تمكن علماء الوراثة من الوصول إلى “قلب” الورم السرطاني من خلال فك شفرة المرض الجينية واكتشاف معلومات هامة جديدة ستساعد على رفع فاعلية علاج السرطان إلى مستوى أعلى.
فقام فريق علماء الواثة من معهد ماساتشوستس للتقنية الأمريكي وجامعة هارفارد البريطانية بتحليل المحتوى الوراثي لسرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما بغية معرفة ما هي الوظائف التي تنفذها الأنواع المختلفة من الخلايا السرطانية وما هو تأثيرها على تصرف الورم الخبيث.
جدير بالذكر أن الورم السرطاني هو عبارة عن منظومة بيئية معقدة التركيب تتضمن أنواعا مختلفة من الخلايا ومن بينها الخلايا الخبيثة العدائية وغير العدائية والخلايا المناعية وخلايا النسيج الضام مثل الخلايا الليفية اليافعة Fibroblast التي تشارك في لأم الجراح.
ويقول العلماء إن الصعوبة الأساسية التي تواجهها أساليب العلاج المضاد للسرطان هي في تنوع خلايا الورم.
وحلل العلماء مجمل التعبيرات الجينية لأكثر من 8 ألاف خلية خبيثة ومناعية وجذعية مأخوذة من 19 ورما جلديا (ميلانوما).
وانطلاقا من المعلومات المتوفرة حدد العلماء أنواع الخلايا المتواجدة في الورم.
وأتضح أن بعض الخلايا الخبيثة كان مختلا من حيث عدد الكروموسومات وأن الخلايا الخبيثة شكلت مجموعات منفصلة مختلفة من حيث النشاط الجيني.
هكذا، أظهرت نتائج البحث أن ورم الميلانوما حتى قبل استخدام العلاج يمكن أن يضم مجموعة من الخلايا المقاومة للأدوية تستخدم للعلاج الجزيئي الموجه. وتم تحديد أن تلك الخلايا تتميز بنشاط الجين المسمى MITF والذي يشفر مركّبا كيميائيا يشارك في تأمين استمرار المرض. علاوة على ذلك تم العثور على علامتي AXL وNGFR اللتين تشيران إلى مقاومة الخلايا للعلاج الجزيئي الموجه.
وتدعم الخلايا الخبيثة والخلايا الحميدة على حد سواء استمرار الورم حيث تشكل الخلايا الحميدة البيئة التي تضمن نمو وانتشار الكتلة السرطانية.
وهكذا تعكس تركيبة الخلايا “غير العدوانية” تركيبة جيرانها الخبيثة.
وشدد العلماء على ضرورة اتخاذ تدابير أولية لازمة قبل البدء بتطبيق علاج ما ومن بينها تحديد مكونات الورم والمساراتِ الخلوية لنقل الإشارة المسؤولة عن تشكل الورم وتطوره، وكذلك مجموعات الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية المعينة والخلايا التي يمكن أن تساعد على فهم مدى فاعلية العلاج، وذلك من أجل زيادة فاعليته من خلال تقويض برامج نمو المرض المميتة.