لا تكاد تكون هناك شابة أو امرأة وشغلها الشاغل العناية بجمالها أو حماية هذا الجمال عبر أدوات ووسائل شاعت وكثرت حتى باتت تنفق مبلغاً ليس بالقليل على شراء مستحضرات ومساحيق التجميل التي تعددت تسميتها وتركيبتها والهدف من استخدامها كما أن الأمر لا يقتصر على السيدات فقط ، فالرجال لهم باع طويل في الأمر من استخدام كريمات الترطيب إلى معطر ما بعد الحلاقة ومزيلات العرق وغير ذلك من مسميات عديدة إضافة إلى أن هناك من يستخدم مساحيق وأدوات من إنتاج ماركات معروفة ومشهورة ، إلا أن الغير يتجه لاستخدام تلك المقلدة كون سعرها أقل وهي كما يعتقدون تؤدي عمل الأصلية نفسه .
الصحة والطب طرحت قضية استعمال المستحضرات التجميلية الأصلية والتقليدية وخطورة استخدام كل منها على صحة الإنسان وحاورت الأطباء ذوي الإختصاص الذين أكدوا أنه كما أن لهذه المستحضرات إيجابياتها فإن لها أيضاً سلبياتها على الجلد والبشرة ، عدا أن هناك أنواعاً تشمل تركيبات تؤدي إلى أمراض جلدية وغير ذلك .
تفاعلات التركيبة :
يقول الدكتور علي التكمجي أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية إن الكثير من المواد الكيماوية والعشبية تدل في صناعة العطور ومواد التجميل ، وبعض هذه المواد قد تسبب أنواعاً من التفاعلات كالحساسية اللمسية والتهيج الجلدي ، وفي أحيان أخرى تؤدي إلى تغير في لون البشرة وظهور بقع غامقة وسوداء خاصة في المناطق المعرضة لأشعة الشمس حيث تبدأ هذه التأثيرات من البسيطة على شكل احمرار أو تقشر لتتطور إلى التهابات شديدة تحتاج إلى علاج طبي مكثف كما أن هناك تأثيرات على المدى الطويل قد تؤثر في البشرة في حال تكرار الإلتهابات .
وأشار إلى أن المستحضرات الأصلية أو الماركات المعروفة التي تخضع لاختبار في مختبرات كبيرة ، بالإضافة إلى أن مستحضرات التجميل والكريمات لا تشكل أية خطورة حقيقيى على البشرة ما دامت سارية الصلاحية ، في حين وعند انتهاء صلاحية مفعولها تتفكك كيماوياً وتتحلل إلى عدة عناصر قد تزيد من خطورة الإصابة بالتحسس أو التهيج ، أما المستحضرات غير الأصلية ولكنها لا تخضع للإختبار المخبري فإنها تكون سبباً في كثير من التفاعلات الجلدية .
وبالنسبة لدور مواد التجميل في تسريع شيخوخة البشرة كما جاء في إحدى الدراسات العالمية فأوضح أنه من المفترض أن مستحضرات التجميل تعمل على تعطل شيخوخة الجلد ، كما أن أكثر المواد المستخدمة هي وقائية كون شيخوخة الجلد جارية شئنا أم أبينا ، حيث أن لكل نسيج عضوي في الجسم عمراً معيناً تحدده عدة عوامل أهمها العامل الوراثي ثم البيئي ، وقد أثير في السنوات الأخيرة أمر مضادات عملية الأكسدة المسببة للشيخوخة التي تعطى عن طريق الفم وليس على شكل مستحضرات جلدية التي هي موضعية وتعمل على ترطيب الجلد ومنع جفافه حيث تساعد على إبقاء الألياف حيوية ( الكولاجين ) .
وذكر الدكتور التكمجي إن حدوث البثور بعد استعمال مستحضرات التجميل سببه وجود جزئيات دهنية كثيرة تعمل على غلق فتحات الغدد الدهنية الجلدية ، وتسبب ظهور الرؤوس البيضاء كما هو الحال في حالات حب الشباب إن هذا الأمر شائع بين الأشخاص الذين لم يكن لديهم تاريخ لبثور حب الشباب خلال فترة المراهقة ، وفي هذه الحالات ننصح بمراجعة الطبيب لاستخدام العلاج المناسب وتجنب استخدام مثل هذه المواد التجميلية خاصة المرطبات الجلدية كما أنه وحسب اعتقادي لا توجد علاقة بين سرطان الجلد ومستحضرات التجميل حيث أن هذا المرض سببه أشعة الشمس الطويلة ( UVA ) بناء على نظريات ثابتة .
