أظهر بحث جديد قام به بحث من جامعات ميشيغان الأميركية أن مادة غوسيبول ( gossypol ) . وهي عقار مستخلص من زيت بذر القطن ، قادرة على تحسين فعالية العلاج من أورام البروستات ، وربما من أنواع السرطان الأخرى كذلك .
وكان قد ثبت لدى عدة مجموعات بحث أن غوسيبول قد أظهرت أنشطة مضادة للأورام ، ولكن فريق بحث ميشيغان – بقيادة الدكتور مارك ليبمان والدكتور شاومينغ وانغ والدكتور ليانغ إكسو – قد أظهر أن هذا المثبط الجزئي الصغير لبروتينات Bcl-2 و Bcl-xl يمكن أن يرفع فعالية وكفاءة العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان .
وأظهر الباحثون أن جزيء غوسيبول ( السالب ) قد ثبط وظيفة تلك البروتينات المضادة لمةت الخلايا المبرمج والتي تقلل من فعالية العلاجات ، بل إنه يستحث موت الخلايا المبرمج ويزيد من حساسية الأورام إزاء العلاج الشعاعي لأورام بروستات الإنسان التي استزرعت في فئران المختبرات .
وقد وجد الباحثون – ولأول مرة – أن غوسيبول ( السالب ) قد عزز من فعالية العلاج الشعاعي المضاد للأورام عملياً بزيادة استحثاث موت الخلايا المبرمج ، وأهميته ذلك أن بروتينات Bcl-2 و Bcl-Xl موجودة بصورة كبيرة في كثير من الأورام السرطانية ، مما يزيد من مقاومة الأورام للعلاج بالعقاقير والإشعاع .
ولذلك لا تنحصر نتائج هذه الدراسة في حالات سرطان البروستات بل تشمل السرطانات الأخرى المحتوية على بروتينات Bcl-2 و Bcl-Xl ، كسرطانات الرئة والثدي والمبيض والبنكرياس والجلد والدماغ والرأس والعنق ، حيث يمكن لغوسيبول ( السالب ) أيضاً أن يستحث خلايا السرطان لكي تتأثر بالعلاجات الكيميائية والإشعاعية .
المفارقة أن مادة غوسيبول قد تم تجريبها مبكراً في الصين منذ عام 1929 كعقار يتعاطاه الرجال لمنع الحمل ( الإخصاب ) ، ولم تنشر نتائج التجارب إلا عام 1957 . ولكن بعد دراسات واسعة في السبعينات الماضية ، تم التخلي عنه لأنه تسبب في عقم بعض الرجال وحتى بعد التوقف عن تعاطيه . وفي عام 1989 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن البحث بشأن استخدامه كمانع للحمل أن يتوقف تماماً .