معظم الناس يعانون من النفس الكريه من وقت إلى آخر ، لكن الأمر الجيد هو أن بالإمكان التخلص منها بالعلاج المناسب .
كان النّفَس الكريه قبل عقد من الزمن يعتبر كواحد من الأمور المحرجة ، لكن التافهة وغير القابلة للعلاج ، وكان عليك تحملها ومص حبوب النعناع إذا كنت تريد الاحتفاظ بأصدقائك . لكنه الآن حالة قابلة للعلاج .
ما هو النّفَس الكريه ؟
ينتج النّفَس الكريه عن تراكم الغازات في الفم ، والناتجة عن البكتيريا المفرطة . والرائحة الكريهة التي تنطلق من هذه الغازات تُلحظ عندما تتكلم أو تزفر . ويوضح طبيب الأسنان فيليب ستمر أن النّفَس الكريه يختلف عما يسمى ” نَفَس الطعام ” ، حيث تكون رائحة النّفَس عابقة بمذاق الطعام مثل البصل والثوم . يعاني 55 إلى 65 في المئة من الناس من مشكلة النّفَس الكريه المزمن ، ويعاني 95 في المئة منا من هذه الحالة في وقت من الأوقات ، وغالباً ما تكون أسوأ بعد ليلة من النوم . ومتى اكتشف احدنا أن لديه رائحة فم كريهة ، أصبح واعياً لنفسه جداً . والبعض قد يعمل ، في الواقع ، على تجنب أي شكل من أشكال الاحتكاك الاجتماعي الحميم ، وقد يكون لهذا تأثير كبير جداً على الثقة بالنفس ، فيضخم من يعاني من هذه المشكلة الوضع ويمتنع ، في بعض الأحيان ، عن القيام بأية نشاطات اجتماعية أو حتى الذهاب إلى العمل .
هل تعاني من المشكلة ؟
من الصعب جداً على المرء أن يكتشف بنفسه إذا كانت لديه رائحة فم كريهة ، وفي الواقع أنت عادة آخر من يعلم بهذا الأمر . لذلك ، قد يكون مناسباً أن تسأل شريكك أو صديقاً مقرباً أن يعطيك إجابة صادقة إذا كنت تشك بأنك تعاني من المشكلة .
طريقة أخرى بسيطة للتحقق إذا كنت تعاني من المشكلة هي لعق معصمك ، مبتدئاً بآخر اللسان ومسح داخل المعصم حتى رأس اللسان . اترك اللعاب يجفّ لمدة عشر دقائق ، ومن ثم تحقق إذا كان ثمة رائحة كريهة تنبعث من المعصم .
كذلك تستطيع اشتمال خيط تنظيف الأسنان بعد انتهائك من تنظيفها ، بهذه الطريقة قد تتمكن من تحديد المكان من فمك الذي يسبب المشكلة .
ما سبب المشكلة ؟
في اكثر من 95 في المئة من الحالات تجد سبب الرائحة الكريهة في الفم ، على الرغم من أنها ، وفي بعض الحالات النادرة ، تكون عارضاً لحالة أخرى مثل التهاب الجيوب او التهاب اللوزتين أو توسع الشُّعَب . من أكبر الخرافات تلك التي تقول إن الرائحة الكريهة مصدرها المعدة . وثمة مرضى ممن خضعوا لعمليات غير ضرورية في المعدة أو أزيلت لوزيتهم أو غسلت جيوبهم الأنفية ، كل هذا بدون فائدة لأن المشكلة كلها منذ البداية كانت في الفم . والأمر المهم هو ملاحظة أنه على الرغم من أن رائحة الفم الكريهة مشكلة شائعة ، لكنها غير طبيعية ويجب ألا يتم تجاهلها .
قد تكون رائحة الفم الكريهة ناتجة عن :
– مرض اللثة : وهذا يتميز بلثة حمراء أو متورمة أو نازفة ، وهو السبب الأكثر شيوعاً لرائحة الفم الكريهة .
