بعد أن عاشت 39 عاما دون أن تسمع كل من حولها إذ ولدت “صماء” وخلال تلك الفترة راجعت الأطباء والمستشفيات حتى عاد اليها سمعها من خلال عملية جراحية، إلا أن سعادتها لم تدم طويلا.
وفي التفاصيل التي نشرها “ديلي ميل” ولدت “جو ميلن” صماء, وبعد 39 عاما يعود لها سمعها, ولكن بعد عام كامل ذهبت لتفحص نظرها بسبب زغللة أحست بها في عينيها. وفاجأها الطبيب بخبر سيء ستصاب بالعمى بعد فترة. وكانت ردة فعلها بذعر: “خذوا رجلي خذوا يدي ولكن لا تأخذوا عيني”. وأول ما خطر ببالها هي والدتها, التي كبرت وهي تعرف كل تفاصيل ملامح وجهها.
فدخلت “ميلن” في اكتئاب لمدة سنتين واضطرت لترك عملها و بيع سيارتها. فالنظر بالنسبة اليها كان من أهم الحواس التي ساعدتها في تخطي أمور حياتية كثيرة. منها قراءة الشفاه وتخطي العقبات في الشارع وتقليد حركات الآخرين الراقصة. فاستطاعت أن تتعايش مع عدم قدرتها على السمع, ولكن الآن هي مضطرة أن تتعايش مع وضع جديد وهو “العمى”.
وفي مساحة الأمل التي عاشتها “جو ميلن” يوم, تقول أنها دربت كلبها ليكون عونها عندما تفقد بصرها تماما.. فكانت تنظر إلى المناظر الطبيعية وهي تمشي برفقته, فرأت السماء بلون مختلف والسحب بأشكال مختلفة.. وقالت لنفسها: “لا أريد أن أتوقف عن الابصار”.
وعندها بدأت تلاحظ نعمة السمع وما غيرتها في حياتها اليومية، تقول ميلن: “الأصوات التافهة الصغيرة لونت حياتي وزادت جودتها، حولت عالمي المسطح الى ثلاثي أبعاد”. وأصبحت تربط بين ما تسمعه وما تراه لتبني صورة مكتملة في ذاكرتها.
وعمدت ميلن إلى مشاهدة صورها القديمة مع أخواتها, وباتت تلعب مع بنت أختها أكثر, ما دعاها للسفر إلى إبيزا في ايطاليا لتتأمل غروب الشمس, الذي تصفه بأنه يشبه حال نظرها من بعد النور تحول إلى ظلام بعد نور، ومع هذا قررت أن تكمل استمتاعها وبناء الصور في ذاكرتها.
وتصف ميلن فقدان النظر بأنه لا يؤذيها نفسيا في الوقت الحالي، بل تجد نفسها محظوظة لأن لديها حاسة أخرى تعتمد عليها وهي السمع.. والآن هي مستعدة بأن تتقبل أن تكون كفيفة ولديها الدافع بالتمتع بحياتها الحالية.