض السبعين عاماً .
مع أنه لا وجود لرابط مؤكد للعلاقة بين المشاكل والأزمات القلبية وعملية التقشير المرتكزة على الفينول العالي التركيز .
لماذا ؟
هذا العلاج غالباً ما يوصف للتصدي لظواهر الشيخوخة الجلدية ومن أجل إزالة التجاعيد العميقة في الوجه ، ولكنه فعال أيضاً في نزع وإزالة العلامات الناتجة عن حب الشباب عند الأشخاص الأصغر سناً . وبالمقابل لا يمكنه مقاومة الارتخاء والتهدّل الجلدي أو ( هبوط ) البشرة .
كيف تتم هذه العملية ؟
خلال الجلسة : هذه العملية تجري تحت تأثير المخدر الموضعي ( ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم بأخذ الإنتالجيك antalgique ) .
أو تجري تحت تأثير التخدير العام ( خفيف التركيز ) .
معظم أطباء الجلدية وأطباء التجميل يختارون ممارسة هذه العمليات في صالة مجهزة للعمليات من أجل إجرائها تحت الإشراف المباشر على الرتيم القلبي ( النبض ) ومن أجل التحقق من سلامة القلب خلال مدة العملية بشكل عام . ( يتم ذلك باستخدام الناظم القلبي ( الموينيتور ) .
بالمقابل لا يوجد أي قانون أو تشريعات طبية تحدد المكان لمثل هذه العمليات أي عمليات ( التقشير العميق ) مما يسمح بإجرائها داخل العيادات الخاصة .
المستحضر المركز العالي التركيز بالفينول ( تقريباً 50 % فينول ) يكون سائلاً يطبق عادة ثلاث مرات متتابعة على مجمل الوجه حسب حاجة كل حالة وحاجة كل شخص .
وبحسب المنطقة المعالجة من الوجه ( حسب درجة تجعد الجلد في هذه المنطقة ) ، وحسب ردة فعل البشرة على المستحضر أي يتم وضع هذه المادة بشكل يناسب كل حالة وحاجتها .
الوجه يكون بعد ذلك مغطى بوشاح لزج كتيم حاوٍ على أوكسيد الزنك من فصيلة مضادات الالتهاب . هذا الضغط أو الكبس على الوجه لا بد منه لجعل هذه المعالجة فعالة وناجحة .
بعد ذلك ؟
وخلال الأربع والعشرين ساعة تظهر وذمة ضخمة منطقة العينان والفم هما المنطقتان الوحيدتان في الوجه غير المعرضتين لهذا الضغط وهذا الوشاح الضاغط فيظهر عليهما فقط انتفاخاً وتورماً ( ليس وذمة ) ، بعد ذلك يقوم الطبيب بنزع الوشاح اللزج وينظف البشرة باستعمال مضاد الإنتانات ( معقم ) وتحت هذا الضغط للبشرة تتلاشى الرطوبة اللمفاوية في الوجه مما يمنع حدوث التوسفات .
ويمكن إذاً من جديد إعادة وضع محلول الفينول على بعض أجزاء الوجه لكن دون تخدير ، إذا ما وجدت بعض التجاعيد المعندة ، وهذه الخطوة لا بد منها في 75 % من الحالات .
ثم بعد ذلك يتم وضع مركب بودري أصفر مؤلف من البزموت ( هو عنصر فلزي يستعمل ممتزجاً بعناصر أخرى ) ومن الميموزا ( أو المستحية وهي نوع من الأشجار والأعشاب المعمرة ) على الوجه حيث سيتطلب الوجه ذلك ، وهذا القناع يجب أن يبقى على الوجه لمدة أسبوع .
إنه يعيق الحركة ولكن الدكتور ( J. L. V ) وهو طبيب جلدية يؤكد أن عدم الحركة هو جزء من العلاج .
بعد ذلك يمكن للمريض أن ينزع القناع بنفسه بالاستعانة بكمية كبيرة من مادة شحمية ( شحوم ) ، ولنجد بعد ذلك بشرة مصقولة وبلون زهري وهذا نتيجة لتمدد الشعيرات والأوردة الدموية . ودرجة هذا اللون وحدته ترتبط بنوع ولون البشرة المعالجة ، وبعمق التأثير لمحلول الفينول عليها ولكنها تتراجع وتختفي مع مرور الوقت .
