تبدو ذكياً، ويحترمك الناس، وناجح في عملك. ثم يحدث أن تقول شيئاً يجعلك تبدو غبياً، وترى غرابة في نظرات الجالسين أمامك على الطاولة. فكيف تعالج موقفاً محرجاً للثقة بالنفس، أو أي خطأ آخر قد يجعلك تشكّ في مصداقيتك وجدارتك؟
التعافي من المرور بمثل تلك المواقف يستغرق وقتاً، ويتطلب إبداعاً. كان هذا الموضوع، وموضوعات أخرى مماثلة، هو محور اهتمام عدد من المستخدمين المؤثرين مؤخرا على موقع “لينكد-إن”. إليكم ما كتبه اثنان منهم.
ترافس برادبري- مدير بشركة “تالنت سمارت”
“نفتتن جميعاً باستخدام كلمات لا نألفها تماماً”، ذلك ما كتبه برادبري في مقاله بعنوان “20 كلمة عندما يساء استخدامها يبدو الأذكياء مغفلين”.
ليست المشكلة في تلك الكلمات، “إنها الكلمات التي نظن أننا نستخدمها بشكل صحيح، مما يجعل الوضع ذا ضرر بالغ. فنحن نستخدمها كيفما نشاء أثناء الاجتماعات وفي المراسلات الإلكترونية وفي وثائق مهمة، ويكون لها وقع غريب على سامعها أو قارئها، مثل خربشة ظفر على السبورة،” كما يقول برادبري.
تكمن المشكلة في أننا لا ندرك استعمالنا الخاطيء لمثل هذه الكلمات. إذاً، ما هي تلك الكلمات التي يشاع خلطها في حديثنا، والتي تسيء إليك؟ يقدم “برادبري” ثمانية من الكلمات المتشابهة التي يخلط الناس بينها، وتوقع الناس في الخطأ. ومن بينها ما يلي:
أقل عددا، وأقل كمية. “استعمل كلمة “fewer” (عدد أقل) في إشارة إلى أشياء يمكن فصلها وعدّها؛ واستعمل كلمة “less” (كمية أقل) عندما تريد أن تعني كمية معينة أقل من غيرها، مثال ذلك: يمكن أن نقول “لديك دولارات أقل” (fewer dollars)، أو نقول “لديك مال أقل” (less money).
يشمل، ويُشكل ((comprise and compose: “هاتان الكلمتان من بين أكثر الكلمات شيوعاً في خلط استعمالها في اللغة الإنجليزية. وتعني كلمة (comprise) أن الشيء يشمل أو يتضمن كذا؛ أما الثانية (compose) فتعني أن الشيء يُشكل أو يُكون كذا.
كل ما في الأمر أن المسألة تتعلق بالكل أو الجزء، عندما تستعمل كلمة “يشمل” أو “يتضمن”، فإنك تضع الكل في البداية، مثل “تتضمن لعبة كرة القدم شوطين اثنين”. وعندما تستعمل كلمة “يُشكّل”، فإنك تضع أجزاء الشيء أولاً، مثل قولنا: “خمسون ولاية تُشكل أو (تُكون) الولايات المتحدة الأمريكية.”
يُلمح إلى (Imply)، ويستنبط (infer). “تعني كلمة “imply” (يلمح إلى شي، أو يدل عليه ضمنا) أن الشخص يشير إلى أمر ما دون النطق به صراحة. أما كلمة “infer” (يستخلص، أو يستنبط) فتعني التوصل إلى نتيجة معينة مما ألمح إليه شخص ما.
وكقاعدة عامة، فإن المتحدث أو الكاتب يلمح إلى شيء ما، بينما السامع أو القاريء يستنبط ذلك الشيء من المتحدث أو الكاتب.”
المفارقة والصدفة. يختلط استعمال هاتين الكلمتين عند الكثير من الناس . إذا إنكسرت ساقك قبل يوم سفرك للقيام برحلة تزحلق على الجليد، فإن ذلك ليس مفارقة (Ironic)، إنه فقط من قبيل الصدفة (coincidental) )أو سوء حظ أحيانا).
