تمكن المسبار جونو الذي يعمل بالطاقة الشمسية والذي غادر الأرض منذ 5 سنوات، من الدخول بنجاح إلى مدار كوكب المشترى في سابقة علمية جديدة.
ومسبار جونو هو بعثة جديدة لوكالة ناسا ضمن برنامج “نيو فرونتيرز” لاستكشاف كوكب المشتري. وقد تمكن المسبار من تشغيل محركه الصاروخي لإبطاء اقترابه من الكوكب وتجنب التأثر بجاذبيته، مع حلول الساعة 04:18 بتوقيت غرينيتش، لتصل سرعته إلى 265 ألف كيلومتر في الساعة، وهو ما كان كفيلا بهبوط المسبار إلى مدار حول كوكب المشتري بنجاح، بعد قطعه مسافة 2.2 ملياري كيلومتر وهو الآن في مدار حول المشتري يبعد عنه مسافة 4600 كيلومتر.
ولم يسبق في تاريخ أي مسبار أو مركبة فضائية أن اقترب إلى هذه الدرجة من كوكب المشتري على الرغم من إرسال مسبارين في وقت سابق لقيا حتفهما في الغلاف الجوي للكوكب العملاق.
وقد انطلقت الهتافات والتصفيق في مقر التحكم بمهمة المسبار الفضائي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا عند وصول المسبار إلى المدار في الساعة 04:53 بتوقيت غرينيتش.
وهنأ سكوت بولتون المسؤول عن المهمة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الفريق قائلا “لقد قمنا بأصعب شيء يمكن أن تقوم به ناسا في أي وقت من الأوقات”. واحتفل الفنيون والعلماء بانتهاء عملية الإبطاء المعقدة ودخول جونو إلى المدار بنجاح.
وسيقوم جونو بعد أن استقر في مدار قطبي حول المشتري بدراسة تركيب الكوكب وحقل الجاذبية والحقل المغناطيسي والغلاف المغناطيسي في المنطقة القطبية للمشتري ، وسيسجل بيانات تفسر تكوين كوكب المشتري، وما إذا كانت للكوكب نواة صلبة، وتبين نسبة المياه الموجودة داخل الغلاف الجوي للكوكب، وكيفية توزعها داخل كتلته.
ويقوم المسبار بالدوران حول المشتري 37 مرة منحدرا صوبه بالتدريج ليمر فوق قمم السحب، ما سيمكن العلماء لأول مرة من رؤية ما يكمن تحت الغلاف الجوي لكوكب المشتري وفك أسرار تركيبة حقله المغناطيسي.
ومن المقرر أن تنتهي مهمة المسبار جونو في العام 2018 عندما سيتحطم لدى إسقاطه في الغلاف الجوي للكوكب واحتراقه بغية منع اصطدامه بأحد أقمار المشتري وتلويثه بميكروبات من الأرض قد تكون عالقة به.
وقد وعد العلماء ببث الصور والمعلومات التي سيلتقطها جونو لكوكب المشتري خلال فترة مهمته التي ستدوم نحو 20 شهرا والتي قدرت تكلفتها بـ 1.1 مليار دولار، والأخذ برأي الجمهور لدى تصويته على المناطق التي سيتم التركيز عليها في خلال الدراسات.
وكالات