حاجة الإنسان منه شحيحة للغاية ومع ذلك فهو معدن مهم للجسم نظراً لارتباطاته بالعديد من التفاعلات التي تجري في الأعضاء المختلفة هنا وهناك .
يدخل النحاس في تركيب خضاب ( هيموغلوبين ) الدم ويلعب دوراً في تشكيل الأنسجة والعظام ويستعمل لمعالجة الأوكسجين وتوليد الطاقة وفي عمليات استقلاب الحديد وتكوين الأوعية الدموية كما يسهم في تطور الشعر والجلد والأوتار ويمد العون للجملة العصبية كي تنقل أوامرها إلى أنحاء الجسم المختلفة وفي العضوية يلعب النحاس دوره كعامل خميرة COENZYME يسهم في تكوين الهرمونات والناقلات العصبية الدماغية ويساعد على امتصاص الحديد .موقع طرطوس
يوجد النحاس في الجسم مرتبطاً مع الأحماض الأمينية التي تمثل البنية التحتية للبروتينات ونادراً ما يوجد حراً لأنه على هذا الشكل مؤذ وضار وزيادة النحاس في الجسم تعود إلى مزاحمة معدن آخر هو الزنك إذ يأخذ مكان هذا الأخير في بعض البروتينات محدثاً فيها اضطراباً الأمر الذي يجعلها تغير وظائفها وأفعالها . موقع طرطوس
تقدر كمية النحاس في العضوية بحوالي 100 ملغ وتتوزع في الأعضاء المختلفة على النحو الآتي :
– الجهاز العصبي 80 ميكروغرام في كل غرام .
– الكبد 30 ميكروغرام في كل غرام .
– القلب 15 ميكروغرام في كل غرام .
– الكلية 12 ميكروغرام في كل غرام .
– الرئة 10 ميكروغرام في كل غرام .
– العضلات 4 ميكروغرام في كل غرام .
استطاع الباحثون التوصل إلى اكتشاف جينتين ( مورثتين ) تتوليان الإشراف على النحاس وتسييره في وجهة معينة لكي ينفذ الوظائف الموكلة إليه فالعلماء من جامعة ميتشيغان الأمريكية تعرفوا على جينة تساعد النحاس في العبور إلى داخل الخلايا وأوضحت التجارب على الجرذان المعدلة وراثياً والتي تنقصها الجينة المذكورة أن هذه تضع أجنة ميتة تعاني من اعتلالات كثيرة عضوية وخلوية .موقع طرطوس
وفي أبحاث أخرى قام خبراء من كلية طب واشنطن تمكن هؤلاء من وضع يدهم على جينة أخرى ترقب انتقال النحاس دافعة إياه في الاتجاه المناسب داخل الخلية لكي يحط رحاله في المكان المناسب .موقع طرطوس
لقد عرف النحاس منذ آلاف السنين واستعمله القدماء لأغراض شتى طبية وغير طبية وكشفت أوراق البردي أن المصريين كانوا أول من استعانوا به لأغراض طبية وعلاجية كما أن هناك مخطوطات رومانية وهندية أشارت إلى استعمال النحاس على شكل مغناطيس ومشروبات وضمادات في معالجة عدد من الأمراض .موقع طرطوس
يملك النحاس أيضاً خاصية قوية مضادة للآلام ، لا بل يضاهي أقوى مضادات الألم العادية المستعملة بشكل حر في الأسواق ( أي من دون وصفة طبية ) .
عالم النفس الأمريكي جيمس بينلاند قام بدراسة تحليلية شملت رجالاً ونساء خلص على أثرها إلى نتيجة مفادها أن الذين يأكلون غذاء فقيراً بالنحاس طلبوا المسكنات معدل مرتين أكثر من الآخرين الذين تناولوا أغذية حاوية على كميات وافية من النحاس .موقع طرطوس
وبناء على ذلك يقول الباحث بينلاند إن أي نقص في معدن النحاس يؤدي إلى ( زعزعة ، التبادلات الكيماوية في الدماغ وبالتالي نشوء اضطرابات في الجدران الأوعية الدموية تسبب آلاماً في الرأس وهناك أبحاث أشارت إلى أن نقص النحاس يقود إلى مشاكل على صعيد الأنسجة والمفاصل وما يعقبها من حدوث آلام والتهابات لهذا نرى ملايين الأشخاص يتهافتون على حمل الأساور والخواتم النحاسية لعلاج بعض ( المطبات ) الصحية خصوصاً العلل المفصلية وهناك من يرتدي الأساور والخواتم لغاية واحدة فقط هي التزويد بما يحتاجه جسمهم من النحاس ولكن حتى الآن لم تتوفر دراسة واحدة تؤكد ما يذهب إليه هؤلاء .موقع طرطوس
ومهما يكن وسواء كانت الأساور والخواتم تزود الجسم أم لا فالمهم أنها لا تضر ولكن بدلاً من اعتماد هذه الأساور والخواتم من المستحسن اعتماد المصادر الغذائية الغنية بالنحاس والطبيعة لا تبخل علينا بذلك ومن أهم الأغذية الغنية بالنحاس هي الحبوب وفول الصويا والفواكه الجافة والفطر والشوكولاتة والسبانخ وجراد البحر والعنب وغيرها .