قام العالم الروسي أليكسي تورتشين بصياغة ووضع مخطط على غرار جدول منديلييف، يجمع في بوتقة موحدة كل الأسباب المحتملة لفناء البشرية جمعاء.
والعالم المذكور من سكان موسكو، وهو مختص في الفيزياء وفي علم المستقبليات(Futurology )، وشارك في الكثير من الدورات والمؤتمرات الدراسية العلمية الكبيرة.
وأثارت النظرية الجديدة اهتمام بعض الباحثين البريطانيين، وهي تقول إن من بين الأسباب المحتملة لفناء البشرية جمعاء، ليس فقط ظاهرة الاحتباس الحراري و”الشتاء النووي” بل و”الهلام الرمادي” الذي تفرزه تكنولوجيات النانو العلاجية عندما تصبح خارج نطاق السيطرة.
وقال العالم معلقا:” نحن ننظر بالدرجة الأولى إلى المخاطر التي ظهرت خلال مئة عام بسبب التطوير المتسارع للتكنولوجيات السوبر عالية المعروفة بتكنولوجيات النانو (ادارة وتوجيه المواد غير الحية، مواد النانو) والتكنولوجيات الحيوية (إدارة المواد الحية: تصحيح الكائنات، وتخليق الأنسجة والفيروسات) والذكاء الاصطناعي (إدارة المعلومات وكل الأشياء الأخرى)”.
وذكر العالم الروسي أنه يمكن استخدام أي من هذه التكنولوجيات في سبيل الخير وكذلك في سبيل الشر.. على سبيل المثال لا الحصر يمكن تحويل”بيو هاكرز وحيد ومعزول إلى فيروس معدل وراثيا يمكنه تدمير نصف البشرية”.
ونوه بأن العلماء يملكون حاليا صيغا ومعادلات يمكنها أن تسبب بضرر للمجتمع لا يمكن التخلص منه أو وقفه. وهذا السيناريو الرهيب المرعب يمكن أن يتضمن على سبيل المثال تهجين وتطعيم فيروس الانفلونزا مع فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز).
وقال العالم إن الجدول الذي وضعه تضمن حوالي مئة سبب محتمل وممكن لموت البشرية. وفي الأساس توجد عوامل مختلفة مميتة يمكن أن تنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم: الأمواج الضاربة والإشعاعات والصدمات الحرارية، والتسمم، وغيرها. وهناك الكثير من السيناريوهات الافتراضية التي بعضها مستبعد جدا. وأما الأسباب الرئيسية فهي حوالي عشرة، بما في ذلك ارتفاع شديد في درجات الحرارة بسبب ازدياد وجود غاز الميثان، وانتشار الأوبئة والتوهجات في الشمس ووقوع حوادث خلال تنفيذ تجارب عملية وغيرها. ويرى الخبير أن البشرية بالذات هي أكبر مصادر الخطر الذي يحيق بها. وفي كل عام، يزداد هذا الخطر بشكل يتناسب مع قانون مور الذي ينص على أن قوة العمليات تتضاعف كل عامين وخلال ذلك تزداد فوة ليس فقط الكمبيوترات بل وقوة تكنولوجيات النانو الحيوية.
وقد يتضرر البشر من روبوتات النانو. وهناك فئتان محتملتان من روبوتات النانو. هناك آليات نانو يمكنها التنقل والتحرك في الأوعية الدموية مع ثقل محدد. وهناك متقدمة يمكن اعتبارها كأمر وسط بين الخلايا الحية والجهاز الآلي وهي طبعا قادرة على تنفيذ تخليق الجزيئات وبالتالي التكاثر. وعن كل ذلك كتب في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي “والد تكنولوجيا النانو”، العالم الأمريكي، المهندس اريك دريكسلر “. وهذا العالم الأمريكي بالذات كان أول من وضع نظرية ما يسمى بـ”الهلام الرمادي” وفيها افترض أن النانو روبوت الذي أرسل إلى داخل الإنسان سيبدأ بالتكاثر بسبب العطل، ليس بمقدار مئة مرة كما يفترض بل بشكل أكبر بكثير وسيواصل على طريق سيره “رصف” العناصر المركبة ويجمع منها صورا طبق الأصل لنفسه تماما كما تفعل الفيروسات. وحينذاك سيتحول جسم الإنسان وكل ما حوله إلى مصدر للمواد الخام لهذا الروبوت.