الطفل عادة ما يكون مليئا بالحيوية والنشاط ويميل للحركة والرغبة في اللعب معظم الوقت، ولكن مع تقدمه في العمر شيئا فشيئا فقد تصبح فكرة ممارسة الطفل للرياضة وأن يكون مقبلا على الحركة أمرا به شيء من التحدي. وتتعدد أسباب عدم ممارسة الطفل للرياضة بانتظام مع تقدمه في العمر ما بين أعباء الواجبات والمهام الدراسية وإحساس الطفل نفسه بأنه لن يجيد ممارسة رياضة معينة، وقد يكون الطفل أيضا يفتقد المثل الأعلى فيما يتعلق بممارسة الرياضة والالتزام بهذا الأمر. وبالرغم من وجود الكثير من العوائق التي قد تؤثر على نجاح الطفل في ممارسة الرياضة فيمكن للأهل وخاصة الأم اتباع بعض النصائح وتنفيذ بعض الأفكار التي ستساعد على جعل الطفل يقبل نوعا ما على ممارسة الرياضة وأن يكون محبا للحركة والنشاط. وقد أثبتت بعض الأبحاث والدراسات أن تعامل الأهل مع ممارسة الرياضة وفكرة فقدان الوزن والحفاظ على وزن مناسب أمر يؤثر كثيرا على تفكير الطفل في تلك الأمور. ويجب أن تعلمى أن ممارسة الطفل للرياضة أمر مفيد له كثيرا على العديد من المستويات فهي تحافظ على العظام والعضلات قوية وتساعد الطفل على التحكم في وزنه وتقلل من نسبة إصابته بالنوع الثانى من السكر وتساعده أيضا على النوم بطريقة أفضل. كما أن الطفل الذى يمارس الرياضة سيكون متفوقا من الناحية الأكاديمية والدراسية وسيكون ناجحا على العديد من المستويات.
في البداية عليك أن تختاري النشاطات أو الرياضات المناسبة لطفلك من الناحية العمرية وإلا فإن الطفل قد يشعر بالملل أو الإحباط وعليك أيضا كأم أن توفري لطفلك فرص ممارسة الرياضة من خلال مساحات مناسبة وأيضا أدوات اللعبة التي يمارسها الطفل. ومن الأفضل أن تركزي دائما على اختيار الرياضة التي سيستمتع الطفل بممارستها حتى يكون مقبلا عليها باستمرار وانتظام. يجب أن تكون الرياضة والحركة جزءا يوميا من روتين الطفل، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل ما بين ستة أعوام وسبعة عشر عاما يجب أن يمارس الرياضة على الأقل ساعة في اليوم. إن الطفل في عمر ما قبل دخول المدرسة يحتاج لرياضة تساعده على تنمية مهاراته الحركية مثل الركل ورمى الكرة. وبالنسبة للطفل في سن المدرسة والذى قد يفضل الجلوس لمشاهدة التليفزيون فيمكنك أن تشجعيه على ممارسة رياضات مثل كرة السلة ورياضات أخرى كثيرة ومتنوعة. وعلى الأم أن تعلم أيضا أنه في بعض الحالات فإن الأبناء في مرحلة المراهقة قد يشعرون أنهم أكثر ثقة بالنفس وأكثر قدرة على ممارسة الرياضة والذهاب لصالة الألعاب الرياضية إذا توافرت لهم الملابس والأحذية المناسبة.
يجب أن تضعي لطفلك مجموعة من الأهداف الصحية التي سيكون هو قادرا على تحقيقها، مع الوضع في الاعتبار أن فكرة المنافسة يجب ألا تكون هى الفكرة المسيطرة على ممارسة الطفل للرياضة. عليك أن توفري لطفلك الأدوات التى تحميه أثناء ممارسة رياضات معينة مثل الخوذة عند ركوب الدراجة. عليك أن تستشيري طبيب طفلك إذا شعرت أن طفلك لا يمشى جيدا بعد الانتهاء من التمرين الرياضي أو إذا ظلت عضلاته تؤلمه لفترة من الوقت بعد التمرين. إن رياضة مثل رفع الأثقال ليست رياضة ضرورية للأطفال على الإطلاق خاصة أن عظام الطفل قد لا يكون قد اكتمل نموها تماما. يمكنك أن تحددي وقتا معينا كل يوم تمارسين فيه أنت والطفل الرياضة وهو الأمر الذى سيشجع الطفل أكثر على ممارسة الرياضة ويمكنك أيضا أن تقومي بتخصيص يوم في الأسبوع تمارس فيه العائلة أنواعا مختلفة من الرياضات معا. وبالإضافة لما سبق، فيمكنك أن تكافئي طفلك على ممارسة الرياضة وذلك عن طريق الخروج معا مثلا لتناول الآيس كريم.