يعد السفر إلى الفضاء حلم الكثيرين حول العالم، ولكن قد لا يكون هذا الحلم بعيد المنال كما هو ظاهر.
ولمن يرغب في معرفة الصفات التي يجب أن تتوفر في شخص ما ليكون رائد فضاء، خصصت صحيفة “ذي صان” تقريرا يتعلق بهذا الموضوع بالتعاون مع رائد فضاء سابق في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي حلق في الفضاء للمساعدة في بناء محطة الفضاء الدولية.
ولد طوني أنتونيلي في ديترويت بولاية ميشيغان، وانضم إلى ناسا عام 2000، بعد أن عمل كطيار متدرب في البحرية الأمريكية، وبصفته تلميذا فقد “كان جيدا في بعض الأشياء، ومكافحا لتحقيق البعض الآخر، ولكنه بالتأكيد لم يكن نجما”.
ويشير طوني إلى أنه عندما كان في سن التاسعة، كان يعتقد وبقوة أنه سيخطو بقدميه على المريخ يوما ما، على الرغم من أن السفر إلى الفضاء كان يبدو ولفترة طويلة بعيد المنال لمن هم مثل أنتونيلي.
ويقول توني إن هناك العديد من المهارات والصفات الخاصة التي يجب التحلي بها قبل إجراء لقاء مع وكالة ناسا أو وكالة الفضاء الأوروبية، إلا أن الأمر لا يتطلب أن تكون من خريجي أفضل الجامعات مثل أكسفورد أو جامعة كامبريدج لاجتياز الاختبارات.
وأكد طوني بأن هناك مزيجا من المؤهلات والخبرات التي يجب أن يتحلى بها الشخص الذي يريد أن يشارك يوما في رحلة إلى خارج كوكب الأرض، فضلا عن بعض الحظ.
ولكي تكون رائد فضاء، يجب أن تتوفر فيك هذه المهارات والسمات وفقا لطوني:
– تحتاج إلى أن تتمتع بصحة جيدة: فأنت لا تحتاج لتبدو وكأنك أرنولد شوارزنيغر، ولكن عليك أن تكون في حالة بدنية جيدة، حيث يكون نظرك سليما وتمارس الرياضة باستمرار، إلى غير ذلك، إذ أنه يجب أن تجتاز الاختبارات الطبية، ومن ثم تأتي عقبة “المقابلة”.
– عليك أن تتمتع بشخصية “اجتماعية”: تقنية ناسا في استجواب رواد الفضاء المحتملين قد تكون مفاجئة، حيث يقول طوني بأنها ستطرح على المختبر سؤالا واحدا هو:”حدثني عن نفسك”، وهذا السؤال قد يكون بسيطا ولكنه أحد أهم الحيل النفسية المستخدمة في المقابلات، بحيث يمكنه الكشف عن شخصيتك الحقيقية بما في ذلك التعامل مع الآخرين، وإمكانية العمل ضمن فريق.
– يمكنك أن تخاف من المرتفعات: تتواجد محطة الفضاء الدولية على بعد 240 ميلا من سطح الأرض، لذلك قد تعتقد بأن رواد الفضاء لا يهابون المرتفعات، ولكن الحال ليس كذلك، فطوني الذي كان في الفضاء ضمن بعثتين مختلفتين، يخاف فعلا من المرتفعات، وبحسب قوله فإن الأمر الأكثر رعبا كان صعود المركبة الفضائية والتي تصل إلى ارتفاع 195 قدما على متن الصاروخ الذي سيحملها.
– يجب أن تحب كونك محط اهتمام الآخرين: إذ عليك أن تقبل بأن تكون مراقبا من قبل الكثيرين على الأرض في كل لحظة تقضيها في الفضاء، فالرواد على متن محطة الفضاء الدولية يخضعون لتجربة الجاذبية الصغرى، وهو اسم لمستوى منخفض جدا من الجاذبية التي تسمح لهم بأن يسبحو وسط المحطة.
وطوال تواجدهم في المحطة ودراستهم لظاهرة الجاذبية الصغرى وتأثيرها على الجسم البشري، فهذا يعني أنه سيتم تتبعهم عبر الكاميرات والاتصال الصوتي المستمر فضلا عن التحكم في مهماتهم وتصرفاتهم داخل المحطة من الأرض.
وكالات