يتواصل ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة حول العالم وأصبحت مخاطر المضاعفات الصحية المزمنة المرتبطة بها أكثر انتشاراً.
ويعدّ ارتفاع ضغط الدم، من الأمراض المرتبطة بالسمنة، وهو المسؤول عن العديد من حالات الجلطة الدماغية. وأكدت دراسة أجرتها هيئة الصحة في دبي خلال العام 2013 أنّه على الصعيد العالمي، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من ارتفاع ضغط الدم الذي يتسبب في وفاة 90.4 مليون شخصاً حول العالم في كل عام. ما الحل لمواجهة هذه المشكلة؟
يرى الدكتور باتريك نويل، أخصائي في جراحة السمنة بالمنظار في المركز الأميركي الجراحي (The American Surgecenter) أنّ نمط الحياة الصحي هو أحد أفضل وسائل الدفاع في مواجهة ارتفاع الضغط الدم. ويوضح: “وللأسف، رغم جهود البعض الجادة والمتكررة لاعتماد نظام حمية متوازن وممارسة التمارين الرياضية، إلا أنهم لا يتجاوبون مع التعديلات المصاحبة لنمط الحياة هذا، فهم لا يزالون غير قادرين على التعامل مع ضغط الدم المرتفع، وبالتالي لا يزالون في خطر. وهنا، يمكن اعتبار العمليات الجراحية لعلاج البدانة الخيار العلاجي الأفضل والأكثر صحة للتخلص من الوزن الزائد والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم”.
والجدير بالذكر أنّ جراحات إنقاص الوزن تعد عمليات آمنة وفعالة، وهي تعد حلاً مناسباً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ومساعدتهم على فقدان الوزن الزائد. ويعتبر المعهد الطبي للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، أحد أبرز مراكز البحوث الطبية في العالم، جراحات التخلص من السمنة علاجاً فعالاً لمكافحة السمنة المفرطة والحفاظ على الوزن المناسب على المدى البعيد، والمساعدة بالتالي في تحسين أو حل العديد من المشاكل المرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم.
عالجي ضغط الدم باتّباع حمية داش
وقد أكد الدكتور نويل على أن جراحة التخلص من السمنة ليست خياراً لحل سريع، وإنما على المريض أن يستوفي المعايير المنصوص عليها ليكون مرشحاً لهذا الإجراء. ولكي تصبح مؤهلاً للقيام بهذه الجراحة، عليك على الأقل تلبية المعايير الأساسية التالية: أن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى، وأن يزيد الوزن على الأقل 27 كيلو غرام عن الوزن المثالي وأن يزيد عمر المريض عن 18 عاماً ( رغم أن العملية قد تجرى لمن هم أصعر سناً في الحالات الحرجة).
وتعتبر جراحتا تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة الأكثر شيوعاً للتخلص من الوزن الزائد، حيث تمثلان حوالي 80% من جميع جراحات التخلص من السمنة في جميع أنحاء العالم. ويقرر الجراح أي العمليات أفضل للمريض بناءً على العديد من العوامل مثل العمر والتاريخ المرضي وتاريخ النظام الغذائي، إضافة إلى العمليات الجراحية السابقة. وقد كشفت العديد من الدراسات أن مرضى السمنة المفرطة الذين خضعوا لجراحات التخلص من البدانة لاحظوا تحسناً كبيراً وطويل الأجل في ضغط الدم بعد فقدانهم الوزن بفضل هذا الإجراء.