لم يمنع العمى الكلي الفنان الإسباني خوان توري من إنتاج صور كانت محل تقدير من قبل أولئك الذين يتمتعون بقدرة بصرية مثالية، وذلك بخلق صور يمكن للجمهور الشعور بها ولمسها.
وكانت هذه الأعمال جزء من الرحلة الطويلة لخوان توري مع معانات العمى التام تقريبا بعد اصابته بـ” متلازمة بهجت” عن عمر يناهز 30 عاما، تسببت في إبقاء 6% فقط من بصره.
وكان توري يعمل كمصور منذ بدء دراسته الجامعية، ورغم ما أصابه لم يمتنع عن ممارسة أفضل ما يحب.
وقال الفنان الإسباني لـ RT : “هناك سببان جعلاني أظل ألتقط الصور، الأول هو استخدام تقنيات حديثة بالكاميرا مثل الضبط التلقائي للصورة، مما يساعدني على التصوير”.
أما السبب الثاني “فأنا التقط الصور لأنها كانت مهنتي عندما كنت أعمل في وسائل الإعلام”.
وقد ابتكر توري تقنية لمساعدة ضعاف البصر على التمتع بصوره بمساعدة استوديو ” Estudios Durero”، الذي يؤخذ صوره ويطبعها على ألواح الأليمنيوم، إضافة إلى استخدام نوع خاص من الحبر يتحول إلى البوليمير البلاستيكي عندما يجف، مما يعطي للصورة شكل التضاريس البارزة.
وكان الهدف من هذا المشروع هو محاولة إلهام الناس القادرين جسديا والمكفوفين على حد السواء. ويؤكد توري أن للوحاته “قيمة فنية، فضلا عن القيمة الإجتماعية”.
والمعرض المقام للوحات هذا الفنان الكفيف يحقق معادلة بين جميع الناس بمختلف قدراتهم الجسدية، إذ يستطيع التعليق على نفس الصورة ومناقشتها كل من البصير والمصاب بالعمى.