عندما تطلق بعض الدول أقمارا صناعية إلى الفضاء ، فإنها لا تفعل ذلك في سبيل الجاه والصيت فقط ، لا سيما وأن عامة الشعب قد ألفت هذه الأخبار الفلكية وأصبحت لا تفرد لها من الاهتمام أكثر مما تفرده لمباراة دولية في كرة القدم .
فإن لهذه المنطلقة إلى الفلك أغراضاً عملية وفوائد للحياة اليومية . والمطلوب من هذه الأقمار أن تراقب إنحاء الكرة الأرضية وأن ترسل المعلومات إلى المحطات الأرضية . فمن محاسنها أنها تدور حول الأرض عدة مرات ويسعها أن تراقب المواقع نفسها في مواعيد معينة .
والمبدأ الأساسي الذي يرتكز عليه كل هذا العلم هو أن جميع الأجسام بلا استثناء إنما تعكس وتبث في الجو إشعاعات كهربائية مغنطيسية أو كهرطيسية حسب المصطلح الحديث . أي أن كل جسم من الأجسام له شارة خاصة تدل على جوهره. ويسمي الاختصاصيون هذه الميزة ( الطيف الكهرطيسي ” .
وحسب الآلات الأرضية أن تلقط هذه الإشارات المنعكسة من كل جسم والمثبوتة في الجو ، لكي يعرف الاختصاصي جوهر الدسم وتشكله في المجموعة الفكلية .
التطبيقات العملية
التطبيقات العملية الرئيسية تجرى الآن في خمسة ميادين وهي أولا وضع مخطط عام للأراضي المزروعة مع تمييز أنواع النبات في هذه الاراضي . ثم تحليل خصائص التربة كدرجة ملوحتها ونسبة الماء فيها ، وتقدير الأضرار الناجمة عن العواصف والأمطار وكل تقلبات الجو . فضلاً عن ظاهرة التآكل المعروفة بانحراف الأراضي …
ويذكر أنهم كانوا في العام 1913 قد وضعوا بواسطة الصور الجوية مخططا عاما للأراضي الليبية .
لكن طريقة التصوير بواسطة الأقمار الصناعية أدق وأسرع ، بدليل الخرائط الجغرافية المنشورة حديثا بعد أن استقام وضعها بواسطة القمر ” نابوس” .
وفي ميدان علم طبقات الأرض، يرجون الكثير من الأقمار الصناعية للتنبؤ بالهزات الأرضية قبل وقوعها ،وكذلك فيما يتعلق أيضا بانفجار البراكين.
وربما كان ميدان الثروة المائية أخطر شأنا من سائر الميادين جيمعاً ، نظرا لنقصان الماء العذب في مناطق كثيرة من العالم الحاضر، ففي وسع الاقمار الصناعية أن ترسل الصور الدقيقة عن كل موقع من مواقع الثروة المائية .
أضف إلى كل ذلك فوائد أخرى كمعرفة درجة حرارة البحار واتجاه الرياح والتيارات المائية الكبرى وتنتقل الجليد في القطب أو على سطح البحار وتآكل السواحل …
ويعتقد غير واحد من العلماء أن استغلال ثروات البحار بات مرهونا بالأقمار الصناعية ، علما أن مستقبل البشرية يكمن في البحر حسب النظرية المرجحة في الأوساط العلمية ، فإن المجال مفتوح للإنسان بغير حساب . لكي يستنبط من جوف البحر الغذاء الذي كاد يفوته على اليابسة ،فضلا عن الماء أيضا عندما تذللت للعلم نهائيا وبأسلوب غير باهظ ، مشكلة تجريد مياه البحر من الملح وسائر المواد المعدنية .