اقترب علماء أمريكيون من إمكانية تحديد وجود الوعي لدي مرضى يقعون في حالة ميئوس منها. فقد اتضح لهم أن تصويرا مقطعيا بوزيترونيا عاديا يستطيع تمييز دماغ تجري فيه أدنى عمليات الوعي عن دماغ واقع في حالة نباتية مطلقة.
ويتم هذا النوع من التصوير المقطعي عن طريق حقن نويدات مشعة بكميات معينة في جسم المريض. وتعمل هذه التركيبات الكيميائية كمؤشرات تطلق بوزيترونات بطريقة طبيعية مما يؤدي بدوره إلى إطلاق إشعاع غاما الذي تراقبه أجهزة طبية. وتتميز هذه الطريقة بقلة كلفتها وسهولة استخدامها.
اعتمد العلماء على هذه الطريقة في بحثهم الجديد بغاية قياس مستوى الاستقلاب الجاري في الدماغ أي قياس كمية الطاقة التي تستهلكها أنسجة المخ لدى 131 شخصا أصيبوا بخلل في وعيهم و28 شخصا سليما. وتشمل حالات وقوع خلل في الوعي عددا كبيرا من المتلازمات التي يختلف بعضها عن البعض بمدى خطورته.
وقد اتضح للباحثين أن المخ الواقع في حالة نباتية يستهلك 38% من سكر العنب مقارنة بمخ إنسان سليم، بينما تستهلك أمخاخ الأشخاص الذين يتصفون بأدنى مستوى من الوعي 58% من سكر العنب. أما أولئك الذين يعودون إلى النشاط الواعي الطبيعي بعد النوم أو التخدير فتستهلك أمخاخهم 63% من سكر العنب.
ويؤكد العلماء أن اختبارهم البسيط سيمكّن الأطباء من تقدير فرص عودة الوعي إلى المريض الواقع في حالة غيبوبة عند اتخاذهم قرار فصله عن المنظومات التي تؤمن استمراره على قيد الحياة.