بتنوع الأغذية يتميز عصرنا عن العصور السابقة ، بمعنى أن الإنسان ينوع في عملية التموين من الأغذية . وخلال وجودها ، اكتفت الإنسانية باستهلاك ما يقدمه الغذاء لها . . فبعض المجتمعات البدائية زرعت النبات وربت الحيوان بطريقة تختلف عن مجتمع آخر . ومن الصعب جداً تجنب الحديث عن الطعام وإن كانت النية تستهدف معرفة تطور المجتمعات الإنسانية على مر العصور.
ماذا كان النظام الغذائي ؟ كيف تنوع حسب المناطق والعصور والفصول ؟ وأية مكانة احتل البحث عن الغذاء في حياة الشعوب البدائية من رجال ونسوة ؟
من العسير الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل واضح . إنما يمكن الارتكاز على بعض التحقيقات السهلة ، وهي تشمل النسبة بين بقايا الحيوانات المختلفة . وانطلاقا من عظامها يمكن التوصل إلى معرفة مرتكزات الغذاء اللحمي ؟..موقع طرطوس
وتظهر فروقات في عصر واحد بين مجتمع وآخر . وقد لوحظت هذه الفروقات وآخر . وقد لوحظت هذه الفروقات بين المجتمعات في نهاية العصر الحجري . فسكان هامبورع ، وسكان شمالي ألمانيا كانوا يشكلون جماعات من صيادي الايائل ،وتوصل سكان هامبورغ إلى صيد 113 ايلا وحصانا وأربعة أرانب ، أما أهالي شمالي المانيا فتوصلوا إلى صيد 650 ايلا وحصاناً وخنزيراً . كان يسكنه أسياد وادي ” دوردون ” مثلا.
وكان صيادو بعض المجتمعات يقتطعون طرائدهم إربا إرباً في مكان صيدها ولا يحملون إلى ملاجئهم إلا بعض اللحوم المختارة . فطريقة أكل اللحوم كانت متباينة بين مجتمع وآخر .موقع طرطوس
أولوية الصيد
وفي الاكتشافات الأثرية القديمة في الشمال الشرقي من إيران ، تعرف العالمان الامريكيان هول وفلانري إلى محطات صيد في عصر ما قبل التاريخ خاصة في وادي ” خوراماباد” وقد سمحت لهما الاكتشافات تلك الوادي منذ ثلاثين ألف سنة ، وعن تنظيم هذه الحياة بوظيفة البحث عن الغذاء خاصة الصيد .موقع طرطوس
وقد بينت الاكتشافات أن محطات الصيد تضم 500 نوع من العظام . وتوجد في مغاور تختلف بين حيوان وآخر . وتتنوع بين عظام الماغر والأغنام . أما الحيوانات البرية الضخمة فكانت تقطع في مكان صيدها ، ولم يظهر لها أي أثر في مغاور السكن .
وتبين كذلك أن في معسكرات الصيد العديد من الطرق والمساحات المسكونة. وكان الصيادون يرسلون الإمدادات إلى تلك المعسكرات .
والاكتشافات تحكي عن اللحوم لا تشير إلى كيفية إعدادها وأكلها . إما الصيد فكان نشاطا من صنيع المصادفة ،وليس عملا يومياً . ويعتقد بعض المتعمقين بعلم ما قبل التاريخ أن الشعوب منذ عشرين ألف سنة ربما كانت تجيد طريقة ضغط الغذاء واللحوم لكن ليس هناك أدلة أوبراهين كشفتها الاكتشافات .
أما فيما يتعلق بالأغذية فلا يمكن أخذ فكرة واضحة عما كان يقتاته شعب ذلك العصر. ذلك أن الأذواق متعددة ومختلفة .واستناداً إلى علم أصل الشعوب وأخلاقها ، فمن المرجح أن شعوب ما قبل التاريخ استعملت جميع إمكانات الطبيعة وخيراتها .
ويزعم بعض المصادر العلمية أن سكان وادي ” تاهواكان ” وهم من الهنود كانوا يتبعون نظاما غذائيا معينا . . فكانوا يأكلون اللوبياء مثلا.موقع طرطوس
ولا تكون مجموعة الأماكن المكتشفة شواهد وأدلة مباشرة عن غذاء أقدم سكانها فهناك أدلة غير مباشرة محبوب ” البوللن” المعروفة بغبار الطلع . التي استعملت في أمكنة مختلفة .
ولاحظ العالمان هول وفلانري في اكتشافهما تطوراً في البراهين الغذائية في نهاية العصر الحجري . فقد تبين أنه في نهاية ذلك العصر ظهرت الأسماك وسلاحف المياه وغيرها من الفقريات في سجل الإنسان الغذائي .
الغذاء النباتي
غير أن الافتقار إلى البراهين عن الغذاء النباتي يضعف كل الجهود الرامية إلى تأليف لائحة عن النظام الغذائي الذي كان متبعاً في ذلك العصر ، وحتى الساعة تعذر التعرف إلى أهمية الغذاء النباتي عند سكان عصر ما قبل التاريخ .موقع طرطوس
ويزعم أكثر العلماء أن سكان ما قبل التاريخ شددوا على أهمية اللحم والقنص ،وقد لاحظ العالم ” غلين” أن القبائل البدائية الإفريقية كانت آكلة لحوم أكثر من بعض الشعوب الأوروبية ، مما يبين اختلافاً في طريقة استهلاك اللحوم بين مجتمع وآخر.
وارتفعت أصول الغذاء الإنساني إلى مستوى أرفع بالنسبة إلى الغذاء الحيواني ولا يعتبر توزيع العمل بين مختلف الأجناس البشرية حادثاً اجتماعياً بل وظيفة طبيعية فطرية في الإنسان ، فالمرأة تسهم في عدة أنواع غذائية ، وكانت لها اليد الطولي في إنبات الثمار وتهيئة الغذاء .. لكن الاكتشافات لم تشر إلى ذلك …موقع طرطوس
وبالنتيجة يمكن الاعتقاد أن أجدادنا كانوا من هواة اللحم ، أما من ناحية النبات فإن البراهين هي ثمار شجرة الميس ، والبلح وغيرها .
وبكلمة فإن نشاط الإنسان في البحث عن غذائه يعتبر أمراً فطريا لكنه خضع للتطور مع الزمن .