لزيادة فرص الحمل، يجب الأخذ بعين الاعتبار عدّة عوامل، أهمّها اختيار الوقت المناسب للّقاء الحميم ونوع البويضة وحالة الزوجة النفسية ووزنها…
تعرّفي على الوسائل التي تساعدك على تحديد الوقت المثالي والظرف المؤاتي لتحقيق هذه الغاية.
فرص واحتمالات الحمل
يؤكّد الدكتور أشرف أبو لوز، استشاريّ أمراض النساء في جامعة السادس من أكتوبر، أنّ هناك عوامل تؤثّر على عمليّة حدوث الحمل، من بينها نوع البويضة ورحلتها داخل قناة فالوب، ونوع الحيوان المنوي وقدرته على تلقيح البويضة واستعداد أنسجة الرحم لقبوله، كما وسنّ المرأة.
وهنا يشير الاستشاريّ إلى أنّ قابليّة البويضة للنموّ والاستقرار داخل الرحم تقلّ بعد سنّ الخامسة والثلاثين.
ويشير إلى أنّ احتمالات حدوث الحمل لزوجة في العشرين من عمرها في كلّ دورة لا تزيد على 25 %، بينما تصل لغاية 5 % فقط لدى المرأة فوق الأربعين.
تجنّب الاضطرابات على كلّ الأصعدة
من جهتها، تتّفق الدكتورة أمال أبو بكر، استشاريّة أمراض النساء في طبّ الأزهر، مع كلام الدكتور أشرف أبو لوز، مؤكّدةً أنّ الإنجاب ضرورة حيويّة لا للمرأة فقط، ولكنْ للرجل أيضاً، وللمجتمع ككلّ. لذا يجب تجنّب، قدر الإمكان، الاضطرابات النفسية والعصبية والإصابات البكتيرية والسفر بالطيران لفترات طويلة، والرياضات العنيفة، التي تؤثّر كلّها على هرمونات الإنجاب، وتؤدّي إلى تأخير أو منع التبويض. كما وتفيد الدكتورة أبو بكر أنّ المرأة التي يقلّ وزنها عن المعدّل الطبيعي بنسبة 20 %، غالباً ما تعاني من اضطرابات في مواعيد الدورة وأحياناً توقّفها.
الدورة الشهريّة وفترة الإخصاب
من جانبه، يستطرد الدكتور شريف خطّاب، أستاذ أمراض النساء والتوليد في كلّية طبّ قصر العيني ورئيس مركز مصر الدولي للخصوبة وأطفال الأنابيب، فيؤكّد أنّ البويضة عادةً ما تفرَز في جسم المرأة كلّ 28 يوماً، وذلك في منتصف الشهر، الذي يبدأ في أوّل يوم للدورة. أمّا التبويض فيحدث من 12 إلى 14 يوماً قبل موعد الدورة الجديدة، ولكنْ لهذه القاعدة استثناءات عدّة يجب أخذها بعين الإعتبار عند محاولة الحمل.
كما يلفت الدكتور خطّاب إلى أنّ من أهمّ الحقائق التي توصّلت إليها الأبحاث الأخيرة هي أنّ فترة الإخصاب تمتدّ لمدّة عشرة أيّام، منها يومان أو ثلاثة بعد حدوث التبويض، من بداية دخول البويضة إلى قناة فالوب. كما وأنّ الحيوان المنوي يعيش 7 أيّام، حتّى ولو كان يفقد قدرته على الإخصاب خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر.
قبل يومين من التبويض
بدوره، يؤكّد الدكتور عمرو العبّاسي، الأستاذ في المركز القومي للبحوث، أنّ احتمالات الحمل تزيد عندما يتمّ اللقاء الحميم قبل يومين من التبويض. ويشير أيضاً إلى أنّ الأزواج الذين يمارسون اللقاء الحميم بصورة متكرّرة قبل التبويض، يملكون فرصة أفضل للحمل، ولكنْ يُفضّل أن تتمّ العلاقة الحميمة كلّ 48 ساعة، ليكون الحيوان المنوي قويّاً. كما ويجب ألّا تطول تلك الفترة عن 48 ساعة، ذلك أنّ الحيوانات المنويّة، ببقائها في العضو الذكري لمدّة طويلة، تفقد حيويّتها وفعاليّتها.
ما هي الدورة الميقاتيّة
يختلف الدكتور محمد منير، استشاريّ أمراض النساء والتوليد في جامعة القاهرة، مع الكلام السابق مؤكّداً أنّ التبويض يحدث في اليوم الرابع عشر لبدء الدورة، لكنّ المشكلة تكمن في أنّ عدداً قليلاً جدّاً من النساء يتمتّعن بميزة الدورة الميقاتية، وهي التي تحدث كلّ 28 يوماً. هنا تجدر الإشارة إلى أنّ مدّة الدورة الطبيعية هي فعليّاً 29.5 يوماً، وقد يحدث اختلاف زمني من امرأة إلى أخرى، يتراوح ما بين 24 و36 ساعة. لكنّ الواقع يؤكّد أنّ الدورة تختلف من شهر إلى آخر، حتّى بالنسبة للسيّدة العادية، وبالتالي يصبح من الصعب عليها تحديد موعد التبويض.
وفي محاولة للتغلّب على هذه المشكلة، يشير الدكتور منير إلى أنّ هناك أكثر من وسيلة متوفّرة لاكتشاف حدوث التبويض، من بينها شريط اختبار التبويض الذي يعتمد على مبدأ تغيّر لون الشريط إلى الورديّ، عند تعرّضه للبول، بسبب إفراز هرمون ملوتن Luteinizing، الذي يؤدّي إلى حدوث التبويض خلال 24 ساعة.
مع ذلك، يُفقد اختلاف طول الدورة شريط الاختبار فعاليّته في إمكانيّة تحديد التوقيت المناسب للّقاء الحميم.
ويرى استشاريّ أمراض النساء أنّه بإمكان السيّدات فحص السوائل التي يفرزها عنق الرحم لتحديد مراحل الدورة وفترات الإخصاب والتبويض، مؤكّداً أنّ أفضل فترة لحدوث الحمل هي التي يكون فيها المخاط نقيّاً ولزجاً ومطّاطياً في لون بياض البيض، وأنّ السائل يتحوّل إلى مخاط جافّ سميك أشبه بالإسمنت المطّاطي بعد حدوث التبويض.
كما ويؤكّد أنّ هذه الوسيلة تصلح فقط للسيّدات اللواتي يتمتّعن بدورة شهريّة منتظمة، علماً أنّ بعض العقاقير، مثل مضادّات الهيستامين، تمنع ظهور هذه الإفرازات.
وكالات