تقول دراسة حديثة إن من الممكن أن توجد في الكون حياة لكائنات نباتية وحيوانية مع وظائف حيوية مماثلة لتلك التي ظهرت على كوكب الأرض، ولكن كيف ستبدو أنماط هذه الحياة؟
يذكر الباحثون أن الحياة بمجرد أن تبدأ في مكان ما في الكون، من المرجح أن تتبع المسار الطبيعي مع مرور الوقت، أي أن تستمر بوجود ظروف مناسبة في الانتقال من حياة الوحيدة الخلية إلى حياة كائنات أكثر تطورا مع الوقت، مع احتمال اختلاف في الطبيعة الكيميائية.
ونُشرت ورقة بحث جديدة في مجلة الحياة، تابعة لمجموعة من الباحثين من جامعة ولاية واشنطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي تصف كيف تطورت الحياة على الأرض، وهل من المتوقع أن تكون حياة مماثلة قد تطورت على الكواكب الأخرى.
قال ديرك شولز-ماكوش، المشارك في الدراسة :”إذا كان من الممكن وجود حياة على كواكب أخرى، فإن الكائنات الحية يمكن أن تصل إلى مستويات عالية من التعقد الحيواني أو النباتي، مشابه إلى حد كبير لطبيعة الحياة على كوكب الأرض، أي أنه مع توافر نفس الظروف التي وجدتها الكائنات الحية على الأرض، من الممكن أن تنشأ حياة وتتطور بنفس الطريقة في أماكن أخرى من الكون”.
وقام الباحثون بتحليل وفحص الخطوات الأساسية التي دفعت الحياة إلى التطور على الأرض، بما في ذلك الانتقال من الخلية الواحدة إلى تعدد الخلايا، وزيادة التمثيل الضوئي وتطور الكائنات الحية.
واكتشف الباحثون من خلال التحليل أن هذه التطورات كانت تنشأ بشكل مستقل في نقاط مختلفة، وفترات متباينة من التاريخ، تؤدي لتطور الحياة بشكل مستمر من دون توقف، حتى وإن استغرق ذلك وقتا طويلا، تبعا للظروف المناسبة.
وما يزال كوكب الأرض حتى الآن هو الوحيد، الذي يكشف عن وجود الحياة المتطورة المعروفة بقدراتها وخبراتها التكنولوجية، ولا يزال من المستحيل القول ما إذا كانت هنالك حياة لكائنات غريبة، تشبه الإنسان في مكان ما، ولكن تشير الدراسة في نفس الوقت إلى أن الحياة الغريبة يمكن أن تتبع مسارا تطوريا مماثلا لما حدث على كوكب الأرض، في حال ما إذا كانت هنالك قابلية لنشوئها وظروف مناسبة لها.
ويذكر أن هذا التحليل ستكون له آثار على الدراسات المستقبلية للعلماء من خلال البحث عن حياة على كواكب وأقمار أخرى، ويمكن أن يستخدم العلماء هذا البحث في الكشف عن حياة في كواكب ضمن مجموعات شمسية أخرى، وفقا لما قاله شولز-ماكوش.