للوهلة الأولى تبدو النجوم منفردة ، لا يربطها رابط ، وهي توجد على شكل تجمعات أطلق عليها العلماء اسم ” قنوانا” لا يمكن تمييز بعضها عن بعض وأكثر هذا ” القنوان” موجود في برج فلكي يدعى برج ” هرقل” ويتألف من 60 ألف نجمة .ومجرتنا التي تبدو كغيم شفاف ، هي كناية عن قنو عظيم الاتساع ،وهي تتألف من ماية ألف مليون نجمة ، وهي بعيدة ولا ترى بالعين المجردة ، شكلها لولبي أطرافها تمتد كالأخطبوط إلى مسافات بعيدة ويتألف قلب المجرة من نحو ألف مليون نجمة ، وقد ساد الاعتقاد أن المجرات اللولبية هي وحدات مستقلة ،لكن هي جزء متمم لتركيب شامل هو الكون .
وتعتبر مجرتنا واحدة من نحو عشرين مجرة ، مرتبط بعضها ببعض عن طريق مجالاتها الجاذبية ،ومن العسير دراستها تفصيليا ، لأنها تمتد في أعماق الفضاء… لذلك اتجهت الأفكار للتعاون مع عشر جامعات أميركية ، ووكالة المراصد لجنوبي أورويا ومجموعة مشتركة بين بريطانيا وأوستراليا ، لسد هذا الفراغ . مم تتركب مجرتنا؟…
تتألف مجرتنا من نواة في القلب على شكل غيمة من النجوم ، تبلغ سماكتها نحو 15000 سنة ضوئية ،وقطرها 30,000 سنة ضوئية ،وعند النواة تبلغ كثافة النجوم ضعفي ما هي عليه عند مركز الشمس هي تقع على بعد 10,000 سنة ضوئية خارج النواة .
وأذرع المجرة الرئيسية وتبلغ المسافة بين كل ذراع والأخرى 6500 سنة ضوئية ،وقطر الذارع الواحد نحو 2500 سنة ضوئية . أما الذراع الداخلية فتقع على بعد 15000 سنة ضوئية من مركز المجرة .
والثانية على بعد 21000 سنة ضوئية ،والثالثة على بعد 27000 سنة ضوية ،وتدعى هذه الأخيرة ” ذراعا برج الجبار والدجااجة” ويلي هذه الاذرع الثلاث ذراع رابعة مستديرة على بعد 35000 سنة ضوئية ، وخامسة على بعد 40,000 سنة ضوئية ،وقد يكون العنصر الرئيسي ، لتركيب هذه الأذرع غيوم من الغاز تتولد منها الغيوم .
وقد صعب على الفلكيين النظر من خلال قلب المجرة ذلك أنه محشو بالنجوم والغبار الكوني .وبواسطة الموجات الراديوية التي يطلقها الهيدروجين تمكن فلكيان هولنديان من سبرغور النواة الغريبة ، فوجدا أن هناك عجلة من الهيدروجين تدور بسرعة فائقة ، وأن غاز الهيدروجين يملأ الفراغ ما بين النجوم على بعد 15000 سنة ضوئية .
وقد مكنت الموجات الراديوية في الهيدروجين العلماء من دراسة كيفية انتشار هذا الغاز في الفضاء النجمي ،والغاز هذا بشكل اللبنة الأولى في بناء جميع أنواع المادة في الكون . أما طول موجة الهيدروجين الثقيل فيبلغ 92 سنتم . ( مقتبس من بحث للاستاذ نقولا شاهين)