وأوضح أن الجلد يحتاج إلى حماية من أشعة الشمس لدرء تأثيراتها حيث أن أشعة الشمس تؤثر في البشرة البيضاء أكثر من الحنطية أو السمراء التي نادراً ما تتعرض لحروق أشعة الشمس عكس البشرة البيضاء التي تتعرض لحروق شمسية ، وفي حال تكرارها وعلى المدى الطويل فإنها تؤدي إلى تغيرات جلدية أخرى ، لذلك فإنه ومن الأفضل استعمال الواقي عند التعرض لأشعة الشمس الطويلة ، إضافة إلى المرطبات الجلدية والمقويات ( Tonic ) التي تعمل على شد البشرة .
أما بالنسبة لاستخدام المواد العشبية كبديل عن المواد الكيماوية التي تدخل في تركيب المستحضرات فإنها جيدة نظرياً ، ولكن في واقع الحال لا يخلو أي مركب من مواد كيماوية مضافة حتى ولو كان مصدرها مواد عشبية ، كما أن مستحضرات التجميل المستخرجة من موادعشبية لا تخلو من احتمال حدوث تفاعلات جلدية ، وأوضح أنه عند اختيار نوعية المستحضر يجب تحديد نوع البشرة حيث تكون في الغالب دهنية أو جافة ، أما الطبيعية الخالصة فهي نادرة جداً ، كما أن البشرة الدهنية لها مشاكلها وبالتالي يجب على الشخص التأني قبل استعمال المساحيق التي لا تلائمها وبالتحديد خلوها من الزيوت والدهون ، في حين أن الشرة الجافة فهي عادة تكون حساسة أكثر ومعرضة للجفاف بصورة أكبر عند استعمال المساحيق غير المناسبة .
حساسية التلامس :
ويرى الدكتور ماجد صلاح الدين أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية أن الجلد هو المرأة الصادقة لصحة الإنسان ونضارته ، ولما كانت المرأة تهتم كثيراً بالجمال وتعتبره عنواناً للثقة وإثباتاً للذات فإننا نجد الفتيات حريصات باستمرار على إبراز الجمال ، ولكن الغريب في الأمر أن بعضهن يخطئن الطريق مما يؤدي إلى نتائج غير مرجوة .
وقال إن مواد التجميل من عطورات وكريمات ربما لا يحدث ضرر منها إذا استخدمت لفترات قصيرة ومناسبة للبشرة أما إذا كانت هذه المواد غير أصلية ( مقلدة ) أو منتهية الصلاحية فإن تفاعلها وأضرارها على الجسم تكون عنيقة حيث تسبب زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس وربما تؤدي إلى تغيير لون البشرة في بعض المناطق إضافة إلى حساسية التلامس الجلدية .
أما عن أضرار المكياج غير المباشرة فتكمن في أن استخدامه بشكل يومي يؤدي إلى انسداد فتحات الغدد الدهنية التي تنتشر أعلى البشرة خاصة لدى النساء ذوات البشرة الدهنية ، كما أن احتكاك المكياج بالبشرة مع التعرض المستمر لأشعة الشمس قد يؤدي إلى تغيير في سرعة تكوين خلايا الجلد مما يجعله أكثر عرضة لأي تغييرات سرطانية مستقبلية ، كما أن بشرة الفتاة في السن الصغيرة تكون كبشرة الطفل ويجب التعامل معها بحذر شديد لأنها تتأثر أكثر من غيرها بكل العوامل البيئية من شمس ورطوبة ومواد صناعية وعطور ومواد التجميل ، حيث أن البشرة تتأثر بشكل فوري بمجرد تلامسها مع المادة المسببة للحساسية من أول مرة أو مع تكرار التعرض عدة مرات ، وعندما تضع الفتاة المكياج وهي صغيرة فإنها وبتعودها المستمر على ذلك فترة طويلة ترهق بشرتها وبالتالي قد تصاب بالشيخوخة المبكرة فتبدو وهي في العشرينات أنها قاربت الثلاثين كما قد يلاحظ وجود بعض التجاعيد أو البقع البنية في الوجه أو مكان استخدام المكياج .