أما إذا قدت السيارة إلى الجبال لتذهب في رحلة للتزحلق على الجليد، وكان هناك جليد كثير بالفعل في المنطقة التي يقع فيها منزلك، فإن ذلك يمثل مفارقة (Ironic).
“المؤلف الأمريكي ‘أو. هنري’ كان من المتمرسين في كتابة مثل تلك المفارقات. في رواية ‘هدية ماغي’، يبيع ‘جيم’ ساعته ليشتري لزوجته ذات الشعر الطويل عدة أمشاط، بينما تبيع هي شعرها لتشتري سواراً لساعة ‘جيم’. إن كلاً منهما يبيع شيئاً عزيزاً عليه ليشتري هدية للآخر، لكن هدف الهديتين كان يخص شيئاً باعه الشخص الآخر. تلك كانت مفارقة حقيقية.”
برايان كانافان – مؤسس شركة “أوبتيفا للتدريب”
“مررنا جميعاً في مرحلة ما بتلك اللحظة… لا تبدو وكأن الأمور كلها تسير على ما يرام، وتجد أن ثقتك قد تحطمت (وكل ما يتبع ذلك من قدرتك على الأداء المعتاد بمستوى عالٍ).” هذا ما كتبه كانافان في مقاله بعنوان ” ثلاث خطوات بسيطة لتتعافى من انهيار الثقة”.
ولكن، كما يضيف كانافان، توجد طريقة سهلة إلى حد ما لإعادة بناء الثقة بالنفس. أولاً، “حاول أن تعرف نفسك مجدداً”.
يقول كانافان: “أكتب لائحة بمهاراتك ومواهبك. سجل في القائمة كل شيء تستطيع القيام به، مهما كان طفيفاً، ولا تهمل ما يسمى ‘المهارات المعتدلة’.” وعندما تقوم بذلك، “دوّن قائمة بأمور لا تجيدها تماماً، وتأمل فيما إذا كنت بحاجة لصرف بعض الوقت والجهد والمال لتعمل على تطويرها.”
تعمل هاتان اللائحتان كتذكير لقيمتك، وما يمكنك أن تطوره في نفسك، حسبما كتب في عموده.
ثانياً، ضع أهدافاً تطابق الأمور التي تجيدها، حسبما يوصي كانافان. ويتابع: “تأمل جيداً فيما تريد حقاً أن تصل إليه في الحياة والعمل. ثم حاول أن توفق ما بين القائمة الأولى من المهارات والمواهب وبين المهام ذات المغزى التي تريد الوصول إليها.”
ويضيف: “هل تفتقد إلى شيء أنت بحاجة إليه؟ حسناً، راجع الخطوة الأولى وقرر ما تحتاج إلى إستثماره في نفسك لتتحسن في تلك النواحي.”
وأخيراً، كما كتب كانافان، ابدأ بالأمور الصغيرة. قم بتجزئة الأهداف التي وضعتها لنفسك لتبني منها نقاط تحول، ومهاما أصغر.
“لماذا؟ لأنه عند اهتزاز الثقة بالنفس، فإن آخر ما تريده هو الفشل في مهمة ما أو خطوة كبرى في حياتك. تحتاج إلى شحن تلك البطارية ثانية. فابدأ بأمر بسيط يسهل الوصول إليه، وحاول أن تبدأ بتشييد البنيان من هناك. إن إنجاز المهام الصغرى سيساعدك في بناء الثقة بنفسك،” كما يقول.
وينصح كانافان بالحفاظ على جدول يضم تلك النجاحات الصغيرة. وكتب في مقاله: “إن ملاحظة التقدم الذي تحرزه في النجاحات التي تحققها سيعزز من ثقتك بنفسك بدرجة أكبر.”
المصدر : BBC Capital