يختلف كلا النوعين خلال المراحل المختلفة للإدرار الحليبي وحسب الأفراد، على الرغم من قلة أهمية الاختلافات في الحليب الإنساني عند النساء ذوات الحميات الطعامية الملائمة . يتضمن الحليب أواخر فترة الحمل وأوائل فترة ما بعد الولادة بروتيناً أكثر وكلساً أكثر ومعادن أكثر مما في الحليب خلال الإدرار اللاحق. وتوجد الخلايا أيضاً في كل من اللبأ والحليب والإنساني.
اللبأ:
يسمى إفراز الثديين خلال القسم الأخير من الحمل والأيام (2-4) الأولى ما بعد الوضع باللبأ، ويتميز بلونه الأصفر الليموني الغمق، وتفاعله القلوي، وكثافته النوعية 1.040-1.060 مقارنة مع الكثافة النوعية المتوسطة لحليب الثدي الناضج ( 1.030). ومجمل الكمية المفرزة منه يومياً هي 10-40مل . يتضمن اللبأ الإنساني أو البقري بروتيناً أكثر بعدة مرات من حليب الثدي الناضج، ومعادن كثر لكن سكرياته ودسمه أقل. يحوي اللبأ الإنساني أيضاً بعض العوامل المناعية الفريدة. يستبدل اللبأ بعد الأيام القليلة الأولى من الإدرار بإفراز شكل انتقالي من الحليب يكتسب تدريجياً مزايا حليب الثدي الناضج خلال الأسبوع الثالث أو الرابع. موقع طرطوس
الماء:
إن الكميات النسبية للماء والمواد الصلبة في الحليبين الإنساني و البقري هي نفسها تقريباً.
البروتين :
هناك فروق كمية بين بروتينات كلا الحليبين ، فالحليب الإنساني لا يحتوي أكثر من 1-1.5%بروتيناً أما حليب البقر فيقارب بروتينه 3.3% وتنجم زيادة بروتين حليب البقر بشكل كامل تقريباً بسبب محتواه الزائد من الكازئين والذي يزيد عن حليب الأم بمقدار 6 أضعاف . أما بروتين حليب الأم فيتضمن تقريباً 65%بروتينات مصالة (وأكثر ألبومينات حليبية ) و35% كازئين ، بينما تكون النسبة معكوسة في حليب البقر : 22%إلى78%. موقع طرطوس
السكريات :
يحتوي حليب الأم 6.5-7%لاكتوز ، مقابل حوالي 4.5%في حليب البقر . وإن حوالي 10% من سكريات حليب الأم عبارة عن عديدات سكريد وبروتينات سكرية .
الدسم:
يقارب محتوى أنواع الحليب من الدسم 3.5% عادة . ويختلف المحتوى من الدسم في الحليب الإنساني نوعاً ما باختلاف الوارد الغذائي للأم. وخلال الرضعة الواحدة تكون كمية الدسم أكثر في القسم الأخير من الرضعة مما يؤدي لإشعار الرضيع بالشبع في نهاية الرضعة. يتباين محتوى الدسم في حليب سلالات مختلفة من الماشية، ولكن معظم أنواع الحليب في أسواق المناطق المدنية تجمع ويعدل محتوى الدسم فيها إلى مستوى معياري (من 3.25-4%بشكل عام ) .
