استنبت علماء الوراثة في بريطانيا طماطم معدلة جينيا تحتوي على كميات كبيرة جدا من مانع أكسدة قوي يستخلص من النبيذ الأحمر ويستطيع تأجيل الشيخوخة و مرض الزهايمر.
كثيرا ما تصعب مسألة استنبات نباتات هامة للطب، وعادة يحتاج الباحثون إلى زمن طويل جدا في سبيل الحصول على النباتات المطلوبة.
على هذه الخلفية يمكن اعتبار ما حققه علماء الوراثة البريطانيون مصدرا خياليا من حيث الامكانيات لتوفير المواد المطلوبة بكثرة وبشكل سريع.
اعتمد العلماء في بحوثهم على نوع بري من الملفوف العادي، واستخدم الباحثون هذا النبات في تجارب الاستنبات، مثلما يستخدم علماء أحياء آخرون الفئران في مختبراتهم.
وقد اكتشف العلماء أن مجموعة جينات النبات المذكور تحتوي على الجين AtMYB12 المسؤول عن تركيب البروتين الذي يتحكم في الحصول على مواد ترتبط بها عملية انتاج نبات ما من خلاياه.
وتمكن العلماء البريطانيون من نقل هذا الجزء من الحمض النووي للنبات المذكور إلى مجموعة الجينات للطماطم العادية، ثم عدلوا ذلك الجين بشكل بدأ بإنتاج مادتين مفيدتين تمنعان جريان عملية الأكسدة. وتتواجد هاتان المادتان في العنب والفول. وأثبتت التجارب التي أجريت على الطماطم المعدلة جينيا أنها تستطيع تكوين المادتين المطلوبتين بالكميات التي تنتجها معامل تحضير العقاقير. فمثلا تحتوي الحبة الواحدة من الطماطم على مانع أكسدة من النوع الأول بكمية تحتوي عليها 50 قارورة من النبيذ الأحمر، وعلى مانع أكسدة من النوع الثاني بالكمية المتوفرة في 2.5 كيلوغرام من الفول.