ينحصر دور المعدة في هضم كل ما يصل إليها … ولكن ، ضمن شروط كهذه ، لماذا لا تقوم بعملية هضم ذاتية ؟ .. لماذا لا تهضم نفسها ؟ ..
يمكن الإجابة عن سؤال كهذا ببينة واحدة : أن أنواع قرحة المعدة ما هي سوى نتيجة الهضم الذاتي للمعدة .
لكن هناك ما يبرهن على أن المعدة وهي في حالة جيدة لا تقوم بعملية هضم ذاتي .
أن الـ «Sug gastrique» الذي هو عامل من عوامل إبادة الأغذية في المعدة يحتوي على ” أسيد الكوريدريك” الذي يفرزه غشاء الغدد ، فيفعل فعله في ” البسينوجين” الذي يفرزه غشاء الغدد أيضاً ، مما يشكل معظم العصير المعدي الذي هو مادة الهضم الأساسية .
وتدخل ” أسيد الكلوريدريك” ذرات من الهيدروجين هي أشد خطورة من أسيد الكلوريدريك نفسه . فتتحرر تلك الذرات عندما يتجزأ تلك الأسيد أثناء عملية الهضم .
وتتوقف ذرات الهيدروجين أثناء مرورها عند حاجز يمنع الهضم المعوي الذاتي ، ويؤلف هذا الحاجز الغطاء الأعلى لغلاف الغدد الذي يتألف من خلايا معينة تشكل الحاجز الذي تتوقف عنده ذرات الهيدروجين ، وقد جرت تجارب أظهرت أن خلايا هذا الحاجز شبيهة بخلايا سائر الجسم الإنساني . وجديد بالذكر أن الحاجز هذا لا يحمي وحده المعدة ضد عملية الهضم الذاتي . أن خلايا الغلاف المعوي تتشقق وتنحل بسرعة ويحل محلها خلايا جديدة ،وخلال أيام ثلاثة يتجدد الجانب المعدي .وتحل خلايا جديدة محل الخلايا التي اتلفتها ذرات الهيدروجين … مما يوضح أن المعدة لا تملك الفرصة لعملية هضم ذاتية .
القرحة والاسبيرين
وللاسبيرين ردة فعل سيئة على جانب المعدة خاصة وهي خاوية ، فإن أسيد ” الساليسيليك ” الذي يتركب منه الاسبرين يعمل على إتلاف غلافها الخارجي ويجرحها . أما الكحول فإنه يسهل عمل الاسبرين . لهذا فإن الأطباء يحذرون من شرب الاسبيرين مع الكحول.
وليس التبغ مسؤولا عن سرطان مجاري التنفس فحسب بل هو مسؤول عن قرحة المعدة أيضاً. فقد بينت دراسات وإحصاءات أن لقرحة المعدة علاقة بالتدخين المتواصل .
وأظهر اكتشاف حديث إمكانية الدور الذي يلعبه النيكوتين في التكونيات القرحية .
وبينت تجارب أخرى أن النيكوتين يمنع إفراز المواد القلوية في البنكرياس .