ساعد مرصد “كبلر” الفضائي علماء الفلك على اكتشاف منظومة نجوم غريبة أطلق عليها اسم “كبلر – 223”.
وتضم تلك المنظومة 4 كواكب عملاقة تقوم بأداء رقص فضائي فريد في دورانها حول النجم حيث لا تختلف كثيرا دوراتها الزمنية. ويمكن وصفها بالأرقام ( 3 و4 ) و( 4 و 6 ) و(6 و 8 ).
وتتصف منظومة “كبلر – 223” باستقرار كبير لأن الكواكب الأربعة التي تشكلها يتعاون بعضها مع بعض اعتمادا على قوة الجاذبية .
وقال أريك فورد من جامعة بنسلفانيا الأمريكية إن التعاون عن طريق قوة الجاذبية بين الكواكب والنجوم والأجرام الفضائية الصغيرة غالبا ما يؤدي إلى دوران بعضها حول الآخر أو حول جرم فضائي آخر دورات منتظمة. والدليل الساطع على ذلك هو ثلاثية أقمار المشتري (جانيميد) و(أوروبا) و(إيو). وفيما يقوم جانيميد بدورة واحدة حول المشتري تقوم أوروبا بدورتين حوله. أما إيو فيقوم بأربع دورات.
هذا “الباليه الفضائي” ليس من قبيل الصدفة إذ أن الرقص المنسجم ناجم عن التعاون المعقد عن طريق قوة الجاذبية بين الكواكب. وتساعد دراسته علماء الفلك في معرفة بعض التفاصيل عن ماضي المنظومة الشمسية ومنظومات النجوم الأخرى.
وقد رأى العلماء مثالا لذلك أثناء تحليل المعلومات الواردة من مرصد “كبلر” التي تدل على أن هناك منظومة واقعة في كوكبة البجعة تبعد عن شمسنا 4.5 آلاف سنة ضوئية تقطنها 4 كواكب غازية عملاقة يزيد حجمها عن حجم الأرض بمقدار 5 – 6 أضعاف.
واتضح أن تلك الكواكب تقوم بأداء رقص فضائي منسجم حيث تدور حول نجمها وبعضها حول الآخر في وقت واحد. وساعد مثالها علماء الفلك على فك لغز ولادة الكواكب الغازية العملاقة في منظومتنا الشمسية. ويعتقد العلماء أن المشتري وزحل ونبتون وأورانوس ولدت عند مشارف بعيدة في المنظومة الشمسية ، ثم هاجرت إلى داخلها، وذلك بعد أن تعطل رقصها نتيجة التعاون مع أجرام فضائية أخرى.
RT