“على الأطباء أخذ قياسات ضغط الدم للمرضى من الذراعين”، هكذا يقول خبراء بعدما توصلوا إلى أن الفارق في القياس يرتبط بخطر قلبي حاد.
دراسة كشفت أن هؤلاء الذين لديهم اختلاف يُقدر بخمس درجات فقط بين الذراعين مُعرّضون للموت بأمراض القلب في السنوات الثماني التالية أكثر من غيرهم بمعدل الضعف، وفق صحيفة دايلي ميل البريطانية.
قياس الذراعين بنفس الوقت
الباحثون قالوا إن الأطباء وكوادر التمريض نادراً ما يجرون القياس على الذراعين نظراً لضيق الوقت، وذلك رغم أن المبادئ التوجيهية للممارسة تُوصي بذلك.
دراسات سابقة سلَّطت الضوء على أن وجود تباين في قياس ضغط الدم بين الذراعين لدى المرضى الذين يعانون أمراضاً بالقلب قد تم تأكيدها، وقد يشير هذا إلى وجود انسداد في شريان رئيسي بطرف من الجسم.
وتقول الدراسة الجديدة التي أعدتها جامعة إكستر البريطانية، إن تسجيل قياس ضغط الدم بانتظام من كلا الذراعين بنفس الوقت بإمكانه أن يُعد وسيلة رخيصة وبسيطة لتوخي الحذر قبل سنوات من ظهور أعراض لدى المرضى.
بحسب النتائج التي نشرتها المجلة البريطانية للممارسة العامة في 15 أبريل/نيسان، أجرى الفريق البحثي اختباراً على 3000 اسكتلندي تتراوح أعمارهم بين 50 و70 سنة.
وكان جميع المُشاركين أصحاء لا يعانون من أعراض أمراض القلب، ولكن تم تشخيص أن لديهم خطراً أعلى نظراً لارتفاع ضغط الدم في كاحلهم.
وقام فريق الباحثين بقياس ضغط الدم في الذراعين لدى كل من المُشاركين. وبشكل مُعتاد تتضح القراءات في شكل رقمين: الانقباضي وهو الرقم الأعلى، والانبساطي وهو الرقم الأدنى.
وقد تبين للفريق أن وجود فارق يقدر بنحو 5 ميلليمترات زئبقي بين القياس الانقباضي في كلا الذراعين، يرتبط بمضاعفة التعرض للوفاة بأمراض القلب خلال السنوات الثماني التالية.
ومن المثير للقلق أن نحو 60% من المُشاركين تبين لديهم هذا التفاوت في قياس ضغط الدم من الذراعين.
الدكتور كريس كلارك، وهو طبيب ممارس عام وكبير المُحاضرين بكلية الطب في جامعة إكستر، يقول إن “الإرشادات تقول إنه يجب قياس الضغط من كلا الذراعين عند فحص ارتفاع ضغط الدم لدى المرضى، ولكن في كثير من الأحيان لا يتم اتباع هذه النصيحة نظراً لضيق الوقت أو قلة الوعي”.
وأضاف: “للتأكد من دقة القياس – أي للتغلب على تقلبات ضغط الدم الطبيعي – من المهم إجراء القياس على كلا الذراعين في وقت واحد للتأكد من أي اختلاف”.
يقول البروفيسور جيرمي بيرسون، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية: “في الماضي، كانت الاختلافات في ضغط الدم بين الذراعين ترتبط بزيادة خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الذين يُعانون من تلك الأمراض أو معرضون للإصابة لها”.
ولكن هذه الدراسة وجدت أن الأصحاء أيضاً، والذين لا يعانون من مشاكل قلبية، قد يكونون معرضين للإصابة بأمراض القلب، وبحسب قوله، فإن النتائج تدعم التوجيهات الحالية بأن ضغط الدم يجب قياسه من كلا الذراعين عند تقييم ارتفاع ضغط الدم لدى أحد الأشخاص”.
شكاوى الجلد أيضاً
الشكاوى الجلدية قد تكون أيضاً ناقوس خطر لأمراض خطيرة بالقلب، حيث إن الأشخاص الذين يعانون الصدفية يزداد احتمال إصابتهم بأمراض قلبية بنسبة 67%، خاصة تمدد الشريان الأورطي البطني.
ويرجح علماء أن الصدفية – التي تظهر في شكل بقع حمراء قشرية ويُصاب بها الأشخاص قبل سن 35 عاماً – هي أحد أعراض أمراض المناعة الذاتية التي لها تداعيات أكثر خطورة تتمثل في تمدد الشريان الأورطي البطني.
يُذكر أن تمدد الأوعية الدموية يتسبب في مقتل نحو 6000 شخص كل عام، وهو يحدث إثر ضعف الشريان الرئيسي في القلب ومن ثم تضخمه أو حتى انفجاره.
ولإجراء الدراسة قام الباحثون بفحص 11566 مريضاً بالصدفية بين أعوام 1997 و2011 للتحقق من تلك الصلة، وقد تبين أن من لديهم شكاوى جلدية، يجب عليهم توخي الحذر من تصلب الشرايين والجلطة وأمراض الأوعية الدموية.