اقترح علماء الفلك في معهد “ساغان” البحث عن الحياة في الكون ليس في محيط نجوم مماثلة للشمس بصفتها نجما فتيا نسبيا بل عند نجوم قديمة تحولت إلى عمالقة حمر.
وقالت الباحثة ليزا كالتينيجر في معهد ساغان الأمريكي: “حتى بعد مرور ملايين الأعوام وتحول شمسنا الصفراء إلى عملاق أحمر يمكن أن تستمر الحياة في بعض أركان المنظومة الشمسية حيث ستظل الكواكب الواقعة على مشارف بعيدة مأهولة على مدى مليارات الأعوام.
وقد توصلت الباحثة وزملاؤها إلى استنتاج كهذا بعد أن حاولوا تحديد أبعاد ما يسمى بـ “منطقة الحياة” هذه. وإنها ستكون عبارة عن مدارات بعيدة حيث سيظل الماء يحتفظ بحالته السائلة لتجري هناك التفاعلات اللازمة لولادة كائنات حية.
ومن المعروف أن كل النجوم الصغيرة مثل شمسنا تنتفخ في المراحل الأخيرة من حياتها فتتحول بعد 4 – 5 مليارات عام إلى عملاق أحمر. وعندما يحدث ذلك فإن الشمس سوف تبتلع عطارد والزهرة وستقوم بتحويل الأرض والمريخ إلى كرات ملتهبة.
وقدم العلماء نمذجة كمبيوترية لما سيحدث لكواكب مثل أوروبا وأنسيلادوس وحتى بلوتو في حال انتفاخ الشمس حتى مرحلة العملاق الأحمر.
وقد دلت الحسابات التي قام بها العلماء على أن تحول الشمس إلى عملاق أحمر سيؤدي إلى توسع منطقة الحياة حيث سيزيد عرضها 80 ضعفا عن المسافة بين الأرض والشمس لتُقيم الحياة في منطقة ما يسمى بالكواكب العملاقة الغازية ، ثم تنتقل إلى خارج مدار بلوتو.
وسيحدث كل انتقال بعد مرور نحو 200 – 500 مليون عام ، الأمر الذي سيكفي حسب ليزا كالتينيجر لنشوء الحياة في كل منطقة كونية من المناطق المذكورة. وتفترض الباحثة أن تدوم تلك الفترات بضعة مليارات السنوات. لذلك تقترح العالمة البحث عن الحياة ليس في ضواحي النجوم الفتية بل على مشارف النجوم القديمة (العمالقة الحمراء) التي توشك ان ينتهي عمرها.
RT