كلاوس فوغل هو منذ عدة سنوات ربان سفينة شحن بضائع، لكنه اليوم نال جائزة “المواطن الأوروبي” لعمله في انقاذ أرواح المهاجرين في سواحل شمال افريقيا على متن السفينة التي يقودها وتسمى “الأكواريوس”.
DW: كانت سفينتك ناشطة على السواحل الليبية لانقاذ المهاجرين في الأشهر الثمانية الأخيرة، وشاركت بنفسك في مهمات الانقاذ في سواحل البحر الأبيض المتوسط، كيف أثر هذا العمل عليك؟موقع طرطوس
كلاوس فوغل: كانت مشاركتي في أول مهمة انقاذ في شباط 2016، ولا يمكنني انكار أن ذلك أثَّر فيّ بعمق، فالتجربة في التعامل مع الناس الذين كانوا في خطر محقق ويواجهون مخاوف حقيقية أمر ليس عاديا. لا أحد يتخيل كيف يغير هذا العمل الشخص، فأنا والعاملون معي لدينا التزام بأنه لا يمكننا التخلي عن انقاذ هؤلاء الناس بكل ما نستطيع.
وأكثر من ذلك فلقد شعرت بأنه لدي مسؤولية في تسليط الضوء على الحالة في ليبيا حيث يتم العثور على أناس بحالة صدمة وضمن ظروف خطرة تهدد حياتهم مباشرة، فأحياناً يتعرضون للاختطاف أو للتعذيب وحتى الاغتصاب، وهذا شيء غير معروف في أوروبا.
الساسة في أوروبا اليوم ينظرون للموضوع بشكل مختلف، حيث تتم دراسة من يحق له البقاء في أوروبا من اللاجئين الذين تقوم بانقاذهم ومن يجب إعادتهم إلى بلدانهم من وجهة نظر سياسية، هل يجعلك ذلك تشعر باليأس أم أنك تستمد الأمل من عملك؟
أنا شخصياً محبط من الوضع والسياق الذي تُتخذ فيه القرارات بأوروبا منذ العام الماضي، كما أتفهم أن هؤلاء الذين يتكلمون بهذه البساطة عن أحقية الناس بالبقاء أو العودة هم في الحقيقة لا يفهمون الحالة بشكل جيد ولا يمكنهم تخيلها. لذا أتمنى أن يتمكن عملنا من مساعدة الناس على تفهم طبيعة الوضع بشكل أفضل، ونحن ندعو كل من لديهم شكوك بحق الناس بالفرار من أوضاعهم أن يشاركونا عملنا ويتعرفوا على الحالة عن قرب ويختبروها بأنفسهم.موقع طرطوس
أود لو بإمكاني أخذ صانعي القرار في أوروبا بعيداً معنا، فلو تمكنوا أن يروا ما نراه يومياً سيغيرون رأيهم، تماماً كما حدث مع زميلنا القائد من أوكرانيا الذي كان يعتقد في البداية أن عمله يقتصر على قيادة السفينة من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” ولم يشارك في البداية في عمليات الانقاذ بل وكان يخاف من اللاجئين، لكن بعد وقت أصبح من أهم الداعمين لعملياتنا الانقاذية.موقع طرطوس
لو قمت بأخذ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وعدد من القادة الآخرين معك في الرحلة، ما هي الأمور التي سيختبرونها؟
سيقابلون أناسا يواجهون خطر الموت، طيلة أشهر أو ربما لسنوات، وليس لديهم خيارات أخرى، سيرون أناسا عاشوا ما لا يمكن تصوره في ليبيا، وفي النهاية قاموا بوضع كل ما يملكون وجازفوا بركوب البحر في عبّارة صغيرة، ولتزداد الأمور سوءاً فإن معظم هؤلاء الرجال والنساء لا يعرفون السباحة، فعندما ترى هؤلاء الناس تدرك مباشرة أنه علينا إيجاد طرق أخرى لنسمح لهم بالقدوم إلى أوروبا غير المجازفة بحياتهم، سيدركون أنه علينا فتح الحدود للناس الذين يحاولون الهروب ويعيشون تحت وطأة خطر محقق.موقع طرطوس
هناك سبب آخر لدى الاتحاد الأوروبي لمنع هذه الرحلات ألا وهو إيقاف عمل المهربين بالبشر عبر المتوسط، هل تعتقد أن هذا صحيح؟
ليس هناك مهربون على القوارب التي ننقذها، المهربون على اليابسة في ليبيا أو غيرها من الدول، وهذا يعني أنه على الاتحاد الأوروبي إيجاد طرق أخرى للناس لمساعدتهم على الهروب، إذا ما أرادوا التغلب على المهربين وإيقافهم، فلو خلقنا طريقاً شرعياً لهؤلاء الناس للقدوم إلى أوروبا، آنذاك لن يضطر الناس لتعريض أنفسهم للخطر أو تسليم أنفسهم للمهربين للسفر عبر ليبيا حيث يكونون في خطر محقق.
فكلما كنا منفتحين في إيجاد الحلول كلما قللنا من خطر المهربين، لكن علينا ايضا أن نكون مستعدين بشكل حقيقي لقبول المزيد من اللاجئين، أن نكون مستعدين للاستماع إلى قصصهم وما الذي عانوا منه وعلينا التأكد من طلبات لجوئهم.موقع طرطوس
كلاوس فوغل حالياً يقوم بحملة لدعم مهمته الإنسانية، وهذه المهمة بحاجة إلى 11,000 يورو أي ما يعادل 12,000 دولار باليوم للاستمرار في انقاذ اللاجئين.
DW