وعن كيفية حدوث حساسية التلامسية أو الإكزيما التلامسية للبشرة نتيجة استخدام المكياج خاصة في السن المبكرة مع اعتبار أن حساسية التلامس قد ازدادت بشكل كبير في هذه الأيام نتيج التعرض للمواد الصناعية الخارجية وتلوث البيئة، كما تنقسم الحساسية التلامسية نتيجة الإلتهاب الموضعي المباشر والقسم الثاني هو الحساسية التلامسية التدريجية .
وفي النوع الأول يصاب الجلد عند تعرضه لبعض الأحماض أو القلويات أو الكيماويات ، أما في النوع الثاني فهي تحدث لدى الأشخاص أصحاب البشرة الحساسة لمواد معينة مثل النيكل الذي يدخل في تركيب بعض مستحضرات التجميل وأصباغ الشعر والنظارات والأكسسوارات النسائية .
ويفسر علماء الأمراض الجلدية والحساسية ميكانيكة حدوث هذا التحسس التدريجي عند بعض الأشخاص دون غيرهم بأنه ينتج من اتحاد بعض البروتينات الجلدية مع هذه المواد لتكون ما يعرف بالأجسام المناعية الخاصة بها حيث تصل إلى الخلايا ( الليمفاوية – ت ) والتي تتحول بدورها الخارجي مستقبلات خاصة بتلك المادة الكيميائية التي تحسست لها وتسبب في التفاعل ، وتصل هذه الخلايا الحساسة عن طريق الدم إلى الطبقة الخارجية من الجلد – وهي معروفة بطبقة البشرة – وتتواجد هناك ، فإذا ما تعرض الجلد مرة أخرى لنفس مادة التحسس فإن هذه الخلايا الحساسة تسرع بالإنقسام ويكثر عددها وتحدث مع المادة التي يتحسس لها الجلد وتحدث عدة تفاعلات كيميائية جلدية معقدة ينتج عنها الإكزيما التلامسية ، حيث تكون الإصابة على شكل حكة جلدية موضعية مع حدوث ورم موضعي وخروج سائل من منطقة الإصابة التي يتشقق فيها الجلد ويتغير لونه .
وأشار إلى أهم مناطق الجسم التي تتعرض للإصابة بالإكزيما التلامس ومنها الرقبة وقد يكون ذلك نتيجة التعرض لأشعة الشمس أو العطور أو دهان الحلاقة بالنسبة للرجال ، أما الوجه فيرجع ذلك التحسس إلى بعض مستحضرات التجميل وصبغة الشعر والعطور ، والشفاه نتيجة استخدام بعض مزيلات العرق خاصة تلك التي تحتوي على كحول .
ولمعرفة المادة التي يتحسس لها الإنسان عند التباس الأمر قال أنه يوجد اختبار الحساسية حيث توضع شرائط تحتوي على عدد كبير من المواد المختلفة التي قد يتحسس لها الشخص وتلصق على ظهر المريض حيث تعالج حساسية التلامس عن طريق إبعاد المسبب لها وتوضع أدهنة الكورتيزون كما يتناول المريض الأقراص المضادة للحساسية .
ترطيب وتغذية ووقاية
ويؤكد الدكتور أنور عطاري أخصائي الأمراض الجلدية أن هناك الكثير من كريمات التجميل المفيدة للجلد والتي تنتجها شركات عالمية معروفة ، فمنها ما يستخدم لترطيب البشرة والجلد وتغذيتهما ومنها ما هو للوقاية من الشيخوخة وحماية البشرة مما تتعرض له من العوامل البيئية كالشمس الحارقة والجفاف والرطوبة وعوامل أخرى عديدة كذلك يجب تجنب استعمال أدوات التجميل المنتهية الصلاحية أو غير الأصلية حيث أنها قد تتغير تركيبتها الكيميائية مما يؤدي إلى حدوث بعض الأمراض مثل الحساسية مضيفاً أنه لو جرى استعمال مواد التجميل والكريمات بصورة سليمة فإن ذلك يغذي الجلد ويؤجل من شيخوخته ، كما أن استعمال الرجال للعطور بعد الحلاقة يعمل على بعث رائحة ذكية إلى جانب تطهير الجلد والبشرة .
ونفى الدكتور عطاري أن يكون هناك أية علاقة بين استخدام الكريمات وسرطان الجلد ، مشيراً إلى أهمية العناية بالبشرة لدى الرجال والسيدات على حد سواء وذلك عند استخدام الأدوات التجميلية حيث يجب استخدام الأنواع الأصلية منها دون التقليدية وعدم الإكثار من وضع المساحيق على البشرة والجلد إضافة إلى تنظيفها بشكل دائم واستعمال الكريمات المرطبة والمغذية للجلد .
