تحفظ أجواف الأرض عظام الحيوانات التي كانت تقطن سطح البسيطة منذ ملايين السنين، لكن الأنسجة غير الصلبة وأعضاء الحيوانات الداخلية نادرا ما تقع في أيدي العلماء.
لذلك فإن أي شي جديد يُعثر عليه في هذا المجال يثير اهتماما كبيرا لدى علماء المتحجرات.
وأعد الباحث في جامعة كامبريج هافير أرناندس دراسة تخص آثار متحجرات سرطان البحر من نوع ” Odaraia alata ” الذي كان يقطن بحار حقبة “بالوزوي” المبكرة، أي منذ 500 مليون عام.
ويشبه هذا الحيوان غواصة صغيرة تبرز على جانبيها عينان كبيرتان.
واكتشف الباحث أن عيني الحيوان مرتبطان بطبقة كيتين رفيعة واقعة في مقدمة جسمه بواسطة خلايا عصبية بارزة من المخ البدائي.
وتشبه مثل هذه التركيبة ما هو عليه لدى الحيوانات المفصلية المعاصرة.
وجدير بالذكر أن العلماء كانوا يدرسون خلال فترة طويلة وظيفة تلك الطبقة ليتوصلوا في نهاية المطاف إلى استنتاج مفاده بأنها عبارة عن بوادر للدماغ القديمة التي صارت تتطور فيما بعد لحماية مركز الأعصاب.
ويقول علماء المتحجرات إن حقبة ما يسمى بالانفجار الكمبري شهدت تطورا في تنوع الكائنات الحية حيث اكتسبت الحيوانات البحرية هياكل عظمية أولى، علما أن الأرض كانت قبل ذلك حلبة تعيش فيها حيوات لا فقارية.
يذكر أن ما عثر عليه في المتحجرات الكمبرية في كندا يعتبر من أقدم العينات للمخ القديم. ومن شأنه أن يقدم صورة عن تاريخ تطور الحيوانات المفصلية اللافقارية.