لو كانت الأبحاث المخبرية لإزالة الاحتكاك أكثر تنظيماً لاستطاع بلد كانكلترا مثلا أن يقتصد ما مقداره 515 مليون جنيه في السنة الواحدة .هذا ما أعلنته منذ بضع سنوات لجنة مختصة بالاحصائيات .
فكرست المختبرات والمؤسسات جهودها لإيجاد الحلول الجديدة المناسبة لمعالجة المشكلة ، فكانت النتيجة مقبولة إذ توجد اليوم رفاصات ممغنطة تسمح للآلات بالدوران دون احتكاك بسرعة 60 ألف دورة في الثانية الواحدة . ويطرح الاحتكاك مشكلة أساسية هي هدر قسم من الطاقة وتحويلها إلى حرارة . ومعروف عن الحرارة أنها تزيد من الاحتكاك لأنها تمدد المعادن .موقع طرطوس
ويقول البروفسور ” كورتال” أنه على الرغم من سيئات الاحتكاك فهو ضروري للإنسان ، ولولاه لتفككت الكراسي مثلاً لأن المسامير والمفاصل لا تعمل إلا بواسطته ، وأفلتت عجلات السيارات ، وتجمدت القطارات لأنها تسير على الأسلاك بفضله . ولا يمكن للإنسان العيش في عالم خال من الاحتكاك وكل ما يستطيع أن يفعله هو إزالة هذه الظاهرة في بعض المجالات فقط .موقع طرطوس
وفي العام 1699 قام الفرنسي ” امونتون” بتكذيب مبدأ كان قد أقره الجميع وهو أن الاحتكاك يزداد بتزايد مساحة الاشياء الخاضعة له . وكان ” ليونارد دي فنشي” الرسام والفيلسوف الشهير قد ذكر منذ أجيال ما ” اكتشفه” ” أمونتون” .موقع طرطوس
وفي القرن XVIII أعلن عالم الرياضيات ” اولر” أن الاحتكاك لا ينتج عن الضغط فحسب بل هو أيضا وقف على التصاق المساحات بعضها ببعض .
حكم ” الرولمانات”
وسجلت ” الرولمانات ” انتصاراً خارقاً عندما وضع الفرنسي ” سوريرا” عام 1869 رولمانات ذات كريات لا تحتاج إلى تشحيم . ومع وجود السيارات أصبحت الرولمانات القطع الأساسية التي لا ينوب عنها شيء . وقد دلت الاحصائيات الأخيرة على أن الانتاج العالمي منها يبلغ اليوم 15 مليار فرنك .
دواليب دون محاور
ومعروف عن الاحتكاك أنه يشوه المساحات التي تحتك بعضها ببعض لذا اقتضت الحاجة إيجاد طريقة جديدة تزيل هذه الظاهرة ، فكانت الرولمانات ذات الاسطوانات الدائرية . لماذا إذا بقيت الرولمانات ذات الكريات قيد الاستعمال ؟ السبب بسيط جداً وهو أن صنع الكريات أسهل من صنع الاسطوانات .موقع طرطوس
كما وأن الكريات تسمح بدوران سريع ولا يكلف تصليحها الكثير .
اسطوانات في قفص
لقد وجدت أول زحافة عندما لاحظ الرجل البدائي أن نقل الأحمال الثقيلة يصبح أسهل عندما توضع على غصن شجرة ويجر الغصن بدل أن يحمل الثقل على الاكتاف .. وبعد برهة من الزمن أدخلت قطع من الخشب على الزحافة فأصبحت تلقي عليها بدل أن تلقي على الأرض أمراً يسيراً … فكانت ولادة أول الرولمانات . وقطع الخشب كانت بعد أن يمر الغصن عليها ، تعاد وتوضع من جديد تحت الغصن ليقطع هذا الأخير مسافة جديدة ، فتعاد العملية من جديد ، وهكذا دواليك .موقع طرطوس
فأبتكر مهندس ” الاسكندر الكبير ” طريقة جديدة تغني عن نقل الرولمان كلما تقدمت الزلاقة ، وذلك عن طريق حبسها في قفص لا تخرج منه .
أما الرولمانات العادية ، التي تستعمل في السيارات مثلاً ، فهي كناية عن تاج حديدي في داخله عدد من الكريات تسمح لقطع السيارات كالعجلات مثلاً بالدوران السريع دون أن يحد الاحتكاك من سرعة دورانها .