العطور والربو
أما الدكتور محمد رخاوي ، أخصائي أنف وأذن وحنجرة في المستشفى الدولي الحديث ، فقال استخدام العطور لا يسبب الحساسية إلا إذا كان الشخص لديه حساسية معينة من أحد مكونات العطور بالرغم من الجو الذي تمتاز به الإمارات من ارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة ، مؤكداً أن العطور المقلدة تسبب الحساسية بنسبة أكبر من العطور الأصلية حيث أنها تستعمل مواد كيميائية تسبب الحساسية ، كما أن العطور والبخور والروائح النفاذة قد تزيد من شدة الحساسية إلا أن عدم استعمال العطور الأصلية يزيد منها ويساهم بنسبة كبيرة في زيادة الحساسية والربو .
التفاعل من الإفرازات الجلدية
ويرى الدكتور إبراهيم عبارة أخصائي أمراض جلدية وتناسلية ، أنه وفي الوقت الحالي اتجهت فيه الصناعة إلى تحضيرأنواع مختلفة من المواد التجميلية التي يراد منها العناية بالجلد وصحته والتي لاقت أسواقها رواجاً ، إلا أنه لا بد من الأخذ بعين الإعتبار أن الكثير منها ضار ويسبب مشاكل جلدية .
وأضاف أن هناك تأثيراً مباشراً للعطور والكريمات حيث أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتفاعل مع الإفرازات الجلدية ، وقد تسبب أضراراً للجلد ، حيث له قدرة عالية على امتصاص بعض المواد التي تلامسه ، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي استعمال كريمات أو مستحضرات أو عطور تقليدية تشمل مواد كيميائية تحسساً جلدياً أو نوعاً من التسمم حسب المادة التي تلامس الجلد ، وفي أحيان أخرى فإن استخدام بعض العطور أو الكريمات إلى جانب التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى حدوث بقع داكنة بنية اللون خاصة في منطقتي الوجه والرقبة .
أما بالنسبة لمخاطر استخدام المستحضرات منتهية الصلاحية فيعني الأمر التغير في التركيب الكيميائي وتحول المادة المستخدمة إلى مادة أخرى حيث للجلد مقدرة عالية على امتصاص ما يلامسه وفي هذه الحالة تؤدي هذه المواد إلى حدوث تحسس في الجلد أو أكثر من ذلك .
وأضاف أن استخدام أدوات التجميل باعتدال وبطريقة مدروسة مع استشارة ذوي الإختصاص سوف يحافظ على بشرة نضرة ويؤخر ظهور علامات الشيخوخة ، لكن في حالة استخدام هذه المستحضرات بطريقة غير صحيحة وبكثرة ودون معرفة النوعية المستخدمة فإن تأثيرها سوف يساعد ويسرع ظهور علامات الشيخوخة وظهور التجاعيد في البشرة خاصة حول العينين والجبهة وحول الشفاه والرقبة مع ارتخاء في الطبقات الجلدية التي سوف تؤدي إلى ترهل البشرة خصوصاً في الألياف الموجودة في الآدمة والنسيج الدهني الشحمي ، مشيراً إلى أن كثيراً من المحاليل العطرية التي يستخدمها الرجال تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تؤدي إلى تحسس في البشرة أو حدوث تصبغ وظهور بقع داكنة بنية اللون ويمكن أن تؤدي إلى إغلاق المسام الذي بدوره سوف يؤدي إلى ظهور البثور .
كما أن الكثير من الكريمات تتكون من مواد كيميائة يمكن أن تؤدي إلى إغلاق المسام في البشرة أو حوث التهابات في بصيلة الشعرة تؤدي إلى ظهور البثور أو ربما تتفاعل مع أشعة الشمس وقد تؤدي إلى حدوث تغيرات في التركيبة الخلوية للجلد الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث أمراض سرطانية في الجلد .
وذكر الدكتور عبارة أن أجدادنا لم يستخدموا مستحضرات تجميل إلا الطبيعي منها ومع ذلك فقد كانوا يتمتعون ببشرة صافية ونضرة حتى أن علامات الشيخوخة كانت تظهر في سن متأخرة ، حيث أن العناية بالبشرة تكمن في تناول كميات كافية من المياه والسوائل والفواكه والخضار الطازجة مع إمكانية استخدام منتجات طبيعية كالحليب والعسل والخيار والترمس .
