في حادثة فريدة من نوعها، التقطت وكالة الفضاء الأوروبية عبر مسبارها “روزيتا” صورا لجسم طائر مر على مقربة من المذنب “P67”.
وتم التقاط الصور بالكاميرا ضيقة الزاوية “أوسيريس”، والتي تمكنت من التقاط 3 صور فقط. ولم تطرح الوكالة الأوروبية أية نظريات حول ماهية الجسم الطائر، لكنها أوضحت أن قطر الجسم لا يتعدى 50 متراً، ولا يمكن الجزم فيما إذا كان الجسم الظاهر في الصور هو جزء مقطوع من المذنب بعد تعرضه لتحطم جزئي مؤخراً، أو أنه مجرد قطعة صخرية سابحة في الفضاء مرّت صدفة بجانب المذنب.
وأكمل مسبار روزيتا مع مذنبه دورة حول الشمس في 13 أغسطس/آب، لكن الوكالة الأوروبية المشرفة على المهمة لم تنشر الكثير من المعلومات حول تطور الأحداث. غير أن المؤكد هو أن المذنب والمسبار لم يتعرضا للتدمير لدى الاقتراب الأعظم من الشمس كما كان متوقعاً، وهما يكملان رحلتهما حاليا للغوص في أعماق المجموعة الشمسية من جديد بسرعة تصل إلى 34 كيلومترا في الثانية.
وينتظر المجتمع العلمي أن تنشر الوكالة الأوروبية صور الاقتراب الأعظم من الشمس بسبب أهميتها العلمية، فهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من ملاحقة مذنب خلال رحلته في المجموعة الشمسية وإكماله دورة حول الشمس.
وتعتبر مهمة روزيتا من أكثر مهام الفضاء تعقيدا، فقد بدأت الرحلة منذ عام 2004 ولاقت مشاكل كثيرة خلال بداية رحلتها وفقدت المركبة روزيتا الاتصال مع الأرض لمدة 31 شهرا، إلا أنها عادت للحياة مرة أخرى يوم الاثنين 20 يناير/كانون الثاني عام 2014، عندما التقطت وكالة الفضاء الأوروبية إشارتها عن بُعد 807 ملايين كيلومتر عن الأرض، لتستكمل المهمة مرة أخرى وتحقق هبوطا تاريخيا لمسبار فيلة على سطح المذنب.
المصدر:RT