قررت وزارة الآثار المصرية إغلاق مقبرة الملك توت عنخ آمون، الملقب بالفرعون الذهبي، في وادي الملوك بمحافظة الأقصر، ابتداء من أول أكتوبر/تشرين الأول القادم للبدء في صيانتها.
توت عنخ أمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر في الفترة من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة، حكم مصر وعمره 9 سنوات، وتوفي في عمر الـ 18، ويعتبر توت عنخ أمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، وإنما لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية.
من أبرز هذه الأسباب هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، كما أن مومياءه كانت سليمة تماما وعمرها 3000 عام، وأيضا بسبب اللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا، كل هذه الأحداث الغامضة جعلت من توت عنخ أمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا تزال بلا أجوبة، واعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.
وقد نجت مقبرته من اللصوص، ثم اكتشفت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1922 غربي الأقصر الواقعة على بعد نحو 700 كلم جنوبي القاهرة.
وقد تم اكتشاف مقبرة الملك الصغير عن طريق عالم الآثار الإنجليزي “هوارد كارتر”، ويقال إن المقبرة كانت مختفية بفعل الرمال والحجارة وبسبب الفيضانات، وبالرغم من وجود الكثير من كنوز الملك داخل المقبرة، إلا أنه يُعتقد أن نصف الكنوز قد سرقت بعد وقت قصير من دفن الملك، لكن حجرة الدفن لم تمس حتى عام 1922م عندما اكتشفها “هوارد كارتر”.
وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار في بيان يوم الأحد 20 سبتمبر/أيلول: “تقرر غلق مقبرة الفرعون الصغير الملك توت عنخ آمون أمام حركة السياح من السوق المحلية والعالمية، للبدء في أعمال الصيانة والترميم الخاصة بها.”
وأضاف أن “هذه الخطوة تأتي بعد دراسة بما يضمن حماية المقبرة ويتناسب مع كونها واحدة من أهم معالمنا الأثرية المصرية.”
وقال البيان إن أعمال الصيانة والترميم ستشمل إزالة وإعادة تركيب أرضيات المقبرة ونقل مومياء توت من موقعها إلى إحدى حجرات المقبرة الجانبية حفاظا عليها.
هذا ولم يوضح البيان المدة الزمنية التي ستستغرقها أعمال الصيانة.