كثرة المساحيق لا تعني المظهر الحسن
ومن جانبه أوضح الدكتور رعد حيدر الخياط ، استشاري وعضو الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي أن الوقت الراهن يشهد إقبالاً شديداً على استعمال مستحضرات التجميل باختلاف وتعدد أنواعها ومناشىء صنعها وأسعارها خاصة بين السيدات ، كما أن توافرها في الأسواق وبأسعار ضمن قدرات الغالبية يزيد من فرص اقتنائها واستعمالها ، حيث أن وسائل الإعلان عنها وعرضها بالشكل المغري على مدار الساعة تزيد من الإقبال عليها ، بالرغم من معرفة البعض على الأقل بأنها قد تسيء إلى البشرة والصحة بشكل عام إلا إذا كانت بمواصفات ، وشروط يعلم بها ذوو الأختصاص والذين عادة لا يأخذون رأي القليلين أو نادراً ما يأخذونه كما أنه من طبيعة الإنسان اهتمامه بالعاجل دون الآجل والتأثير القريب دون البعيد .
وأضاف أن من الأمور التي فطر الله الناس عليها والمتفق عليها بينهم رجالاً ونساء هو محاول الظهور أمام الآخرين بأجمل صورة وأحسن مظهر مستطاع ، والمرأة بشكل عام هي الأكثر حرصاً واهتماماً بذلك وهي طبيعة بشرية لا خلاف عليها ، إضافة إلى أنه يكون لها دور إيجابي في تعزيز الثقة بالنفس وتقدير أكثر للذات وإحراز تقبل الآخرين ، إلى جانب خلق جو من البهجة والإنشراح حيث أن الأمر مرهون بالعمر وظروف الفرد الصحية والإجتماعية .
ويرى الدكتور الخياط أن المظهر مهم أن يكون جميلاً وجذاباً حيث يأخذ قسطاً من اهتمامنا لكنه ليس بالضرورة في كثرة استعمال المستحضرات أو تتبع آخر صيحاتها ، كما أن المرأة في حالة عدم تقبل نفسها من دون مساحيق فقد لا يتقبله الآخرون وهي مكسوة بطبقة من المساحيق ، أما استعمال مستحضرات التجميل فينصح أن يكون باعتدال ومنتجات من شركات معروفة إضافة إلى استشارة أخصائي في هذا الأمر ، أما تلك التي لم تخضع للشروط المعتمدة علمياً فقد يكون فيها من الضرر أكثر من الفائدة في حالة استعمالها ، وعدم معرفة الأذى أو الإطلاع عليه لا يمنع حصوله وتحققه .
عدم الرضا عن الذات
وفي السياق ذاته قال الدكتور السيد عبد اللطيف السيد أستاذ علم النفس في كلية التربية والعلوم الأساسية بجامعة عجمان ، أن الرجال والنساء يتجهون إلى استخدام مستحضرات التجميل بهدف التخلص من حالة نفسية تسمى ( عدم الرضا عن اللذات ) حيث أن هذه الفئة تكثر من استخدام المستحضرات وهم غالباً ما يشعرون بعدم الرضا عن الشكل أو المظهر الخارجي لهم إضافة إلى شعورهم بالقلق والإحساس الدائم بالإغتراب الذاتي Self Elination وهذه الأحاسيس تولد الشعور بعدم التوازن أو التوافق مع البيئة المحيطة بهم ، ولإعادة هذا التوازن يلجأون إلى استخدام تلك المستحضرات على الرغم من معرفتهم بأنها قد تضر البشرة فشعور الفرد بعدم الرضا عن الذات يترتب عليه انخفاض في تقديره لذاته وعدم الشعور أن له قيمة وبذلك يفقد ثقته بنفسه ، كما أن المرأة تشعر أن عدم استخدام المساحيق يفقدها كلمات الإعجاب التي قد توجه إليها من الزوج أو زملاء العمل أو المارة بالشارع تلك الكلمات التي تعيد إليها ثقتها بنفسها وتوافقها مع البيئة التي تعيش فيها وقد يرجع ذلك أيضاً إلى القيم لدى الرجال والمرأة معاً ، التي تعبر عن العلاقة بين الإنسان والموضوعات التي لها قيمة حيث يلجأ الرجل والمرأة إلى استخدام المستخضرات التجميلية على اعتبار أن لها قيمة وتمثل معنى مهماً لهم ، فهي تحقق لهم إشباعاً داخلياً ، وهو الإحساس بالرضا عن الذات ، وذلك بعد الظهور أمام الآخرين في أجمل صورة لأن القيم هي جزء من التنظيم الذي يسيطر على سلوك الإنسان إلى جانب أنه يعكس المشاعر تجاه الأشياء .
