قد يرتبط يوم اللقاء بذكريات باعتباره يوماً مقدساً في حياة الزوجين, ولكن هل هو كذلك بحسب الطرق الحديثة للتعارف?
وباختصار (إذا لم تكن ظروفك تسمح بلقاء شريك الحياة المناسب, نحن نحاول مساعدتك, أرسل إلينا ببياناتك مع صورة شخصية أو بطاقة عائلية لمن سبق له الزواج, إلى مجلتنا أو إلى هذا البرنامج لنسهل عليك مهمة اللقاء بالنصف الآخر).
والسؤال الذي توجهنا به إلى الناس لنستمع إلى ارائهم, ماذا يقولون في هذه الطرق للتعارف والزواج وهل هي وسيلة ناجحة?
الآنسة تمار صائب ترى أن ظروف الحياة اليوم تختلف, فالإنسان يمضي نصف وقته بالعمل ولايوجد فرص ومساحات تتيح له اللقاء بالشريك وقد تكون هذه الطرق وسيلة بديلة ولهذا السبب نلاحظ أيضا أن جزءاًمن الناس ما زال يلجأ إلى الأساليب التقليدية في الزواج (عن طريق الأهل والمعارف) ومع ذلك أرى أنه ليس المهم طريقة الاتصال, المهم فترة التعارف وأن يلي هذه الخطوة خطوات ثانية من اللقاءات المباشرة وجها لوجه.
وفي الواقع أنا أعرف أشخاصا تزوجوا عن طريق الانترنت ويعيشون حياة زوجية سعيدة, ولا أرى أن هناك فرقاً كبيرا في التواصل الذي يجري عبر الهاتف أو على الانترنت, أما بالنسبة للبرامج التلفزيونية التي تعتمد إحضار شاب وفتاة لا يعرفان بعضهما مسبقا بهدف التقريب بينهما لا أعتقد أنها تؤدي لزواج ناجح وكذلك في إعلانات المجلات, أما مسألة الغش والكذب في النية والمشاعر فهي ليست محصورة بهذه الطرق في الزواج لأنها ممكن وجودها بحالات اللقاء الطبيعية بين الشاب والفتاة.
الأستاذ عمار غزالة: يرى أن هذه الطرق في الزواج ستؤدي حتما إلى زواج فاشل, لأن المعرفة الشخصية بالإنسان ولو كانت عن طريق اللقاء بالمصادفة سينتج عنها تعارف ودراسة لآراء وأحاسيس بعضها.. حيث يكون للرؤية دور وللإحساس دور أيضا في جعل العلاقة صحيحة.
وأنا ضد فكرة الزواج عن طريق المجلات أو الانترنت أو الاعلام لأن كل ذلك مبرمج بطريقة لا تحمل الصراحة أو الصدق, وقد تكون معظم الأفكار التي أتحدث بها إلى هذه الفتاة هي أفكار خلبية وغير صحيحة, وهي أفكار فاشلة بكل المقاييس وهناك تجارب كثيرة شاهدتها ولم تكن ناجحة, وأرى أن هذه البرامج التي تقدمها الفضائيات بعناوين مختلفة لا تهدف إلى التوفيق وكما يقال (رأسين بالحلال) وإنما هي تحت عنوان (ربح وإعلام وترويج لأفكار) لا تتناسب مع مجتمعنا وقيمنا.
وهذا الرأي ليس من باب ديني بل من باب أخلاقي وقيمي وبالعكس أنا مع تعارف الشاب والفتاة خلال مراحل الدراسة الجامعية أو في أماكن العمل لأن ذلك طريقة ناجحة لمعرفة بعضهما أكثر لزواج ناجح أيضا.
السيدة فادية أبو زيد: هذه الطرق نتيجة لحالات افلاس في التعارف والزواج وهي ردة فعل طبيعية على الواقع المكتبي الذي يعيشه العالم هذه الأيام إذ لا يوجد وقت أو طرق أخرى للتعرف على الشريك.
وأول ما حدث ذلك في الدول الغربية بهدف إيجاد نقاط التقاء بين شخصين وتعزيز فكرة الزواج لديهما.
أما نسبة النجاح والفشل فأعتقد أنه يلاقي نفس الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الزواج العادي فهو معرض للاحتمالين.
وبما أن نسبة العنوسة ترتفع في مجتمعنا, والمرأة لدينا لا تمارس الجنس إلا عن طريق الزواج الطبيعي فإن هذه الطرق قد تكون وسيلة لحل جزء من المشكلة.
الأستاذ طارق حمامة المدير العام للجمعيات الحرفية يقول: هناك حدة في مسألة التعارف بين الشاب والفتاة, مع أن الزواج لا يصح إلا بالتعارف..
وبالتالي يجب عدم التوقف عند طريقة التعارف ( هو برنامج في التلفزيون أو السفر أو غيره) لكن ضمن الإطار القانوني والشرعي الذي نعرفه في مجتمعنا وألا يكون من أجل أهداف أخرى, ولا ننسى أن هناك جزءا ثانيا للمسألة هو إذا كانا يناسبان بعضهما أولا ولذلك فاختراع طرق جديدة للتعارف أمر طبيعي جدا.ومسألة الخطأ في الاختيار واردة جدا بالزواج بغض النظر عن الطريقة التي التقيا من خلالها.
ماذا يقول أهل الاختصاص في هذه المسألة?
الدكتور طلال بوفه من قسم علم الاجتماع: يرى ان المجتمع في بعض فئاته كان مضغوطا, وفجأة انفتح على العالم عبر هذه الوسائل والتقنيات فأصبحت مسألة الزواج كغيرها من المشكلات المكبوتة تمارس كسلوك تعويضي عن الكبت والضغط الاجتماعي ولهذه الظاهرة بعض السلبيات الا أن كثير من الناس لا يعرفون مخاطر المغامرة فيها.
الاستاذ محمد الفحام أختصاصي استشارات نفسية واجتماعية يرى أن هذه المسألة نتيجة الوضع الاقتصادي لتأخر سن الزواج ونتيجة للفروقات الاجتماعية والدينية الجديدة التي ترتكز على أن يدرس الشاب الفتاة التي يريد الاقتران بها بشكل دقيق وكامل).
هذه الأسباب أدت لارتفاع نسبة العنوسة فتحول الناس إلى هذه الوسائل في اختيار الشريك لتسهيل أمور الزواج, ومن هذه الأمور المتبعة وكما نلاحظ (المجلات مكاتب الزواج الانترنيت الموبايل…..).
ثم يؤكد أن مكاتب الزواج الموجودة حالياً هي ليست ناجحة لأنها حتى الآن لا تعمل بطرق صحيحة وبهدف حل مشكلة الزواج كمشكلة اجتماعية, بل وجدت من أجل الفائدة المادية فقط. لذلك هي لا تزال بالاضافة للوسائل الأخرى تأخذ شكلاً تجارياً , فتظهر البضائع (أي الفتاة أو الشاب) بأفضل صورة ممكنة.
والأمور بهذه الطريقة تحمل الغش والاختلاف عن الواقع, وبالتالي إذا حدث الزواج, فإن الطرفين سوف يصطدمان ببعضهما وتنتهي الصورة الجميلة التي كانت قد ارتسمت قبل الزواج … وهذا بطبيعة الحال له تبعيات كثيرة نفسية واجتماعية ومنها الطلاق.