تتوضع غدة البروستاتا تحت قاعدة المثانة وأمام المستقيم ، وهي تحيط بقناة مجرى البول مشكلة بذلك حلقة حولها . وكما هو معروف فإن البروستاتا يمكن أن تتضخم لأسباب عديدة ، ومن جراء ذلك يصاب المريض بضعف تدفق البول من المثانة عبر الإحليل ، وهي الشكوى الأكثر إزعاجا للمريض والتي تدفعه لاستشارة الطبيب طلباً للنصيحة والعلاج .
وأعراض انسداد منفذ المثانة المتزايدة تردديا تؤدي إلى علامات الحصر البولي والسلس البولي أو ما يسمى ( الشغية ) أي تقطر البول غير الإرادي . وهذه الأعراض تدل على انسداد منفذ المثانة وعدم القدرة على تفريغها من جراء تضخم البروستاتا .موقع طرطوس
أما الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة فهي الشعور بالغثيان والإقياء إضافة إلى التعب والوهن ، والسن العقلي ( النوام ) وذلك من جراء الازوتيميا ( AZOTHMIA) .
ويعزى انتفاخ القسم السفلي من البطن لكبر حجم المثانة الناجم عن الاحتباس البولي حتى يثبت العكس ويمكن فحص البروستاتا عن طريق المخرج ( المستقيم ) وذلك لتشخيص التضخم في هذه الغدة وهذا الفحص لا يمكنه أن يحدد درجة التضيق والانسداد في الاحليل . وعادة يتم تشخيص الإصابة بالقصور الكلوي الحاد وذلك عن طريق التشخيص المختبري حيث ترتفع نسبة اليوريا والكرياتنين في الدم في هذه الحالة حيث أن الانسداد التام في الاحليل البروستاني والناجم عن تضخم البروستاتا هو المسبب لهذه المضاعفات الخطرة على الكليتين خاصة والجسم عامة . موقع طرطوس
ويتم تحديد درجة الانسداد في الإحليل وفقاً للتشخيص السريري والعلامات ونتائج الاستقصاءات المختلفة كالقثطرة أو منظار المثانة والأمواج ما فوق الصوتية للمثانة عن طريق المستقيم (TRUS) والتي تساعد الطبيب على تحديد درجة الانسداد في الإحليل ، وإذا ما أظهرت عملية القثطرة المثانية وبمساعدة فحص المثانة والحالب والكلية بواسطة الموجات فوق الصوتية بأن المثانة فارغة تقريباً من البول مع وجود موه ( استقساء الكليتين ) وكذلك توسع في الحالبين فهذا يعني انسداد ملتقى الحالب في المثانة ، ووفقاً للكشف السريري ، فإن المريض قد يكون يعاني من قصور كلوي حاد تال لاحتباس البول بسبب الانسداد وعدم خروج البول بسبب الانسداد وتفريغه بشكل تام إلى الخارج حيث تبقى الأكثرية الساحقة من البول في المثانة .
ولهذا يعتبر الانسداد في المسالك البولية واحتباس البول من الحالات الحرجة التي تتطلب التدخل الطبي للعلاج مباشرة ، لأنها تؤدي إلى قصور الكلية الحاد و ( الازوتيميا ) (AZOTEMIA) والمضاعفات العديدة الناجمة عن ذلك .موقع طرطوس
وللحد من هذه المضاعفات يعمل الطبيب على تخفيض درجة الانسداد وتخفيف نسبة البول المتبقية في المثانة عن طريق القثطرة والوسائل المتاحة الأخرى . مع مراقبة حالة المريض بشكل عام وتزويده بالسوائل الفيسيولوجية عن طريق الوريد للمحافظة على التوازن المتعلق بالشوارد والسوائل في الجسم . أما بعد القثطرة والعلاجات الأولية فإن هذه الحالة قد تأخذ طرقاً مرضية عديدة حيث أن حصرة البول تدل غالباَ على مرحلة نهائية وذلك بسبب ( انكسار المعاوضة للمثانة ) (BLADDERDECOMPENSATION ) وذلك من جراء انسداد منفذ المثانة المتزايد تردديا ، وذلك فإن التبول الطبيعي مع تفريغ المثانة تفريغاً كاملاً بعد هذه الحالة الاحتباسية للمثانة يكون غالباً غير متوقع عند هؤلاء المرضى ، وفي بعض الحالات الاستثنائية فقط يمكن للقثطرة أن تساعد المريض على التخلص من هذه المشكلة كما هي الحالة في الاحتباس البولي الناتج من جراء تناول بعض الأدوية التي تضعف القدرة التفريغية للمثانة مؤقتاً كمضادات الكولين ( ANTI CHOLINERGIC) أو أدوية متلقيات الأدرينالين ( ADRENEGIC AGONIST ) أو الاحتباس البولي من جراء التهابات البروستاتا الجرثومية الحادة وكذلك في حالة الاحتباس البولي بعد بعض المعالجات الجراحية أو العمليات الجراحية التي تجري بتخدير عام أو تخدير موضعي للنخاع الشوكي ( SPINAL ANESTHESIA) أما الدواعي الاكلينيكية الجراحية والمنظارية لتضخم البروستاتا والمسببة للحصر البولي فهي ما يلي :موقع طرطوس
حصر بولي عصبي .
التهابات جرثومية معاودة للمسالك البولية وذلك من جراء تضخم البروستاتا .
معاودة نزيف دموي لغدة البروستاتا في حالة التبول .
وجود حصى في المثانة مع وجود تضخم البروستاتا في نفس الوقت .
العطل الكلوي الحاد من جراء الانسداد المثاني المزمن ( LOWER URIANRY TRACT ABSTRUCTION ) .
وبفضل تقدم العلوم الطبية بتقنياتها المختلفة فقد بات بالإمكان تشخيص مثل تلك الحالات المرضية ، وتتوفر الآن وسائل تشخيص حديثة لهذه الحالات بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية من خلال المستقيم ( TRUS) وجهاز الذبذبات يورودينامك ( URODYNAMIC) وكذلك الفحوصات المختبرية الحديثة , ومن خلال ذلك نستطيع أن نعين ونؤكد نوع ومرحلة التضخم من خلال ذلك ومعالجتها بأفضل الطرق الحديثة التي يختارها الطبيب الجراح المختص في المسالك البولية وفقا لحالة المريض العامة .موقع طرطوس
والأمثل للتخلص من هذه المشكلة دون أن يتعرض المريض للمضاعفات الإنتانية والالتهابية وغيرها الناتجة عن استعمال التنظير أو غيره فإن المعالجة التقليدية الجراحية المجهرية ( TURP) هي من العلاجات المتداولة حالياً ، ولكن النتائج العالمية في السنوات الأخيرة أثبتت بأن تبخير غدة البروستاتا بواسطة شعاع الليزر وبواسطة المنظار الفيديوي هو من العلاجات المكللة بالنجاح وذلك للتخلص من الأعراض المذكورة أعلاه ، مع العلم بأن العلاج الليزري بالمنظار هو الأكثر انتشاراً الآن لمعالجة هذه الحالات المرضية في كل عمر وذلك لقلة المضاعفات وخاصة مضاعفة الذكورة وغيرها والتي تتواجد بنسبة عالية بعد معالجة قلع جزء من البروستاتا بواسطة المنظار والطاقة الكهربائية وما يسمى ( TURP ).موقع طرطوس