إن الكادميوم معدن يتواجد بشكل طبيعي في القشرة الأرضية ،والكادميوم الصرف عبارة عن معدن أبيض فضي ناعم ،وهو لا يوجد على هذا الشكل في البيئة بل يوجد على الأغلب مع جزيئات معدنية أخرى كالأوكسجين ( أكسيد الكادميوم) والكلرين ( كلوريد الكادميوم) والسلفور ( سولفيد الكادميوم).
أغلب الكادميوم المستخدم في الولايات المتحدة الأميركية هو معدن أزرق ناعم أو مسحوق رمادي يمكن الحصول عليه من معالجة النحاس والرصاص وخامات الحديد.
35% منه يستخدم في الصفائح المعدنية
25% في صناعة البطاريات ومن أجل الكادميوم
20% من الأصبغة
15% من تصنيع البلاستيك
5% للاستخدامات لأخرى وهي تتضمن المبيدات الحشرية ، الخلائط والكواشف الكيمائية والوسائط الكيمائية أيضاً .
إن الكادميوم ومركباته هي مغلقة ولها درجات حرارة انصهار عالية وقابليتها للتطاير ،ويمكن وجود في الماء إما بشكل منحل مثل ( كلوريد الكادميوم) وغير منحل مثل ( أكسيد الكادميوم) ، والكادميوم مسحوق قابل للاستعمال وينتج دخاناً ساماً عند الاشتعال .
وبالرغم من أن كمية الكادميون المستعملة في تلوين البوليمر الموجود في الصفائح الأكريلية صغيرة جداً ،ولكن عند إضافتها مع مصادر أخرى تكون كافية لتعريض مخبري الأسنان لخطر التسمم بالكادميوم .
فعندما اعتقدنا بأن مخابرنا آمنة من المواد المؤذية مثل البريليوم ، ظهر لدينا عامل مؤذي جديد: الكادميوم إن مادة الكادميوم تستعمل في تلوين الأكريل ،ووجوده يشكل مشكلة صحية حقيقية على صحة مخبري الأسنان ،فأثرة التراكمي يهدد صحتنا ونوعية الحياة التي نعيشها فالتعرض للكادميوم يأتي من خلال استنشاقنا له خلال عملية خلط الأكريل ، أو لأبخرتة عند طبخة أو حرقة أو تناول ذرات من خلال غبار الأكريل عند بردة وتشذيبة .
إن كمية الكادميوم الموجودة في صفيحة الأكريلة ، هي قليلة جداً ( أقل من 1% ) بالوزن ،لكن إضافتها إلى العوامل الأخرى التي نتلقاها خلال حياتنا اليومية يكون كافيا لتعرض المخبري لخطر التسمم به مقارنة بالبيريليوم الذي كان يستعمل كثيراُ في معادن التيجان والجسور ( الخزف و الصب) فالبيريليوم موجود بنسبة قليلة أيضاً في المعادن (1-2%) ولكنها سببت مشاكل صحية جدية على صحتنا ، ونظراُ لتزايد الوعي الصحي لدى المخبريين وتزايد الطلب على المعدن الآمن تقلص الطلب على المعادن الحاوية على البريليوم بشكل ملحوظ ( حتى في سورية) وحتى أنه منع في بعض البلدان .
وفي هذا الوقت الذي نحن فيه مسؤولون أخلاقيا وقانونيا لجعل عالمنا آمن فنحن بحاجة لمعرفة خطورة وعواقب المواد التي نستعملها في مخابرنا وكيفية الوقاية من أضرارها .
التأثير الصحي للكادميوم:
تأثير الكادميوم على صحة الإنسان يعتبر الكادميوم وبخاصة أكسيد الكادميوم عامل مسرطن لدى الإنسان وكما تم إثبات دوره في إحداث سرطان الكلية والبروستات عند البشر وسرطان الخصية والرئة لدى الحيوانات كما أنه يؤثر على الخصيتين عند الرجل وعلى الدورة الطمثية لدى المرآة ، كما أنه السبب في التشوهات الخلقية لدى الإنسان .
كما أن استنشاق أدخنة أكسيد الكادميوم يعد ساماً للنسيج الظهاري التنفسي.
إن التعرض الشديد لأكسيد الكادميوم يؤدي إلى إصابة تشعبيه وتهيج رئوي خطير.
التعرض المتكرر قصير الأمد يسبب أذية كلوية دائمة والتي لا يمكن ملاحظتها دون اللجوء إلى الاختبار حتى تصل إلى مرحلة الخطورة والأذى الذي تصاب به الكلية ، ويمكن أن يؤدي إلى الحصى الكلوية ومشاكل صحية أخرى .
إن التعرض الشديد ولمرة واحدة أو التعرض المتكرر قصير الأمد يؤدي إلى ندب وانفتاح في الرئة .
كما أن التعرض الكثير لفترات طويلة للكادميوم قد يسبب فقر الدم ونقص في حاسة الشم وتعب وتبعقات صفراء على الأسنان .
