منطقة “شلالات الدم” في القارة القطبية الجنوبية تعد موطنا للكثير من الكائنات الحية الدقيقة، وهي في نفس الوقت توفر ظروفا مشابهة لما يحدث على سطح المريخ.
وقد أظهرت بيانات البحوث الجديدة وجود مياه مالحة تحت وديان “ماكموردو” الجافة في القارة القطبية الجنوبية، وربما تدعم هذه المياه المالحة نظم إيكولوجية لم تكن معروفة سابقا.
وديان ماكموردو سُميت بذلك بسبب الرطوبة المنخفضة بها للغاية، فضلا عن عدم وجود غطاء ثلجي أو جليدي لها، وهي تعتبر أكثر مناطق كوكب الأرض برودة وجفافا. وتشتهر منطقة وديان “ماكموردو” بما يعرف باسم “شلالات الدم”، لتدفق أكاسيد الحديد ذات اللون الأحمر على سطح الجليد من المياه المالحة، مما يعطي المنطقة مظهرا مشابها لشلالات الدم.
وكان العلماء يعتقدون في السابق أن الطحالب الحمراء هي التي تسبب هذا اللون الدموي المثير، إلا أنه في وقت لاحق ثبت أن ذلك يعود فقط إلى أكاسيد الحديد.
واكتشف العلماء أن المحاليل الملحية الموجودة تحت وديان ماكموردو تشكل طبقات واسعة من المياه الجوفية هناك تحت الأنهار الجليدية والبحيرات وداخل التربة المتجمدة بشكل دائم، وهذه المحاليل الملحية تلعب دورا رئيسيا في العمليات البيولوجية التي تحدث داخل الوديان الجافة.
ويأمل العلماء في أن تلقي هذه البيانات الجديدة الضوء على إمكانية وجود ظروف مشابهة لمثل هذه التكوينات والبيئات في أي مكان آخر داخل المجموعة الشمسية، فالوديان الجافة، علاوة على كونها موطنا للكائنات المجهرية والنباتية، إلا أنها تشبه، خلال فصل الصيف في القطب الجنوبي، إلى حد ما نفس الظروف الموجودة على سطح المريخ.