بالرغم من السعادة التي يشعر بها البعض عند توجهه للمطار للسفر إلى بلد آخر وقضاء إجازة ممتعة مع الأهل والأصدقاء، يشعر آخرون بالقلق، بل وربما في بعض الأحيان بالرعب من ركوب الطائرة.
تعرف هذه الحالة باسم “فوبيا الطيران”، وتكاثرت أعداد الذين يخشون من هذه الحالة، خاصة بعد انتشار الأخبار المفزعة عن حوادث سقوط الطائرات، مثل الماليزية الأخيرة، وتحطم الطائرة الألمانية فوق جبال الألب الفرنسية مؤخرا.
وكان من بين أهم العوامل التي أدت إلى تعزير هذه الظاهرة تركيز وسائل الإعلام على حالات سقوط الطائرات أو إختفائها، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص يمتنعون عن ركوب الطائرات، والتوجه الى استخدام وسائل اخرى للسفر قدر الإمكان. إلا أن هذا الخيار ليس سهلا للجميع، نظرا للمسافات الهائلة بين بعض الدول، والتي لا يمكن قطعها إلا باستخدام الطائرات.
وتنتج هذه الحالة النفسية بالنسبة لبعض الركاب بسبب الغموض الذي يلف عملية الهبوط والاضطرابات الجوية والطيران عبر العواصف الرعدية والضباب، في حين أن كل هذه الأمور تعد أشياء طبيعية، والطائرة مجهزة بوسائل للأمان والسلامة والتعامل مع مثل هذه الأحوال، بالإضافة إلى أن الطيارين على خبرة كبيرة للتعامل مع هذه الظروف.
ولكن كيف يمكن التغلب على فوبيا الطيران؟
أولا يجب معرفة أن هذه الحالة تعد أمرا مكتسبا، من خلال التجارب الشخصية أو تجارب الآخرين، ولا يُولد الإنسان بهذا الشعور الداخلي، بل إنه يزداد لديه مع الوقت، مع قراءة الأخبار المفزعة أو التعرض شخصيا إلى اهتزاز الطائرة نتيجة مرورها بالمطبات الجوية أحيانا بسبب ظروف الطقس.
وتبدأ الأسئلة تتداعى على رأس الشخص، مثل ما الذي يُمكّن الطائرة من البقاء في السماء دون أن تقع؟ وهل قبطان الطائرة مدرب جيدا على مواجهة كافة المخاطر؟
هنا علينا أن نذكر أن احتمالية أن يموت الانسان في حادث طيران هي تقريبا 1 من 11 مليون فقط، بينما احتمالية أن يموت الشخص بحادث سيارة هي 1 من بين كل 5000، وهذه بالتأكيد نسبة أكبر بكثير من الأولى، وهذا يؤشر بوضوح إلى ندرة حوادث الطائرات ويشير إلى سلامة استخدام الطائرات.
ويقول الناس دائما: “نحن نفقد قدرتنا على التحكم في الطائرة وعلى الظروف حولنا ونحن فيها، ولكن لدينا بعض السيطرة عندما نقود السيارة أو نكون من ركابها. هذا غير صحيح بالمرة، فحتى لو تمكن الإنسان من السيطرة على سيارته، لن تكون لديه أية سيطرة على السيارات الأخرى التي يمكن أن تصطدم بسيارته.
وللتغلب على حالة الخوف الشديد من الطائرات يلجأ العديدون لتلقي العلاج النفسي، حيث يستعين الطب النفسي بتقنيات كالتأمل والاسترخاء والخيال المُوجّه. أيضا اختيار شركة الطيران الأنسب يبعث على الكثير من الراحة النفسية، لذا على الجميع التروي قبل التوجه الى شركة طيران معينة.
ومن الأمور الهامة أيضا فإن تناول وجبة غنية بالعناصر الغذائية قد يساعد في النوم أثناء الرحلة. ويجب تجنُب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتي تعمل على زيادة التوتر، واستبدالها بالماء، وقد تكون بعض الأدوية من الحلول المناسبة أيضا في بعض الحالات، مثل المهدئات.