المراهقة أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة ( الجسمية والفيزيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والخلقية ) ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة داخلية وخارجية .
ترجم كلمة ( المراهقة ) إلى الفعل العربي ( راهق ) الذي يعني الاقتراب من الشيء فراهق الغلام فهو مراهق أي قارب الاحتلام ورهقت الشيء رهقاً أي قربت منه والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد أما المراهقة في علم النفس فتعني ( الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ) ولكنه ليس النضج نفسه : لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ فالبلوغ يعني ( بلوغ المراهق على الأنسال أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده وذلك بنمو الغدد الجنسية وقدرتها على أداء وظيفتها ) أما المراهق فتشير إلى ( التدرج نحو النضج الجنسي والعقلي والنفسي والاجتماعي ) وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة .
المراهقة مراحل :
1- مرحلة المراهقة الأولى ( 11 – 14 عاماً ) وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة .
2- مرحلة المراهقة الوسطى ( 14 – 18 عاماً ) وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية .
3- مرحلة المراهقة المتأخرة ( 18 – 21 عاماً ) حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنسانا راشداً بالمظهر والتصرفات ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد .
المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجنسية والنفسية :
النمو الجسدي :
حيث تظهر قفزة سريعة في النمو طولاً ووزناً تختلف بين الذكور والإناث فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد وتنمو العضلات .
النضوج الجنسي :
يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية ولكنه لايعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية ( مثل : نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية ) أما عند الذكور فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً مع زيادة في حجم العضو التناسلي وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً .
التغير النفسي :
إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية فظهور الدورة الشهرية عند الإناث يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج بل والابتهاج أحياناً وذات الأمر عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول أي مزيج من المشاعر السلبية والايجابية ولكن المهم هنا أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة .
المراهقة .. أشكال مختلفة :
هناك أشكال مختلفة للمراهقة منها :
1- مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابي حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء .
المراهق والتغيرات البيولوجية والنفسية :
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً وينتج عنه إحساسا بالخمول والكسل والتآخي كذلك يؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً ونفسياً يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس وبناء المسؤولية الاجتماعية وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق وهذه التغيرات تجعل المراهق في صراع مع مجتمع الكبار والصغار فإذا تصرف كطفل سخر منه الكبار وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها .
المراهق والآباء :
وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم أجرته باحثة في مجال الإرشاد النفسي تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم :
* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء
* عدم قدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح .
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال .
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق .
المراهق والتحديات السلوكية
الصراع الداخلي :
حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية ومنها : صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية وفلسفته الخاصة للحياة وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق .
الاغتراب والتمرد :
فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه ‘نما هو استخفاف لايطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة وفقاً لمقاييس المنطق وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية .
الخجل والانطواء:
فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه فتزداد حدة الصراع لديه ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل .
السلوك المزعج :
والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة وبالتالي قد يصرخ يشتم يركل الصغار ويتصارع مع الكبار يتلف الممتلكات يجادل في أمور تافهة يتورط في المشاكل يخرق حق الاستئذان ولايهتم بمشاعر غيره .
العصبية وحدة الطباع :
فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به .
المراهق تفاعلات مزاجية :
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور وغضب واكتئاب عند الإناث ويوضح خبراء في مراكز البحوث الاجتماعية والنفسية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة فيقولون هي : ( الغرق في الخيالات وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف كما يميل إلى أحلام اليقظة والحب من أول نظرة كذلك يمتاز المراهق بحب التقليد كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو مثل : فقر الدم وتقوس الظهر وقصر النظر .
ومن مظهر وسلوكيات الفتاة المراهقة : الاندفاع ومحاولة إثبات الذات والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها وجنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها وتذبذب وتردد عواطفها فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث فهي لاتستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة كما أنها لاتفهم طبيعة هذه العملية ) ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة مثل ( الانحرافات الجنسية والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس والجنوح وعدم التوافق مع البيئة وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء وهروب ) موضحاً ( أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف وعدم إشباع رغباته وأيضاً لضعف التوجيه الديني ) ويوضح هؤلاء أن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه : إذا ً عدم التوجيه والعناية مشيراً إلى أن أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة ( فقدان الهوية والانتماء وا فتقاد الهدف الذي يسعون إليه وتناقض القيم التي يعيشونها فضلاً عن مشكلة الفراغ ) كما أن الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسياً أظهرت أن دور الأب كان معدوماً في الأسرة وأن الأم كانت تقوم بالدورين معاً وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء ( أمهاتهم – أخواتهم) أكثر من الرجال وهو ماكان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسياً .
المشاكل التي يمر بها المراهق والعلاج :
اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته وتعويده على طرح مشكلاته ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي حتى لايقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء كما أوصوا بأهمية ( تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي …إلخ ) كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم ومن ثم يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لايهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من النصح والتوجيه بالأمر إلى الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر وبناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر هو السبيل الأمثل لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة وقد أثبتت دراسة قامت بها المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل بداية من سن رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5,9,15,18,21 أن المراهقين في الأسرة ا المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض هم الأقل ضغوطاً والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية .
حلول عملية :
ولمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله هناك نماذج لمشكلات يمكن أن تحدث مع حل عملي سهل التطبيق لكل منها .
• المشكلة الأولى : وجود حالة من ( الصدية ) أو السباحة ضد تيار الأهل بين المراهق وأسرته وشعور الأهل والمراهق بأن كل واحد منهما لا يفهم الآخر .
والحل المقترح : لأخصائية في علم النفس هو إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء واختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لايهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو أنهم حتى إن فهموها – ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم .
