يختلف كل طفل عن الآخر من ناحية طريقة التفكير ومن ناحية المشاعر، وأيضا من ناحية كيفية التعامل والتواصل مع الآخرين، فهناك طفل قد يكون خجولا وآخر قد تكون طبيعته اجتماعية وطفل آخر قد يتميز بالنشاط الشديد، مع الوضع في الاعتبار أن مهمة الأهل وخاصة الأم تبقى دائما متمثلة في الاحتفال بتميز طفلها وتشجيعه على أن يكون معتزا بشخصيته وأن يعمل على تنمية مواهبه. ويجب على الأم أن تعلم وتدرك جيدا أنها حتى لو رزقت بطفلين توأم فإن شخصية كل منهما ستكون مختلفة عن شخصية الآخر. وأحيانا قد يكون للأم فكرة معينة ومحددة عن الأمور التي تريد من الطفل أن يقوم بها، وقد تفرض عليه بعض الرياضات أو الأنشطة. وبالإضافة لما سبق فإن الأم أيضا تريد أن يكون طفلها محبوبا ونشيطا وذكيا، وهو الأمر الذي قد يجعلها تشعر بالإحباط وتظهر عليها ملامح خيبة الأمل إذا لم يكن الطفل مثلما تريده الأم أو مثلما توقعته، وهو الأمر الذى سيجعل الطفل في النهاية يكتئب ويشعر بنوع من الفشل، وقد تقل ثقته بنفسه ويبدأ في التصرف بأسلوب متمرد. على الأم أن تعلم أيضا أن كل طفل يمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف مثل أي إنسان، مع الوضع في الاعتبار أنه يجب عليك كأم أن تمنحي الطفل حرية التعبير عن نفسه مع مساعدته على اتخاذ قرارات إيجابية وتشجيعه عند قيامه بأمر إيجابي.
في البداية عليك كأم أن تأخذي الوقت الكافي لمراقبة طفلك من قريب ومن بعيد وملاحظة أي تغييرات قد تطرأ عليه أو على شخصيته أو أي مهارات جديدة قد يكون تعلمها، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر سيتطلب منك أن تستمعي لطفلك جيدا وأن تسأليه عن رأيه في كل أمر يحدث في حياته. بعد أن يعود طفلك من المدرسة اسأليه عن أكثر أمر استمتع به خلال اليوم وكيف كان شعوره، وكل مرة تقرئين فيها كتابا أو قصة لطفلك فعليك أن تتوقفي وتسأليه عن رأيه في تسلسل الأحداث. يمكنك أيضا أن تسأليه حيال كيفية رؤيته للشخصيات المختلفة في القصة. إذا واجه طفلك مشكلة معقدة وشعر أنه غير قادر على التعامل مع الأمر إطلاقا فعليك ألا تقدمي له أنت الحل، بل من الأفضل أن تطرحي عليه بعض الأسئلة التي من شأنها أن تجعله يفكر أكثر. كوني حريصة على مشاهدة ومراقبة طفلك وهو يرسم أو يلعب أو يغني، وابتسمي له كثيرا وقدمي له الكثير من كلمات التشجيع، ولا تقومي دائما بانتقاده بطريقة حادة قد تقلل من ثقته بنفسه.
إن اللعب هو أمر ممتع للأطفال في جميع الأعمار وإذا كنت ستلعبين مع طفلك فعليك أن تسمحي له بوضع قواعد اللعبة وأطلقي العنان لنفسك واندمجي في اللعب مع الطفل. عليك أن تشجعي طفلك دائما على تجربة أمور جديدة. وعليك دائما أن تتحلي بالصبر في أي أمر يخص طفلك مع الحرص على أن تكوني شديدة التفهم لما قد يكون الطفل يفكر به. احرصي على أن تقولي لطفلك أنك تحبينه وأن تقولي له دائما عبارات التشجيع والحب والدعم. اصطحبي طفلك لأماكن يمكنه أن يتعلم منها الكثير من الأمور المفيدة له مثل المتاحف والمكتبات الكبيرة، وخاصة إذا كانت تلك الأماكن تستضيف مناسبات أو حفلات خاصة بالأطفال. احرصي على أن يمضي طفلك وقته مع أشخاص يحبهم ويحبونه. قدمي لطفلك مجموعة من النشاطات المختلفة حتى يحصل على فرصة تحديد الهواية المفضلة لديه، مع الوضع في الاعتبار أنك يمكنك أن تصطحبي طفلك لحضور حفلات أو مسابقات رياضية أو العديد من الأمور الأخرى. عليك أن تظهري اهتماما حقيقيا بمهارات طفلك وبالمواهب المفضلة لديه.