هناك اختلافات نوعية بين دسم حليب الأم وحليب البقر، ويتكون الدسم في كل منهما بشكل رئيسي من ثلاثيد غليسريد الأوليئين والبالميتين والستيرين ، لكن محتوى الحليب الإنساني من الأوليئين الأكثر امتصاصاً هو الضعفان . تشكل الحموض الدسمة الطيارة (بوتيريك ، كابريك ، كابروئيك ، كابريليك ) حوالي 1.3%فقط من دسم حليب الأم لكنها تقارب 9%من دسم حليب البقر . وتعد الكمية الضئيلة من حمض اللينوليك الموجودة في حليب البقر كافية عادة لمنع العوز . قد يحدث لدى الرضيع الخديج أو المضعف إسهال دهني بعد تناول دسم حليب البقر، ومن الحكمة عند مثل هؤلاء الرضع استبدال حليب البقر بدسم نباتية أسهل امتصاصاً أو بحليب الأم. موقع طرطوس
المعادن:
يحتوي حليب البقر من جميع المعادن أكثر بكثير مما يحتويه الحليب الإنساني باستثناء الحديد والنحاس، ويبلغ إجمالي محتوى المعادن في حليب البقر 0.7-0.75% بينما يكون في حليب الأم 0.15-0.25%، ويكون محتوى حليب البقر من الحديد غير كاف، أما حديد حليب الأم فهو على قلته قد يكون كافياً للرضيع لأنه أفضل امتصاصاً، ولأن الحديد المخزن خلال المرحلة الجنينية يعوض بشكل عام عن عوزه بالحليب خلال الأشهر الأربعة الأولى من العمر أو حوالي ذلك. رغم أن الحاجة إلى الكالسيوم والفوسفور خلال مراحل النمو السريع كبيرة إلا أن التوازن والتناسب الملائم بنينهما تتحقق في حليب الأم رغم فقر محتوياته بهذين المعدنين. موقع طرطوس
الفيتامينات:
يتباين محتوى الحليب من الفيتامين حسب وارد الأم منه. ويكون حليب البقر فقيراً بالفيتامين C وD ،بينما يحتوي حليب الإنسان عادة الفيتامين Cبشكل كاف، بشرط تناول الأم أطعمة ملائمة، ويحتوي فيتامين D بشكل كاف ما لم يكن تعرضها لأشعة الشمس غير كاف أو تكون غامقة البشرة . أما بالنسبة للفيتامين K فيكون محتوى حليب البقر منه أكبر من محتوى حليب الإنسان، ويبدو كلا النوعين من الحليب بأنهما يحتويان من الفيتامين Aومجموعة فيتامينات B كافية لتلبية متطلبات الرضيع خلال الأشهر الأولى من العمر. موقع طرطوس
المحتوى الجرثومي:
إن حليب الإنسان لا يكون بشكل أساسي خالياً بالجراثيم، إلا أن عضويات ممرضة وبأعداد كبيرة قد تدخل الثدي بسبب التهاب الثدي. قد توجد العصيات السلية والتيفية ، وفيروسات الحلأ والتهاب الكبدB والحصبة الألمانية والنكاف وفيروس نقص المناعة الإنسانية HIV والفيروس المضخم للخلاياCMV وذلك من وقت لآخر في حليب نساء مصابات بخمج بهذه العضويات. ويكون حليب البقر ملوثاً بشكل عام، لكن بجراثيم في غالبية الحالات غير ضارة للإنسان. ويعد الحليب على كل حال وسطاً جيداً للجراثيم الممرضة، وهناك العديد من الأخماج المحمولة بالحليب، بما فيها الأمراض الناجمة عن العنقوديات والدفتريا (الخناق)والحمى التيفية وداء السالمونيلا والتدرن وداء البروسيلا ، بل أكثر من ذلك يمكن لبعض الجراثيم المعينة التي لا تصيب الأطفال الأكبر عمراً ولا البالغين أن تسبب إسهالاً عند الرضع. تعد بسترة الحليب الكامل المسوق تجارياً وبكل أنواعه ضرورية في معظم المدن، كما ينصح بالتعقيم أو الغلي النهائي للحليب قبل مزجه في وجبة الرضيع مباشرة. موقع طرطوس
قابلية الهضم :
تفرغ المعدة محتواها من حليب الإنسان بسرعة أكبر مما لو كان حليب بقر كامل، وعلى كل حال لا يوجد فرق يذكر في زمن العبور المعدي المعوي بين الحليب الإنساني وأنواع الحليب الصناعي المعدل خلال الخمسة والأربعين يومياً الأولى من العمر. ينقص حجم خثارة حليب البقر ( الرَوَب ) بالغلي، وتصبح أصفر حجماً بكثير وأسهل قابلية للهضم عند التسخين الضروري في تبخير الحليب، وعند إضافة حمض أو قلوي ، أو في عملية التجنيس، وبالعكس فخثارة حليب الإنسان طرية وناعمة بشكل ندف سهلة التفكك في المعدة وبالتالي يعد دسم حليب الإنسان أكثر قابلية للهضم من دسم حليب البقر.موقع طرطوس