سرطان البنكرياس لازال يمثل تحديا كبيرا للأطباء والعلماء الباحثين في مجال علاج الأورام على مستوى العالم. فعلى الرغم من أنه يمثل 2% من حالات السرطان على مستوى العالم إلا أن نسبة الشفاء، والتي تتراوح ما بين 20-25%، ما زالت تقل كثيرا عن الطموحات وذلك على الرغم من تقدم العلم الكبير في مجال علاج الأورام.
يعتبر العلاج الجراحي حجر الزاوية في علاج سرطان البنكرياس. فمنذ أن وصف الجراح الأمريكي ويبل (1881-1963) طريقته الجراحية لاستئصال سرطان البنكرياس في عام 1940، أصبحت هذه العملية والمسماة باسمه هي العلاج الرئيسي لاستئصال سرطان البنكرياس غير المنتشر.
ولكن للأسف فان نسبة المرضى الذين يستفيدون من هذه الجراحة لا تزيد على 20%، حيث أنه يشترط أن يكون المرض غير مخترق للأنسجة المجاورة أو الأوعية الدموية المجاورة له. كما أن نسبة الشفاء بعد الجراحة لا تزيد على 25%. وعلى الرغم من التعديلات الكثيرة التي تمت على هذه الطريقة الجراحية إلا ان التحسن في نسبة الشفاء مازال محدودا مع العلم بأن المضاعفات المصاحبة للعملية قد قلت بنسبة ملحوظة.
قد يستخدم العلاج الكيميائي بالعقاقير كعلاج مساعد بعد إجراء الجراحة. وقد أثبتت الأبحاث ارتفاعا ملحوظا في نسب الشفاء مع استخدام العلاج الكيميائي وبخاصة مع استخدام عقار جيمسيتابين وهو يعتبر علاجا آمنا نسبيا. لا يعتبر العلاج الإشعاعي أحد العلاجات المساعدة بعد إجراء الجراحة طبقا لنتائج الأبحاث العلمية.
أما في الحالات المنتشرة موضعيا (والتي تمثل نسبة 40% من الحالات) فيعتمد بشكل أساسي على العلاج الإشعاعي كعلاج أساسي لها مع احتمالات نسبة شفاء ضئيلة. ومن المحتمل استخدام العلاج الكيميائي مصاحبا للعلاج الإشعاعي في هذه الحالات طبقا لبعض الدراسات التي أثبتت تحسنا طفيفا في نسب الشفاء باستخدام العلاج الكيميائي مصاحبا للعلاج الإشعاعي.
التحدي الأكبر يكون في علاج الحالات المنتشرة خارج المنطقة المحيطة بالورم (والتي تمثل 40% من الحالات) ويعتمد بشكل كامل على العلاج الكيميائي بالعقاقير. وطبقا للدراسات والدوريات العلمية في هذا المجال يلاحظ ان تلك العلاجات تؤدي إلى تحسن نسبي محدود ويلاحظ أن التحسن أكثر في المرضى صغار السن والذين يتمتعون بحالة عامة جيدة.
وإلى الآن يعتبر عقار جيمسيتابين العلاج الرئيسي لتلك الحالات. وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير والثورة الهائلة الجديدة في علاج الأورام والمتمثلة في استخدام العلاجات الموجهة إلا أنه وللأسف لم تحدث هذه النوعيات تقدما ملحوظا في علاج سرطان البنكرياس على الرغم من وجود تقدم طفيف مع استخدام بعض هذه العقاقير.
مازال الأمل قائما ومازال العلماء يجتهدون ومازلنا نترقب في مستقبل قريب تحسنا أكبر في نسب الشفاء في ظل ألأبحاث الحديثة والتي تجري على قدم وساق والتي تعتمد على الهندسة الوراثية والجينية والبيولوجيا الجزيئية. أملا في فهم طبيعة المرض فهما أفضل. ومن المعروف أن هناك العديد من الأبحاث الجارية حاليا في هذا المجال والتي قد تغير نسب الشفاء مستقبلا.