إن التأثيرات الصحية قصيرة الأمد تتضمن الإنفلونزا ، قشعريرة ، صداع ، حمى ، ألم متواصل .
إن التعرض العالي للكادميوم يسبب تأذياً سريعاً وخطيراً للرئة مع ضيق في التنفس وألم في الصدر وسعال، وزيادة في إفراز السوائل الرئوية ،وفي الحالات الشديدة تؤدي إلى الموت أو أذية رئوية ، دائمة ، بالإضافة إلى غثيان وزيادة في إفراز اللهاب واقياء وتشنجات إسهال .
يتم تنظيم الكادميوم من قبل EPA وبعض الولايات وفق قانون المياة النظيفة ونظام الحفاظ على البيئة العالمي والتنظيمات الوقائية العامة .
أن أنظمة المراقبة التابعة لمكاتب EPA تضمن المكاتب المسؤولة عن تنظيم تلوث الهواء ومياه الشرب ودراسة المواد السامة والنفايات الصلبة وأنظمة الابادة الحشرية ومكاتب الطوارئ والشؤون الصحية .
تحدد هيئات وزارة الصحة الحدود المسموح بها للتعرض للكادميوم .
وقد تم دراسة كمية الكادميوم المتحررة في الهواء والماء والأرض والتي كانت أكثر من طن واحد في عام 1986 يجب تحديدها سنوياً وإيرادها تحت نظام .
TRI (TOXICRELAJEINVETORY) إن أكثر الأشخاص فرصة للإصابة بتسمم الكادميوم عند توافر العوامل المسببة له هم الأطفال والأشخاص المصابين بنقص الكالسيوم والحديد والفسفور والزنك والنحاس ، ويزيد المدخنين على أنفسهم خطر الإصابة مع كل نفحة لأن التبغ يحوي الكادميوم،علماً بأن المدخن يستنشق(10-400 ملغ ) من الكادميوم .
ينتقل الكادميوم مع الدم إلى أجهزة الجسم علماً بأن ( 50%) من مخلفات الجسم تستقر في الكليتين وفي الكبد ، ومن بين جميع المعادن التي تدخل إلى جسم الإنسان يشكل الكادميوم أكبر صعوبة في التخلص منه .
ماذا يشعر الإنسان عند تسممه بالكادميوم وكيف تستدل عليه ؟
يشعر الشخص المصاب بعوارض مشابهة للأنفلونزا كصعوبة التنفس وصداع ،وسعال ،طعم معدني في الفم، ضعف عام وحرارة وألم في الجسم لمدة تتراوح بين أسبوع أو أسبوعين بالإضافة لتعرضنا المهني الكادميوم فهو يظهر في حياتنا اليومية ،فالتدخين الإيجابي والسلبي وكثير من أنواع المأكولات الجاهزة التي تعرضت للكادميوم خلال مراحل تصنيعها وقد تختلط على الإنسان عوارض التسمم بالطعام مع عوارض التسمم الخفيف بالكادميوم، فامتصاص الكادميوم ممكن أن يتم من خلال حفظ الطعام والشراب في حاويات معدنية تضم الكادميوم في تركيبها مثل حافظات الثلج .
لنبق في الأذهان بان الكادميوم يتراكم في الجسم ويمضي نصف حياته في الكليتين والكبد والعضلات لمدة ما بين 20- 40 سنة وكل مصادر دخوله إلى الجسم تضاف إلى الكمية الكاملة التي احتفظ به الجسم خلال العقود.
إذا تولد لدينا شك بالتسمم بالكادميوم فالفحص الطبي لابد منه وهذا الفحص سيساعد على تكوين مرجع صحي كامل للمصاب وسيستخدم كنقطة بداية لتحديد أي مشاكل صحية ،ويجب أن يشمل هذا الفحص الكلى والبروستات والكبد والقيام بتحليل بروتينات البول كل أربعة أشهر،وفحص طبي سنوي ، وإذا كان الفحص إيجابي فيجب الاحتفاظ بالمعدلات ونتائج الفحوص بشكل دائم كمرجع طبي شخصي يعرض على كل طبيب يراجعها الإنسان في أي حالة مرض لاحقة .
دخل الكادميوم منذ زمن ليس قريب ضمن الشروط الصحية لكل الفعاليات الطبية الصناعية ( ومن ضمنها مخابر الأسنان ) في غالبية الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ،وقد ضنف ضمن المواد السامة .
كيف نحمى أنفسنا من مخاطر الكادميوم :
نحن بحاجة إلى دراسات كثيرة حول هذا الموضوع وحتى صدور مثل هذه الدراسات يجب على جميع القائمين على مخابر الأسنان تأمين الحماية لأنفسهم عن طريق تأمين شفط هوائي جيد في الأماكن التي يخلط فيها الأكريل .
ارتداء الكمامات من قبل جميع العاملين في هذه الأماكن .
اختيار المواد التي لا تحتوي على الكاديميوم دون النظر إلى ثمنها .