وتابع الدكتور السيد أن الأمر قد يرجع إلى ما يسمى بتوهم المرض لدى الرجل والمرأة حيث يشعر فيه الإنسان بأنه غير جميل أو غير مقبول من الناحية الجسمية فنصب اهتمامه وتفكيره الدائم على اهتمامه بنفسه وبشكله الخارجي ، حيث يلجأ إلى المساحيق التي تحقق له الظهور بالشكل اللائق والإحساس بأن له قيمة ومن ثم التخلص من تهديد شخصي لا شعوري بالخوف من فقدان الحب والإعجاب من الآخرين بالرغم من معرفة الإنسان أن هذه المساحيق قد تؤدي إلى حدوث ضرر للبشرة .
بعض مساحيق التجميل خطر خفي
من بودرة الأطفال إلى المحلول المعطر يستعمل بعد الحلاقة تشكل بعض مساحيق وأدوية التجميل جزءاً من حياتنا اليومية ، وهي من أكثر المواد التي تسجل أرقاماً خيالة في المبيعات .
وسواء كانت هذه المواد تجميلية بحتة مثل العطور والمراهم وطلاء الأظافر أو ذات أبعاد صحية كالصابون ومعجون الأسنان فإنها يجب أن تخضع لقوانين الأغذية والدواء . إن صبغة الشعر من أكثر المواد التجميلية التي قد تسبب حساسية قي الجلد ، بسبب احتوائها على مواد كيماوية ضارة ، ويرى بعض الخبراء أن هناك علاقة وثيقة بين الإستعمال المتكرر لصبغيات الشعر والإصابة ببعض أنواع السرطان ، ويؤكد بعض الأطباء أن مستحضرات التجميل عموماً وإن كانت تعطي بريقاً وجمالاً فإنها على المدى الطويل قد تسبب التهابات جلدية وتجاعيد ، كما قد تسبب حساسية في البشرة لأنها تحتوي على مواد عطرية وأخرى كيماوية ومواد مذيبة وأحماض دهنية .
ويؤكد أطباء أخرون أن أغلب مستحضرات التجميل تحتوي على مواد كيميائية حارقة ، فالأهداب الإصطناعية مثلاً ، والماسكارا تكون أملاح النيكل ، وفي بعض الأحيان تكون أنواعاً من المطاط الإصطناعي وكلتا المادتين تسبب التهاباً في الجفون وتساقط الأهداب .
من ناحية أخرى ، أظهرت اختبارات بحثية أجريت في الولايات المتحدة ، وجود مواد كيميائية مؤذية في بعض مستحضرات التجميل مثل بخاخات الشعر والعطور ومزيلات العرق .
وقد بينت الإختبارات التي شملت 72 نوعاً من مستحضرات التجميل التجارية وجود مركبات صناعية تسبب تشوهات واعتلالات ولادية في الجهاز التناسلي لدى الذكور . وقد تبين أن 52 مستحضراً تحتوي على هذه المواد ، وقد دلت الفحوصات على أن سيدات في سن الإنجاب ، تسربت المواد الكيميائية إلى أجسامهن وتركزت في بولهن .
وفي الولايات المتحدة أيضاً حيث تشكل مبيعات مستحضرات التجميل واحداً في المائة من معدل مبيعات الأدوية يومياً ، حذر باحثون من صبغة الشعر التي تستعملها نساء العصر بجنون .
وقد تبين وجود إصابات في العيون نتيجة استعمال الصبغيات وقال العلماء في لجنة مكافحة العمى إن أكثر من أربعة ألاف إصابة في العيون ظهرت العام الماضي بسبب استخدام منتجات ومستحضرات العناية بالشعر . من جهته ، يقول الدكتور مايك بيك مدير وحدة الأمراض الجلدية في مستشفى هوب بسالفورد إن عدم تحديد نوعية المواد الكيميائية العطرية الموجودة في مستحضرات التجميل يشكل ” حجرة عثرة ” في طريق الطبيب المتخصص بالجلد لاكتشاف ما يثير الحساسية الجلدية لدى مستخدمات هذه المستحضرات .
