تتوازن الصخور العملاقة في ولاية كاليفورنيا منذ آلاف السنين، الأمر الذي يحير الجيولوجيين، لأنها تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، إلا أن دراسة جديدة ظهرت مؤخرا يبدو وكأنها وجدت حلا للغز.
ويوجد من هذه الصخور في ولاية كاليفورنيا وغرب نيفادا حوالي 1200 صخرة، ولذلك قرر الباحثون الإقامة في مجموعة جبال “سان برناردينو” منذ بضع سنوات، لاكتشاف سر هذه الصخور الغريبة في هذه المنطقة.
الصخور تتراوح أعمارها ما بين 10 إلى 18 ألف سنة، وتقع بالقرب من صدع “سان جاسينتو” الكبير للغاية، بالقرب من صدع “سان أندرياس” الشهير، ولذلك يعد المكان خطيرا للغاية، بالنظر إلى تعرض ولاية كاليفورنيا الدائم للزلازل.
وبعد أكثر من عشر سنوات من البحث، قرر فريق العلماء أن هذه الصخور بقيت في مكانها بهذه الطريقة، بالرغم من الزلازل ومرور الآلاف من السنين، بسبب الطريقة التي يتفاعل بها كلا الصدعين “سان أندرياس” و”سان جاسينتو” مع بعضهما البعض أو بعبارة أخرى، فإن تفاعلهما يُضعف من أثر الزلازل على الصخور، ويجعل اهتزاز الأرض غير مؤثر بالنسبة لها.
وتقول “ليزا غرانت لودفيغ”، المؤلفة الرئيسية للدراسة، والأستاذة في جامعة كاليفورنيا في “ايرفين”، بحسب ما نقلته عنها ديسكفري للأخبار: “هذه الصدوع تؤثر في بعضها البعض، بطريقة تقلل من تأثير الزلازل على الصخور، ونحن لا نستطيع أن نقول ذلك على وجه اليقين، إلا أن هذا ما تشير إليه البيانات المتوفرة لدينا، وهو أيضا احتمال ينبغي لنا أن نفكر فيه عند التخطيط للاستعداد للزلازل في المستقبل”.
وقد توصل العلماء إلى بيانات ونتائج هذه الدراسة باستخدام نماذج حاسوبية بالأبعاد الثلاثية لدراسة الصخور، وتحديد مقدار القوة اللازم ليطيح بها في ثلاثة سيناريوهات تصورتها إدارة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS): السيناريو الأول في حالة وقوع زلزال تبلغ قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر جنوب صدع “سان أندرياس”، والسيناريو الثاني زلزال بقوة 7.4 درجات بالقرب من “سان برناردينو”، والسيناريو الثالث زلزال بقوة 7.9 درجات بالقرب من فورت تييون مثل الذي حدث في عام 1857.
وقد أشارت النماذج الحاسوبية إلى أنه في ظل هذه السيناريوهات، يجب أن تكون الصخور قد سقطت منذ فترة طويلة، وخاصة أثناء الزلازل الكبيرة في أعوام 1812 و 1857. إلا أن الحقيقة أنها لم تقع، ومعنى ذلك أن الصدوع تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة تقلل من تأثير الزلازل على الصخور.
ولكن بالرغم من ذلك قال “جوليان لازوس”، الباحث المشارك في الدراسة ، وهو باحث في جامعة ستانفورد، إنه على الرغم من أن الصدعين يتفاعلان معا أثناء الزلازل وذلك يقلل من تأثير الاهتزازات على الصخور، إلا أنهما من الممكن أيضا أن ينهارا معا، وذلك سيؤدي إلى زلزال ضخم في ولاية كاليفورنيا الجنوبية.
ولهذا السبب، يقوم العلماء بتحديد الصخور بالقرب من الصدوع النشطة، وذلك من شأنه أن يساعد المسؤولين للتخطيط للزلازل في المستقبل، وأيضا مساعدة المجتمعات المحلية في استخدام هذه البيانات لإعداد نظم إمدادات المياه في هذه الحالة والاتصالات وخطوط الطاقة، وأيضا لوضع خرائط للمخاطر ومراعاة قواعد البناء في المناطق البعيدة عن الخطر.