درس العلماء النتائج التي تمخضت عنها رحلة مسبار “روزيتا” إلى كويكب ” تشوريوموفا – غيراسيمينكو”،
فتوصل هؤلاء إلى استنتاج مفاده بأن كل الاحتياطيات من الغازات النبيلة أو الخاملة في أرضنا قد يكون مصدرها كويكبات.
وهناك افتراض علمي يفيد بأن كويكبات قد أتت بالغازات النبيلة مثل الأرغون والكريبتون والهيليوم والنيون غيرها إلى أرضنا وهي بعد فتية.
يذكر أن الغلاف الجوي الأرضي يضم، إلى جانب الاكسيجين والنيتروجين (الآزوت) وثاني أكسيد الكربون، كمية صغيرة مما يسمى بالغازات النبيلة أو بالاحرى الغازات الخاملة. ومن مميزات تلك الغازات عجزها عن تشكيل اتحادات مع غازات أخرى ، الأمر الذي يمكّن العلماء من استخدام ولو جزء ضئيل من تلك الغازات في باطن كواكب المنظومة الشمسية وغيرها من الأجرام الفضائية مثابة “جواز سفر” يدل على انتمائها.
وقد أتيحت للعلماء فرصة قراءة “جواز السفر” هذا حين وصل مسبار “روزيتا” إلى كويكب ” تشوريوموفا – غيراسيمينكو”. فبعد دراسة ذيل الكويكب اكتشف فيه الباحث مارتي وزملاؤه من جامعة لورين الفرنسية كميات كبيرة من غاز الأرغون.
وقال مارتي إن تلك الكمية من الأرغون تدل على أنه (أي الأرغون) كان قد نقل إلى كوكبنا الأرضي بواسطة كويكبات سقطت على سطحه منذ نحو 4.2 – 3.8 مليارات عام.
وعلاوة على ذلك فإن حصة الأرغون في الكويكبات ساعدت العلماء على تحديد كمية الأحماض الأمينية التي كانت قد أتت بها إلى الأرض. وتعادل تلك الكمية من الأحماض الأمينية نحو 600 مليون طن، ما يمكن مقارنته بالكمية الإجمالية لكتلة كل المخلوقات الحية القاطنة الأرض.
ويرى العلماء أن شربة كثيفة متألفة من الأحماض الأمينية ساعدت على ولادة الحياة في المحيط المائي البدائي لكوكبنا.
وتعزز تلك الاستنتاجات مواقف الذين يعتبرون أن الكويكبات وليس النيازك لعبت دورا محوريا في نقل المواد العضوية والغازات الخاملة إلى الأرض وغيرها من الكواكب القريبة منها.
RT