كريمات البشرة تزيد خطر الإصابة بالبثور وسرطان الجلد
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الإعلانات التلفزيونية التي تدعو الفتيات والسيدات إلى استخدام كريمات تفتيح البشرة والتخلص من السمرة التي خلقهن الله عليها .. ولكن الأطباء يحذرون من أن معظم هذه الكريمات تحتوي على مركبات ضارة ومؤذية للجلد والجسم ، لذا خطر استخدامها في الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية .
وأوضح الباحثون أن أصحاب البشرة السمراء يتمتعون بمستويات عالية من الصبغية الجلدية التي تعرف باسم ” ميلانين ” فتحميهم من أشعة الشمس وتجنبهم أضرارها ، وهي ما تجعلهم أقل عرضة للإصابة بسرطان الجلد ، لذا فإن التخلص من هذه الصبغية أو تقليلها يهدد صحة الجلد ويعرض الإنسان للأمراض .
وأشار الخبراء إلى أن أهم المواد التي ثبتت خطورتها وتدخل ضمن تركيب كريمات وصوابين تفتيح البشرة هي مادة هايدروكينيون التي تعمل على وقف إنتاج الميلانين داخل الجلد ، مشيرين إلى أن السلطات البريطانية أعلنت في شهر كانون الثاني / يناير 2001 منع استخدام في كافة مستحضرات التجميل ، بعد أن كانت النسبة المسموح بها منها داخل أوروبا 2 في المائة .
وفسر هؤلاء أن لون الشرة قد يبدو للمستخدم أنه تفتح في بداية استخدام الكريم الحاوي هذه المادة ، ولكن ما إن يتعرض لأشعة الشمس حتى يصبح مفعولها عكسياً ، وتؤدي إلى زيادة الإسمرار ، مما يدفع بالشخص إلى استخدام المزيد منه .
وقد أثبتت الدراسات الطبية أن استخدام هذه الكريمات لفترات طويلة يسبب ظهور بقع داكنة على البشرة ، والإصابة بالبثور وحب الشباب ، وزيادة خطر نمو الأورام الجلدية مستقبلاً ، إلى جانب التعرض لفرص أعلى لحدوث اضطرابات في الكبد والكلى .
وبالرغم من خطر استخدام مادة ” هايدروكينون ” في مستحضرات التجميل في الدول الأوروبية ، إلا أنها لا تزال تصدرها إلى الدول الآسيوية والإفريقية دون أن تكتب على عبواتها أسماء المكونات الداخلة في تركيبها .
وأكد أخصائيو الصحة الجلدية في المركز البريطاني لبحوث السرطان ، أن نسبة وجود تلك المادة من المستحضرات قد لا تمثل عاملاً شديد الأهمية ، بل إن الخطر يتمثل فعلياً في تراكمها بسبب الإستخدام الطويل .
ويشير تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في هذا الإطار ، إلى خطورة كريمات تفتيح البشرة بسبب سوء استخدامها ، ويوصي بضرورة تقييد مبيعاتها ، ووضع برامج توعية حكومية لتقليل إقبال الناس على تفتيح ألوانهم باستخدام مثل هذه المستحضرات .
المكياج يسرع شيخوخة البشرة وترهلها
حذرت دراسات جديدة متعددة من خطورة الإستخدام الطويل للمكياج ، ومستحضرات التجميل على صحة البشرة وسلامتها وحيويتها بسبب احتوائه على مكونات وأحماض تزيد حساسية الجلد للشمس .
وأوضح أخصائيو الجلدية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو الأمريكية ، أن المكونات الأساسية لكريمات التجميل وغيرها من المستحضرات المخصصة للزينة ، قد تسرع الشيخوخة وبروز التجاعد لأنها تزيد حساسية الجلد لحروق الشمس التي تؤدي بدورها إلى إصابته بالتجعد والترهل .