ومعالجة هذه المشكلة لاتكون إلا بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل ولابد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلاً لاشكلاً بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده – حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه – وأن له حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء الأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى الأهل أذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق لا مجرد مجاملة كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ فالأخطاء طريق للتعلم وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق بحيث يكونا غير مشغولين وأن يتحدثا جالسين جلسة صديقين متألقين يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل وليحذرا نبرة التوبيخ والنهر والتسفيه حاولا الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها ( بنعم ) أو ( لا) أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة وأفسحا له مجالاً للتعبير عن نفسه ولا تستخدما ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد مثل (كان هذا خطأ ) أو ( ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل ) .
• المشكلة الثانية : شعور المراهق بالخجل والانطواء الأمر الذي يعيقه عن تحقيق تفاعله الاجتماعي وتظهر عليه الصفتين من خلال احمرار الوجه عند التحدث والتعلثم في الكلام وعدم الطلاقة وجفاف الحلق :
والحل المقترح : هو أن أسباب الخجل والانطواء عند المراهق متعددة وأهمها : عجزه عن مواجهة مشكلات الم رحلة وأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي ينشأ عليه فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته لكن طبيعة المرحلة تتطلب من أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه فيحدث صراعاً لديه ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل عند التحدث مع الآخرين .
ولعلاج هذه المشكلة ينصح ب : توجيه المراهق بصورة دائمة وغير مباشرة وإعطاء مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه والتسامح في بعض المواقف الاجتماعية وتشجيعه على التحدث والحوار بطلاقة مع الآخرين وتعزيز ثقته بنفسه .
• المشكلة الثالثة : عصبية المراهق واندفاعه وحدة طباعه وعناده ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به .
والحل المقترح : هو أن لعصبية المراهق أسباباً كثيرة منها : أسباب مرتبطة بالتكوين الموروث في الشخصية وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبياً فعلاً ومنها : أسباب بيئية . مثل : نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية والتصرف معهم بعنف يؤدي بهم إلى أن يتصرفوا ويتكلموا بالطريقة نفسها بل ويتمادوا للأشد منها تأثيراً فالمراهقون يتعلمون العصبية في معظم الحالات من الوالدين أو المحيطين بهم كما أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط وطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات والنتيجة إحساس هؤلاء المراهقين بأن عدواناً يمارس عليهم يؤدي إلى توترهم وعصبيتهم ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك الذي يعبرون عنه في صورته الأولية بالعصبية فالتشدد المفرط هذا يحولهم إلى عصبيون ومتمردين وهناك أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل وعدم توافر أماكن للهم وممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية وإهمال حاجتهم الحقيقية للاسترخاء والراحة لبعض الوقت وأن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان والحب والعدل والاستقلالية والحزم فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل .. الأمان من مخاوف التفكك الأسري والأمان من الفشل في الدراسة والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري : لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها والاستقلالية مهمة فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن ولابد من الحزم مع المراهق فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد وإنما يجب أن يعي أن مثل ماله من حقوق فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها وأن مثل ماله من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها .
• المشكلة الرابعة : ممارسة المراهق للسلوك المزعج كعدم مراعاة الآداب العامة والاعتداء على الناس وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة وقد يكون الإزعاج لفظياً أو عملياً .
والحل المقترح :
أن من أهم أسباب السلوك المزعج عند المراهق : رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة والإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة وتقليد الآخرين والإقتداء بسلوكهم الفوضوي والتعثر الدراسي ومصاحبة أقران السوء أما مظاهر السلوك المزعج فهي : نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة ( الصراخ الشتم السرقة القسوة الجدل العقيم التورط في المشاكل والضجر السريع والتأفف من الاحتكاك بالناس وتبرير التصرفات بأسباب واهية والنفور من النصح والتمادي في العناد ) أمات مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه وتقفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية والتعدي على الغير وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدون يد الإساءة للآخرين وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة وتعزيز المبادرات الايجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح والثناء والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع .
• والمشكلة الخامسة : تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نهو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع ويظهر ذلك قي شعوره بضعف الانتماء الأسري وعدم التقيد بتوجيها ت الوالدين والمعارضة والتصلب في المواقف وإلقاء اللوم على الآخرين التلفظ بألفاظ نابية .
والحل المقترح :هو أن غياب التوجيه السليم والمتابعة اليقظة المتزنة والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد ومن أسباب التمرد أيضاً : عيش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات وكثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركته وضعف الاهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه أو أصدقائه ومتابعته للأفلام والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والاجتماعية والعنف وأن علاج تمرد المراهق يكون بالوسائل التالية : السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه والاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في البيت مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت والحذر من البرمجة السلبية وتجنب عبارات أنت فاشل عنيد متمرد اسكت ياسليط اللسان أنت دائماً تجادل وتنتقد أنت لا تفهم أبداً .. إلخ .
لأن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج .
خبراء الاجتماع يوصون :
ويوصي خبراء الاجتماع والنفس بتوصية أولياء الأمور بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة فتقول لو لي الأمر :
• اهتم بأدائه لمرحلة البلوغ وضح له أنها من أجمل أوقات حياته .
• اشرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام و الصلاة والطهارة بشكل بسيط.
• اظهر الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك.
• اهتم بمظهره، واترك له حرية الاختيار.
• استضف أصدقاءه وتعرف عليهم عن قرب، أبد احتراماً شديداً لهم.
• امدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين.
• شجعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحداً لا يريده.
• احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة.
• احرص على تناول الوجبات الطعام معهم.
• أظهر فخرك به أصدقائه.
• اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس ليعيش أجواء الرجولة و مسؤولياتها :فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديراً بالانتماء إلى ذلك العالم.
• شجعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعاً معيناً من الرياضة.
• اقترح عليه عدة هوايات وشجعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه.
• كافئه على أعماله الحسنة.
• تجاهل تصرفاته التي لا تعجبك.
• تحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب.
• احرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه.
• قم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه وأبرز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته.
• اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب.
• محاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله.
• الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشر.
• العيش قليلاً داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم.