وضع علماء الأحياء والهندسة الوراثية في معهد ماساتشوستس التكنولوجي أسلوبًا سيمكنهم من السيطرة على انتشار الطفرات الوراثية الاصطناعية (التعديلات الجينية) بين الحيوانات والحشرات. وهكذا قرروا تجربة تلك التكنولوجيا على بعوض الملاريا. وقد أطلقت على التكنولوجيا تسمية “الطفرة الجينية” بصفتها أسلوبا يسمح بنشر جين معدل من قبل الإنسان بين الحيوانات والنبتات.
والطفرة الاصطناعية، على سبيل المثال، من شأنها التقليل من خصوبة البعوض وبالتالي التخفيض من عدده، الأمر الذي سيساعد بدوره على إنقاذ العديد من الناس من الإصابة بمرض الملاريا وحتى الموت منه.
لكن المشكلة تكمن في أن هذه الطفرة الجينية يمكن أن تؤدي إلى انقراض نوع معين من الحشرات ككل. لذا اقترح العلماء مخرجا من هذا المأزق بفرض قيود على انتشار الجين بحيث يختفي في الجيل الثالث نهائيا. وذلك عن طريق استخدام 3 عناصر من الحمض النووي يتألف كل منها من جين واحد أو بضعة جينات.
ويخطط العلماء لاختبار الطفرة الجينية الاصطناعية على البعوض اختبارا أوليا بحيث يتوقف انتشار الجين المعدل على عدد الحشرات التي تم إطلاقها في البيئة الطبيعية. ويمكن جعل كل الحشرات العائشة في منطقة معينة حملة للجين المعدل. لكن هذا الجين ليس بوسعه الانتشار في مناطق أخرى بسبب القيود المفروضة عليه عبر استخدام سبل الهندسة الوراثية.
وفي حال نجاح التجربة يمكن أن يدور الحديث حول استخدام تلك التكنولوجيا في المناطق التي يشكل البعوض فيها خطرا حقيقيا على صحة الإنسان.