تباينت ردود الفعل المجمتع السعودي حول قرار سويسرا بحظر النقاب ابتداء من 1 يوليو/ تموز، حيث أكد البعض بأن السعوديين سيبحثون عن مقصد آخر، بينما رأى آخرون أن ذلك لا يتنافى مع الحريات.
وقالت عضو لجنة السياحة السعودية فادية الراشد، لصحيفة “هافينغتون بوست” إن القانون السويسري سيؤثر فيمن هم متمسكون بالنقاب الكامل، وسيبحثون عن وجهة أخرى غير سويسرا، ولكن في الجانب الآخر هناك فئة ستتقبل القرار مضطرين لذلك، خصوصا المالكين لعقارات هناك، ويذهبون سنويا لقضاء الإجازة.
وأضافت الراشد أن “الظروف الأمنية والتهديدات تجبر بعض الدول إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، ونتمنى أن يعم الأمن وتعود الأمور كما كانت”.
من جهتها ذكرت الكاتبة مها الشهري أن “النقاب رمز ديني واجتماعي وللمرأة حق احترام حريتها في ارتدائه، لكن المجتمعات ليست متشابهة في ثقافاتها ونظمها واعتباراتها نحو هذا اللباس، فإذا كانت بعض المجتمعات تكفل هذا الحق للمرأة فالبعض الآخر منها لا يعترف به، بصرف النظر عن كونها مجتمعات متدينة أو خلاف ذلك، حيث أن التدين يختلف نهجه باختلاف ثقافة المجتمعات أيضاً وأنماطها فيما يخص احتشام المرأة بالحجاب”.
هذا وقالت الكاتبة بصحيفة الوطن السعودية سالمة الموشي إنه “ليس بمستغرب أن تقوم سويسرا بهذا الإجراء”، معتبرة أنها قد تأخرت كثيراً في تطبيق قرار بخصوص حظر النقاب خاصة وأن فرنسا سنت في عام 2010 وبموافقة مجلس الشيوخ، قانونا يحظر النقاب واعتباره مخالفة قانونية، وكانت قد سادت موجة رفض واحتجاج على النقاب في أوروبا بدأت بها هولندا ثم بلجيكا.
واعتبرت أن مناقشة هذا الأمر بحد ذاته تدخل في الشأن الداخلي للدول الأوربية والتي سمحت لسنوات طويلة بكافة الحريات الدينية والشخصية، بينما أصبح من الضرورة لديهم الآن فرض هذه الغرامة والحظر بعد تأزم الوضع وتزايد الإرهاب والهجمات الإرهابية وتصاعد مخاوف أمنية من الأشخاص الملثمين أو الذين لا يظهرون هوية الوجه.
وكانت السفارة السعودية في سويسرا دعت رعاياها إلى ضرورة الالتزام والتقيد بقانون حظر ارتداء النقاب في بعض مناطق سويسرا الذي سيطبق ابتداء من 1 يوليو/ تموز.
ووجهت السفارة بيانا رسميا جاء فيه: “تود السفارة التنويه بأن السلطات المختصة في كانتون تيتشينو (المناطق بالإيطالية) الواقع في جنوب شرق سويسرا قد أعلنت أنه سيتم البدء في تطبيق قانون حظر ارتداء البرقع (النقاب) في الأماكن العامة داخل نطاق الكانتون”.
وأضافت أن غرامة مخالفة الحظر قد تصل إلى 1000 فرنك سويسري (1035 دولار أمريكي) وقد تتجاوز هذا المبلغ في الحالات التي يتم فيها الإصرار على ارتدائه.
ودعت السفارة المواطنين السعوديين، إلى “ضرورة الالتزام والتقيد بالأنظمة والقوانين السويسرية تفاديا لحدوث أي إشكالات”.
ويتوجه العديد من السعوديين رفقة عائلاتهم إلى سويسرا، للسياحة والاستجمام مع اقتراب موسم الإجازات الدراسية في المملكة العربية السعودية.
وأورد البيان أيضا أسماء أهم المدن الواقعة ضمن أراضي الكانتون الجنوبي المحاذي لإيطاليا مثل لوغانو ولوكارنو وموغادينو وبيلينزونا وأسكونا ومندريسيو، وهي مدن ازداد الإقبال عليها من قبل السياح السعوديين والخليجيين عموما في السنوات الأخيرة.
وكان كانتون تيتشينو أول كانتون سويسري يحظر فيه ارتداء النقاب في الأماكن العامة إثر موافقة أغلبية من الناخبين عام 2013 على مبادرة تفرض حظرا شاملا على إخفاء الوجه، وحاليا توجد حملة شعبية أطلقتها مجموعة قريبة من حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) لتطبيق هذا الحظر في باقي الأراضي السويسري.
RT