استغرب كريستوفر راسيل رئيس بعثة مسبار “دون” وزملاؤه كون سطح كويكب سيريس أملس جدا وذلك بعد الاطلاع على صور تم الحصول عليها من المسبار المذكور الذي يؤلف خريطة هذا الجسم الفضائي.
وقد اعتبر علماء الفلك هذا الاكتشاف لغزا لأن حساباتهم تشير إلى استحالة عدم تعرض هذا الكويكب خلال 4.5 مليار عام من عمره لتصادمات مع كويكبات أخرى كان لا بد من أن تسفر عن وجود حفر تصادمية يزيد قطرها عن 285 كيلومترا. والأكثر من ذلك أنه توجد هناك 16 حفرة تصادمية فقط ذات قطر أكبر من 100 كيلومتر على سطح سيريس وهو ما يقل عن تنبؤات العلماء أضعافا.
ويعتقد الباحثون أن التعليل الوحيد القريب من الحقيقة لهذا الواقع هو أن بواطن سيريس كانت “حية” بالمعنى الجيولوجي لهذه الكلمة وتجددت بشكل مستمر في الماضي القريب ما أدى إلى “محو” آثار الحفر التي ظهرت سابقا لدرجة أنها أصبحت غير قابلة للرؤية.
وعلى حد قول راسيل وعلماء فريقه فإنه تمكن من اكتشاف ثلاث مناطق على صور التقطها مسبار “دون” يمكن اعتبارها حفرا كبرى وهي الآن سهول هائلة تتصف بعمق نحو 4 كيلومترات وعرض 800 كيلومتر تقريبا وتكون أطرافها شبه ممحية بفعل عمليات جيولوجية جرت في بواطن هذا الكوكب القزم وعلى سطحه.
وتعود هذه العمليات برأي العلماء إلى وجود كميات كبيرة من الماء المتجمد والأملاح في بواطن سيريس وعند تصادمه مع كويكب ما يذوب جزء من تلك المياه مما يؤدى إلى ثوران براكين تقذف محلولا ملحيا بدلا من الحمم العادية.
RT