لكل طفل حاجاته الفيزيائية الخاصة ، وعليه ، يجب أن يعي الأهل كيفية اختيار الأصناف الغذائية المناسبة لأولادهم ذلك كي ينعموا مستقبلاً بصحة جيدة وجسم سليم ، بحسب الإحصاءات الأخيرة ، حالات الحساسية المفرطة على الأطعمة أو مشاكل الجهاز الهضمي في تزايد مستمر لدى الأطفال ..
واليوم ، نطرح السؤال : كيف نجيد اختيار أصناف الحليب المناسبة للصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ال 5 وال 12 شهراً ؟ وهل من منتجات كفيلة بمحاربة الإضطرابات الأيضية لدى الأصغر سناً ؟؟
في الواقع ، بات معظم الأمهات العصريات يلجأن إلى اختصاصي الصحة والتغذية لحل المشاكل الهضمية ( أو غيرها ) والتي قد تواجه صغارهن . كون الأم اليوم ترفض الإرضاع أو لا تستطيع الإرضاع ، قد حقق الطب تطوراً ملحوظاً في مجال تأمين التغذية المناسبة للأطفال .
يحاول الخبراء تصنيع بعض أصناف الحليب انطلاقاً من حليب البقر الطازج وفق تركيبة تشبه تركيبة حليب الأم ، حاليا تتوفر عدة تركيبات تتكيف والمشاكل التي قد تعترض الطفل ، من الإضطرابات الهضمية إلى الحساسيات الغذائية ، وصولاً إلى الأمراض الوراثية ، إنما تكمن مشكلة الساعة في توفر أكثر من 170 مرجعاً أو صنفاً من الحليب الخاص بالأطفال ، في السوق .. ما قد يثير الحيرة لدى المستهلك أو يمنعه حتى من إيجاد الصنف المنشود .. أثبتت الإحصاءات الأخيرة بأن 60 % من الحوامل يقلقن للغاية بشأن اختيار التغذية المناسبة للطفل العتيد ويبحثن بشكل جد دقيق وعلمي عن المعلومات الكافية في حين يلجأ 90 % منهن إلى استشارة الصيدلي .
تأمين المعلومات الواضحة والكافية :
قد استهل خبراء تغذية الطفل دورات موسعة لتنشئة الصيادلة وتزويد الأهل بالمعلومات المناسبة بفضل كتيبات عملية تعنى بالإضطرابات الغذائية المحتملة .
وقد طرحت اليوم في الصيدليات والمراكز المختصة عدة مجموعات من المنتجات الغذائية وأصناف الحليب الخاصة بالرضع ، إنطلاقاً من المبدأ التالي : ” كل طفل فريد من نوعه وتساهم نوعية تغذيته في سلامة صحته مستقبلاً ” .
لمقاومة المغص :
بحسب أطباء الأطفال ، يجب إعادة النظر في قرار تغيير صنف الحليب في مرحلة الرضاعة ، وذلك في 80 % من الحالات ولعدّة أسباب ..
إلى جانب أصناف الحليب ( للسن الأولى والثانية ) المتوفرة للأطفال السليمين والذين لا يعانون من أي مشاكل هضمية ، نجد اليوم تركيبات صحية تطابق احتياجات كل من الرضع ، هكذا تعالج المنتجات المصنوعة أساساً من الصويا المدعمة بال ل – ميتيونين ( L-Methionine ) مشاكل المغص لدى الرضع والعائدة على الأرجح إلى عدم نضوج الجهاز الهضمي ، ما يؤدي إلى سوء هضم اللاكتوز والبروتينات المتواجدة في حليب البقر وهنا ، يؤكد الخبراء بأنها مشكلة تتعلق بالتكيف الغذائي لدى الرضيع ، أما قلق الأهل الشديد فيساهم في استمرار هذا الخلل أو المرض المذكور .
بحسب طب الأطفال : ثمة مشكلة هضمية أخرى ، ربما طفيفة ولكنها غالباً ما تظهر في خلال العام الأول : التجشؤ أو ارتداد الطعام تلك الحالة غالباً ما تزول بين سن ال 12 وال 18 شهراً ( متى بات الطعام صلباً والطفل في وضعية عمودية ) ولكنها أحياناً قد تدل على التهاب أو إضطرابات في المريء عندها ، يوصي الخبراء بحليب مضاد للإرتدادات ويحتوي مادة معدنية للحساسية إنما مكثفة في آن : نشاء الأرز ، فهو يسمح برضاعة سهلة ويتنذف الكازيين في المعدة في حال الإصابة بإمساك ( Constipation ) يقترح الخبراء صنفاً من الحليب الجد غني باللاكتوز ( 100 % من اللاكتوز و 60 % من البروتينات القابلة للذوبان ) وعلى العكس في حال الإصابة بإسهالات عادية أو خفيفة ، ينصح بحليب خال من اللاكتوز والسكروز إضافة إلى محلول لإعادة التمييه .
إن كان طفلنا من النوع ” الشره ” فثمة حليب يثير الشعور بالإمتلاء المعدي وذلك بلا التزويد بوحدات حرارية زائدة وهذا الصنف لا يؤدي إلى اعتياد أو إدمان المذاق الحلو .
أما للوقاية من الحساسيات الغذائية المحتملة لدى الطفل ، فقد ابتكر الخبراء صنفاً من الحليب قد خضعت بروتيناته ( الكازيين ومصل اللبن ) إلى تحليل جزئي بالماء (، Hydrolisis ) ، مما يسمح بالتخفيف من قدرتها المستضدية ( Antigenic ) .
إنما ، ثمة أطفال يعانون مسبقاً من حساسية حيال بروتينات حليب البقر ، أو التهاب الجلد الإستشرائي Atopic ) Dermatitis أو حتى من الإسهال المزمن أو سوء امتصاص الدهون ، بالنسبة لهؤلاء ، ينصح الخبراء باستبدال الحليب المعتاد بصنف غذائي خاص بالحمية ( خال من اللاكتوز وبروتيناته محللة بالماء بشكل كامل ) .