نقتنع بصورة عامة بأن العصافير المهاجرة تملك بوصلة داخلية تسمح لها بالتحرك ضمن الوجهات الصحيحة :
أي نحو الجنوب في الشتاء ، ونحو الشمال في الصيف ، ويجب الاستنتاج أنه خلال عدة انقلابات مغناطيسية أرضية حدثت منذ وجدت العصافير ، قامت تلك المجموعة من الطيور بهجرة منتظمة .
وقد حيرت تلك الظاهرة العلماء ، فقام عالمان ألمانيان بإجراء تجارب بينت أن العصافير لا تميز الجنوب الممغنط من الشمال الممغنط ، تم وضع العالمان مجموعة من الحساسين لدى هجرتها داخل أقفاص خاصة حيث تم تعديل الحقل المغناطيسي حسب رغبة العالم ، في المرحلة الأولى من التجربة قام العالمانى وغيرا الحقل المغناطيسي ، ومحور الأرض بنسبة (+) 66 درجة ، ثم أطلق سراح الحساسين فاتجهت حسب محور نسبته 29 درجة شمالاً ، فالعصافير إذا لا تميز القطب المغناطيسي الشمالي من القطب المغناطيسي الجنوبي ، مما يشير إلى أن العصافير تتبين وجهتها بواسطة زاوية انحناء محور الأرض .
ومن بين تجارب العلماء واحدة أكدت ما سبق وهي : في حال بلوغ انحناء المحور درجة صفر تضل العصافير وجهتها ولا تعلم أبدا أية وجهة تتبع .
إن بوصلة العصافير تسمح بتحديد المحور الشمالي – الجنوبي ، لكن كيف تميز العصافير بين الشمال والجنوب؟؟ يعتقد البعض أن العصافير تستدل بواسطة العلو والتدني .
إن موضع العصفور في القطب الشمالي بالنسبة للمحور الشمالي – الجنوبي يخلق زاويتين تشير الصغرى منهما إلى العلو أي إلى الشمال الجغرافي . إنما هناك مشكلة برزت أمام العلماء هي أنه عندما يكون العصفور في منطقة خط الاستواء يبقى عادة في القطب الشمالي ، فهناك أنواع أخرى من العصافير تمر بأقطاب عديدة أثناء هجرتها ،وقد لا قت هذه الطيور الطريقة الفضلى كي تسترشد دون أن تضل فما هي هذه الطريقة .إذا ؟.. سؤال يجيب عنه المستقبل .
رجل يحدث العصافير بلغتها
عمل جدير بالتقدير ،قام به الموظف المتقاعد في سكة الحديد، هنري غراس ( 85 سنة ) ، فقد حصص أكثر أوقاته لدراسة لغة العضافير ، ومحاولة تقليد اصواتها ، فرصد تنقلاتها ،ونصت إليها ، مسجلا دعاءها ،وغناءها .
هنري غراس رجل ريفي، رفيقه دربه دراجة قديمة ، تنقله إلى أمكنة عمله المتعددة فقد قام هذه العالم الفطري ، بوضع حمين لغة ” عصفورية” مختلفة ،ومع هذا ،فهو يشعر بقراره ذاته بأت العصافير تسحر منه لكنه ، مع مرافقة هذا الشعور له – يلبي طلبات أكثر زائرية ، يسمعهم اكثر من مجموعة موسيقية بواسطة آلة قديمة هي كناية عن صفارة متعددة النغمات ابتاعها من ” الارتيزانا” .
لقد استغرقت تجاربه عدة أشهر ، ذلك أن آلات التسجيل لم تكن متوفرة في ذلك الوقت . ويفضل هنري غراس الاستماع إلى ” كورس” العصافير عند الفجر ،اكثر من الاستماع إلى الاغاني الحديثة .
ومنذ سنوات خفت مقدرة حاسة السمع عنده . ولكي لا يتقاعد من جديد قام بصنع سماعتين هوائيتين من المعدن .وهو حاليا يملك كتبا من المؤلفات الموسيقية هي حصيلة عمله .
ويمكن عن حق اعتباره تلميذ العصافير .. يحدثها باشارات موسيقية شبيهة ” بالمورس”.
فتجيبه مقتنعة بأنه واحد من افرادها ز فلا يهمه أن اعتبر الناس عمله هذا عملا عمليا أم لا ، طالما أنه اختار ما يسره .. أنها فلسفة الرجل السعيد .. ومع كونه يخادع العصافير فإن خداعه يظل خطيئة عرضية .