وفسر الخبراء الأمر بأن أحماض ” ألفا هيدوكسي ” المعروفة أيضاً باسم أحماض الفاكهة ، وتشكل العنصر الأساسي في كريمات التجميل ومنظفات الجلد المخصصة لتحسين بنية الجلد وجعله أكثر صلابة ، من خلال تكثيف ألياف ” الكولاجين ” تحت طبقة البشرة الخارجية ، تساعد على تقشير الجلد ، والتخلص من الخلايا القديمة إلا أن ذلك قد يعرض الخلايا الجديدة وطبقات الجلد الحساسة للتهيج والتلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من ضوء الشمس ، فتصبح أكثر عرضة للحروق الشمسية التي لا تؤدي إلى الشيخوخة فقط بل إلى الإصابة بسرطان الجلد أيضاً .
وأفاد الأخصائيون أن أحماض ” ألفا هيدوكسي ” التي تستخرج من الفواكه وسكر الحليب ، تعمل على تقشير الجلد ونزع الخلايا الميتة من طبقاته العليا ، سامحة للخلايا الجلدية الجديدة والشابة بالتكون ، مما يساعد على تخفيف سماكة الطبقة الجلدية الخارجية ، فتزيد فرص الإصابة بحروق الشمس والحساسية والإحمرار والتهيج لمدة قد تصل إلى أسبوع بعد استعمالها .
ونبه الخبراء إلى أن بالإمكان تجنب هذه المخاطر من خلال الإستخدام الحذر للمستحضرات الواقية من أشعة الشمس والإنتباه في حال احتواء المنتجات على أحماض ألفا هيدوكسي ، التي تجعل الجلد شديد الحساسية ، وهو ما يتطلب استخدام مستحضرات واقية من أشعة الشمس بدرجة وقاية تتراوح من 10 إلى 40 مشيرين إلى أن الأضرار لا تقتصر على أحماض ألفا فقط بل هناك عناصر أخرى تسبب تهيج الجلد وحساسيته كفيتامين ( أ ) المشتق من مواد كيماوية مثل الريتينول الذي يساعد على إزالة البقع والخطوط الدقيقة ، وحمض الساليسيليك الذي يستخدم لتقشير الجلد .
كريمات الوجه تسبب شيخوخة البشرة وظهور التجاعيد
حذر باحثون مختون من أن المكونات الأساسية لمئات الكريمات المضادة للشيخوخة ومستحضرات التجميل قد تزيد في الواقع هرم البشرة وبروز التجاعيد فيها .
فقد وجد هؤلاء أن الأحماض المستخدمة في مستحضرات العناية بالبشرة تزيد حساسيتها لحروق الشمس التي تؤدي بدورها إلى التلف والشيخوخة والتجاعيد .
وأوضح الخبراء أن الإهتمام منصب على أحماض ” ألفا هيدروكسي ” التي تعرف أيضاً بأحماض الفواكه ، وتشكل العنصر الأساسي في كريمات التجميل ، فهي تساعد على تقشير الجلد والتخلص من خلاياه القديمة ولكن ذلك قد يعرض الخلايا الجديدة وطبقات الجلد الحساسة للتلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن ضوء الشمس ، مشيرين أن تلك الأحماض قد تسوق تحت عدة أسماء منها حمض اللبن وحمض الفواكه الثلاثي ، وخلاصة قصب السكر ، وحمض الجلايكوليك .
وتقترح إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية إدراج تحذير على قوائم مستحضرات التجميل التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي ، كأن يسجل فيها تنبيه لحروق الشمس ، أن هذا المنتج يحتوي على حمض ألفا هيدروكسي AHA ، الذي يزيد إصابة الجلد بحروق الشمس ، لذلك لا بد من استخدام واقي الشمس وتقليل التعرض للشمس عند استخدامه وبعد التوقف عن استخدامه أيضاً لمدة أسبوع .
وأشار الخبراء إلى أن مستحضرات التجميل التي تحتوي على تلك الأحماض بدأت في الإنتشار منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي ودخلت في صناعة منتجات العناية بالبشرة والشعر ، والمكياج ومستحضرات تجميل الأظافر والإستحمام والعطور والكولونيا وعقاقير التسمير الشمسي .
وتشمل أهم مستحضرات العناية بالبشرة التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي ، المرطبات والمنظفات ومضادات التجاعيد والواقيات والحافظات ، إضافة إلى المنشطات ومستحضرات البثور وحب الشباب والشيخوخة ومبيضات البشرة .
وأظهرت الدراسات أن تلك الأحماض تزيد حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية بنسبة تصل إلى 18 في المائة بعد أربعة أسابيع من استخدامها ، لذلك لا بد من استخدام الواقيات الشمسية معها .