– تسوس الأسنان / النظافة الفمية الضعيفة : إن عدم تنظيف أسنانك بشكل جيد أو إزالة فضلات الطعام من بينها بواسطة الخيط ، قد يؤدي إلى تراكم البكتيريا . وإذا كنت تستعمل طقم أسنان يتوجب عليك نزعه وتنظيفه كل ليلة ولاتعدها إلى فمك خلال النوم .
– الفم الجاف : إن قضاء وقت طويل بدون أكل أو شرب يمكن أن يجفف الفم ، ويؤدي إفراز اللعاب غير الكافي إلى تراكم مفرط للبكتيريا على اللسان لهذا السبب تكون رائحة الفم الكريهة أسوأ في الصباح . كذلك يمكن أن يؤدي الإجهاد والتمارين الرياضية إلى جفاف الفم .
– الدواء : قد تكون الرائحة الكريهة نتيجة للتأثير السلبي لعدد من الأدوية ، بما في ذلك تلك المستعملة لعلاج متلازمة الأمعاء المتهيجة وبعض مضادات الاكتئاب .
– التهاب الجيوب الأنفية : أحياناً قد ينزل المخاط الناتج عن الالتهاب في القنوات الأنفية إلى الفم على مؤخر اللسان ويسبب رائحة كريهة .
– التهاب البلعوم أو اللوز : متى اختفى الالتهاب يجب أن تختفي الرائحة الكريهة .
– توسع الشُّعَب : هذه الحالة المزمنة والنادرة في الرئتين تؤدي إلى السعال الذي يفرز بلغماً كريه الرائحة .
– الكحول والتدخين : الإفراط في تناول الكحول يجفف الفم ، والتدخين يزيد مرض اللثة سوءاً .
ما هو العلاج ؟
بما أن السبب لرائحة الفم الكريهة ، على الأرجح ، مصدره الفم نفسه ، فأول محطة لك يجب أن تكون طبيب الأسنان . فهو سيقوم بفحص أسنانك ولثّتك ولسانك ، وتشخيص مكان المشاكل ، ومعالجة البكتيريا المفرطة ، وإزالة اللويحات السيئة الجير ، بالإضافة إلى إعطائك نصيحة بشأن النظافة الفمية الجيدة .
لا تحاول إخفاء رائحة الفم الكريهة وراء غسول الفم قبل رؤيتك لطبيب أسنانك ، إذ إنه سيريد شم رائحة فمك من أجل تأكيد التشخيص . كما أنه قد يستخدم مرقاباً للكبريت لكشف مركّبات الكبريت في الفم والتي تتشكل مع أطعمة وأشربة متنوعة لينتج غازاً تشبه رائحته رائحة البيض الفاسد .
ومن خلال النصيحة الجيدة والعلاج المناسب يمكن إنهاء مشكلة الرائحة الكريهة للفم في غضون أسابيع ، وهذا قد يبدو مفاجأة للعديد من المرضى الذين عانوا من هذه المشكلة لـ 25 سنة ، وكانوا يعتقدون أن ما من شيء يمكن فعله لمساعدتهم .
إذا لم تكن المشكلة أساسها الفم فعليك رؤية طبيبك ، فمن الممكن أن تكون بحاجة إلى المضادات الحيوية أو أي علاج آخر للالتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب البلعوم .
كيفية الوقاية منه
يستطيع طبيب أسنانك شرح أفضل الوسائل واكثرها فعالية للمحافظة على نظافة فمك ، وسيقدم لك النصيحة التي تتلائم ومشكلتك الشخصية . لكن الوسيلة الأساسية هي تنظيف الأسنان جيداً بالفرشاة ، لمدة دقيقتين للأسنان العليا ودقيقتين للأسنان السفلى ، مرتين يومياً . كما يجب استخدام خيط التنظيف والعيدان وفرشاة ما بين الأسنان لإزالة بقايا الطعام من بين الأسنان وغسل الفم بغسول خال من الكحول كل ليلة قبل النوم . يمكن تجربة تنظيف اللسان بالفرشاة ، على الرغم من أن الأمر سيحتاج إلى المثابرة لأنه قد يثير الرغبة في التقيؤ . كذلك يجب زيارة اختصاصي في نظافة الأسنان بانتظام .