ما هي النتائج ؟
هذه الطريقة في العلاج فعالة جداً في إزالة التجاعيد من الوجه ولا سيما تلك التي توجد حول الفم ، حيث يقول الدكتور ( J.L. V. ) إن ما بعد المداخلة شيء فعلاً جميل جداً ، حيث تظهر البشرة من جديد وبشكل يعطي هالة ومنظراً أكثر شباباً ونضارة للوجه .
الأدمة تتبدد بشكل تام بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر والنتيجة النهائية تستمر لمدة ( 5 إلى 7 ) سنوات والعودة إلى الحالة التي كان عليها الجلد قبل عملية التقشير لم تلاحظ إلى الآن .
ما هي العقبات والتعقيدات ؟
قبل كل شيء هناك عدة إزعاجات في الأيام العشرة الأولى بعد ال ( peeling ) ، حيث يكون الجلد حساس جداً والعناية به تكون بسيطة جداً ( بوضع كريم مرطب ) ، ولكن يجب أيضاً مراعاته ، حيث أن البشرة تكون ضعيفة فإنه من الضروري ألا نتعرض للشمس بشكل تعسفي وجائر ، كما أن وضع الواقي الشمس يكون إجبارياً والأفضل ارتداء نظارات شمسية وقبعة للوقاية من الأشعة الشمسية .
كما أن هناك احتمالاً لحدوث تعقيدات أكثر جدية مثل احتمال حدوث تصبغات شديدة وعلامات وآثار واضحة بعد الانتهاء من عملية التقشير إذا تم إجراؤها لبشرة من اللون الغامق . أو إذا كان من قام بهذه العملية شخص لا يتحكم بشكل جيد بطريقة تطبيق المادة أو محلول الفينول ، أي المبالغة في وضع هذا المحلول مما يؤدي إلى تقشير عميق مبالغ فيه .
ويمكن حدوث حالات التهابية تظهر في الأسبوع الأول بعد العملية ( ولكنها حالات نادرة الحدوث ) .
أي عندما يكون الجلد حبيس القناع الأصفر والذي يمكنه أيضاً أن يؤدي إلى حدوث علامات . وفي هذه الحالة يكون الألم غير طبيعي ومن الضروري عند ذلك إحاطة الطبيب علماً بذلك .
( مراعاة أصول النظافة والانتباه التام من قبل الطبيب سيزيل احتمال حدوث مثل هذا النوع من المخاطر ) .
هل هذه العملية خطيرة ؟
الفينول مادة كيماوية ومصنفة في التشريعات الأوربية كمادة سامة ولاسيما إذا ما تم استنشاقها . بعض الأخصائيين يختارون الحذر ( التقشير باستعمال الفينول مهم جداً حيث إن نتائجه التجميلية وتأثيره الشاد للعضل / المتر / الذي يولده يكون مرضياً جداً ، ولكن خطره مؤكد إذا لم يتم تطبيقه بالطريقة السليمة أي إذا لم يوضع على يد خبير فهناك احتمال مؤكد لحدوث ندبات وتصبغات على البشرة ) .
حتى أن بعض الأطباء يرفضون ممارسة مثل هذا النوع من عمليات التقشير ، حيث إنهم يعترفون بأن التقشير بمحلول الفينول فعال جداً في إزالة التجاعيد ولاسيما تلك التي تتوضع حول الفم ومع ذلك يمتنعون عن ممارسة ، حيث إن هذه التقنية تسبب هدم للميلانوسيت (melanacyte ) للصبغيات ؟ في معظم الحالات .
( نخلق بذلك حالة من فقدان الصبغيات / تحدث اختلاف في اللون إذا لم يتم علاج مجمل الوجه / الذي يمكن أن يكون غير تجميلي والذي يجبر على حماية البشرة من ضوء النهار بما ان الميلانوسيت اللاقط الطبيعي للضوء تكون مهدمة ) .
هذا ما يوضحه الدكتور A. P. G.
فالطبيب الممارس يجب أن يأخذ الوقت اللازم ليشرح للمريض ما لهذا الإجراء من تبعات ثقيلة ، وتوضيح إمكانية حدوث اختلاف في التصبغات ، كما أنه يجب عليه احترام القواعد المتبعة ( حسن التصرف ) بعد إجراء هذه العملية . كما أنه من الضروري أن يكون الطبيب الراغب في ممارسة عمليات النقشير العميق خاضعاً لدورات تعليمية ليكتسب الخبرة .
نجاح وأمان التقشير العميق يعتمدان على طريقة وضع محلول الفينول على الوجه وعلى التقيد والعناية اللازمة بعد إجراء عملية التقشير .