العضل شبيه بمحرك سيارة قوته وقف على سائقها . والمجهود العضلي ظاهرة نفسية ، فالرياضي الأفضل هو ذاك الذي يتحلى بالذكاء . أما المفارقات بين العضل والمحرك فهي اثنتان ، أولاً: يحرق العضل وقوداً مختلفة وثانيا: يستعيد هذه الوقود بعد أن يحرقها وذلك بفضل مواد معينة منها الكالوريات والغليكوجين .
كيف يؤثر المجهود على الجسم
الغريب في جسم الإنسان أن المجهود العضلي يأتي فيه على درجات مختلفة . فلنأخذ مثلاً الرياضيين الذين تبارزوا في ميونيخ . فأثناء التمارين الأولية قام الرياضيون بمجهود عادي وبالتالي لم تفرز أجسامهم مادة ” الغليكوجين” الذي تحدثنا عنها . ولكن عند يوم المباراة ، قام الرياضيون بمجهود أكبر وأهم ففرزت أجسامهم ” الغليكوجين” .
وازدادت فيه نسبة الاوكسيجين، الأمر الذي سمح لهم بتسجيل أرقام قياسية .وإذا صح التعبير يمكننا القول أن مادة الغليكوجين هي كالبنزين ” السوبر” للجسم ، وأن المجهود الكبير هو بالنسبة للجسم كالسرعة القصوى بالنسبة لمحرك السيارة ، فالجسم يتعب بعد العدو السريع … وكذلك يفعل محرك السيارة فتزداد حماوته.
الأوامر تصدر عن الدماغ
هناك ثلاث ملاحظات يجب أن تذكر في هذا الصدد وهي : أولاً يجب على الرياضي أن يتحاشى اللجوء إلى السرعة القصوى التي باستطاعته أن يسجلها وذلك لأن عملية تحويل المواد المحروقة إلى وقود جديدة تصبح أمراً صعباً ، ثانياً : أغذية الرياضيين يجب أن تكون غنية بالكالوريات . ثالثاً: بفضل التمارين العديدة التي يتلقاها محبو الرياضة ، يصبح المجهود العضلي عندهم حركة انعكاسية عادية . فالعدو السريع والقفز وحمل الأثقال ليست إلا عمليات يؤديها الرياضي بصورة آلية وذلك بفضل سرعة انتقال الأمر من الدماغ إلى العضلات ، ودون أن يفكر الرياضي بالأمر.
فالحركات التي يؤديها تصبح أوتوماتكية .
ألياف صغيرة عصبية …
في جوف عضلات الجسم توجد مبارم نحيفة في وسطها ألياف عصبية صغيرة مهمتها تقدير ما إذا كان العضل أهل للقيام بالمجهود المطلوب منه .
وبفضل هذه الألياف تصل إلى الدماغ الموجات العصبية وتعود منه حاملة معها الأمر الصادر عن الدماغ .
أن الحركات العادية التي يقوم بها الإنسان تتم بصورة آلية دون أن يستدعي الأمر اللجوء إلى الدماغ . إنما عندما يقوم الإنسان بمجهود غير عادي فالدماغ وحده هو الذي يوجه العملية . والرياضي المحترف يعلم جيداً أين تنتهي قدرته وأين تبدأ حدود المستحيل له .
وانهيار الرياضيين بعد قيامهم بمجهود كبير ينتج عن تناولهم المقويات من أجل زيادة قدرتهم . والمقويات هذه تزعزع العقل وبالتالي تخفف من قدرته على إرسال الأوامر للعضلات .
علم النفس أيضا له حصة
وثمة عامل أساسي يؤثر على الجسم وهو الإحساس .
فالاضطراب مثلاً يزيد كمية مادة ” الادرينالين” التي يفرزها الجسم فتزداد دقات القلب ويسرع التنفس . ويقول السباح العالمي ” فاسناخ” أن السباحين الآخرين هم بمثابة أعداء له وهو يعلم أن الكراهية تسمح له بالقيام بمجهود عضلي أكبر .
وقد بينت سلسلة من التجارب أجريت مؤخراً أن العقل الباطن هو الذي ينظم برنامج المجهود وذلك بفضل الألياف والمبارم الدقيقة التي لم تكشف كل أسرارها بعد .